ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[15 - 02 - 08, 05:03 م]ـ
قال الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم النيسابوري – طيب الله ثراه -:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خَيْلاً قِبَلَ نَجْدٍ؛ فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِى حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ؛ فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِى الْمَسْجِدِ،
فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ فَقَالَ:
«مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟».
فَقَالَ: عِنْدِى يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ:
إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ؛ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ.
فَتَرَكَهُ رَسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقَالَ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟».
قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ:
إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ؛ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ.
فَتَرَكَهُ رَسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى كَانَ مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: «مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟».
فَقَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ:
إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ؛ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ.
فَقَالَ رَسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ».
فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ؛
فَاغْتَسَلَ،
ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ؛
فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
يَا مُحَمَّدُ:
وَالله مَا كَانَ عَلَى الأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَىَّ مِنْ وَجْهِكَ؛ فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَىَّ،
وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَىَّ مِنْ دِينِكَ؛ فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ كُلِّهِ إِلَىَّ،
وَالله مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضَ إِلَىَّ مِنْ بَلَدِكَ؛ فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلاَدِ كُلِّهَا إِلَىَّ،
وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِى وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ؛ فَمَاذَا تَرَى؟!
فَبَشَّرَهُ رَسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ،
فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ؛ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: أَصَبَوْتَ؟
فَقَالَ: لاَ وَلَكِنِّى أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،
وَلاَ وَاللَّهِ لاَ يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
متفق عليه:
رواه البخاري: كتاب (64) المغازي والسير، باب (70) وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال. حديث (4372).
ومسلم: كتاب الجهاد والسير. باب (19) رَبْطِ الأَسِيرِ وَحَبْسِهِ وَجَوَازِ الْمَنِّ عَلَيْهِ. حديث (1764).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[21 - 02 - 08, 03:31 م]ـ
قبل أن تتحرك إلى الأمام؛
لابد أن تضع الماضى خلف ظهرك؛
فالماضي يطوى ولا يروى،
اللهم إلا للعبرة وأخذ العظة من أحداثه ومواقفه ...
فالتاريخ يعيد نفسه،
والفطن الكيس من قلب صفحات التاريخ؛
ليقتبس منها إشارات يغير بها الواقع إلى الأفضل ...
وقد قال لي أستاذ لي ذات مرة:
الناس ثلاثة: غبي، وذكي، والأذكي ..
فالأول: لا يستفيد من أخطائه، فهو في أخطائه مغبون، وفي حمقه موكوس ...
والثاني: عسكه؛ يخطأ ويتعلم، ويسقط ويقوم،
ونصحني خالي ذات مرة قائلا:
(يا محمود الذكي إللي كل ما الدنيا تخبطه على دماغه؛ يقوم أقوى ... !!)
وقد قيل قديما:
إن الضربات التى لا تقصم ظهرك؛ تقويه ...
وأقوى العظم ما كسر ثم جبر!!
والثالث: هو من يستفيد من أخطاء الآخرين،
¥