ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[10 - 12 - 07, 09:05 ص]ـ
قال الأصْمَعِيُّ عبد الملك بن قريب:
كنتُ أقرأُ سورةَ المائدة، ومعي أعرابيٌّ. فقرأتُ هذه الآيَةَ فقلْتُ: (واللَّه غفورٌ رحيمٌ)، سَهْواً.
فقال الأعرابيُّ: كلامُ من هذا!!
فقلتُ: كلامُ الله.
فقال: أعِدْ.
فأعَدْتُ: (والله غفور رحيمٌ)، ثُمَّ تَنَبَّهْتُ فقلتُ: {والله عزيزٌ حكيمٌ}
فقال: الآنَ أصَبْتَ.
قُلْتُ: كيف عرفتَ؟
فقال: يا هذا، عَزَّ فحكم فأمر بالقطْعِ، فلَوْ غَفر ورحِمَ لما أمر بالقَطْعِ.
زاد المسير (2/ 354).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[11 - 12 - 07, 12:02 م]ـ
Out life is what our thoughts make it
إن حياتنا من صنع أفكارنا.
التفكير الإيجابي
هناك طريقتان للتفكير، وطريقتان لتفسير الأشياء من حولنا، وهذا يؤثر كثيرًا على مشاعرنا وعلى حياتنا وسلوكنا بشكل عام ..
فحياتك كلها تتوقف على ما يدور في رأسك، وكيف تدور الأفكار في رأسك؛ لأن أفكارك هي التي تحدّد قراراتك واختياراتك في الحياة، وحتى المشاعر والأمزجة قد تحددها الأفكار.
ينقسم الناس إلى أصحاب أسلوب تفسيري إيجابي، وآخرون إلى أصحاب أسلوب تفسيري سلبي،
حتى نحن حين نتقلب بين مزاج إيجابي وسلبي نلاحظ الفرق في مشاعرنا، ونرى هذا الفرق حولنا أيضًا، فعندما تبدأ صباحك باكرًا بحيوية ونفس منشرحة، بعد ليلة نمت فيها بعمق وأخذت كفايتك من الراحة، وتجد وقتًا كافيًا لتناول فطورك وملاحظة أشعة الشمس وهي تلوح في الأفق، فإنك تشعر بأن كل شيء حولك يبدو مشرقًا، وتدخل على زملائك في العمل بابتسامة صباحية مفعمة بالحيوية، وتبدأ عملك بحماس، تشعر أنك قادر على إنجاز ما كنت تتوقع أنه صعب، وكأن عملك نفسه يساعدك على إنجازه؛ لأنك تريد ذلك.
لكن عندما تبدأ نهارك كَدِرًا، وعابسًا فإنك تشعر أن كل الأمور تعاكسك، وأن كل التفاصيل تناكدك وتغيظك عامدة، وأنك غير قادر على العمل، ولا حتى أبسط الأمور ..
فعندما تكون مكدرًا ومتوترًا وتفكر بطريقة سلبية، فإن إدخال المفتاح إلى مكانه في القفل سيستغرق منك وقتًا، علمًا بأنه عمل بسيط ويتم بكل سلاسة عندما تكون هادئًا وفي في مزاج جيد ..
لكن هذا المزاج الجيد أو السيِّئ ليس شيئًا خارجًا عن سيطرتنا أو إرادتنا؛ فنحن لنا دور كبير في تحديد مزاجنا، وفي السيطرة على أفكارنا وبالتالي مزاجنا ومشاعرنا، وذلك بالانتباه أكثر إلى الطريقة التي تدور بها الأفكار في رؤوسنا، والطريقة التي نحدِّث بها أنفسنا.
يقول مارتين سليجمان: "الاكتئاب ينتج عن عادات في أسلوب التفكير الواعي تمارس على مدار حياة الفرد، فلو أننا استطعنا تغيير عادات التفكير هذه لشفي المريض من حالة الاكتئاب التي يعانيها."
طريقة تفكير الإنسان تحدد حياته كلها،
التفكير الإيجابي يمنحنا المرونة والقدرة على التأقلُم وتقبُّل مشاكل الحياة، وتمنح الإنسان نوعًا من الاستقرار النفسي والطمأنينة.
ثمة أسرة لطيفة يعتبر أفرادها المسنون، من الأشخاص الإيجابيين؛ حيث إنهم يتعاملون مع الناس بطيبة واضحة، ودائمًا يفسرون الأشياء بطريقة إيجابية وبسيطة، فعندما تكون بين أشخاص من هذا النوع تشعر بالراحة والهدوء، على عكس شعورك وأنت بين أناس آخرين يفكرون بطريقة سلبية، ويعيشون ضحايا لمشاعر الحسد والكره للناس، بحيث يقضون أوقاتهم في توتر لا ينتهي، دائمًا منزعجون ويزعِجُون من حولهم، لكن لو فكّروا بتجريب التحرُّر من ضغط المشاعر السلبية والنهر والزجر والنكد لانْقَلبت حياتهم رأسًا على عقب.
الإنسان الذي يتصرّف بهذه الطريقة، يقضي وقته حانقًا ومتوترًا، وأقل شيء يمكن أن يستفزه، وهو بذلك يستهلك أعصابه ويؤذي صحته الجسدية؛ لأنه يُبقي دائمًا عضلاته وجسدَه كله متحفزًا ومشدودًا وفي حالة غير طبيعية.
علاوة عن أنه يدفن إمكانيات الإنسان، ويغلق جميع الأبواب أمام نفسه، ويمنعه من مجرد التفكير بالقيام بأي تغيير في الحياة.
¥