ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[17 - 11 - 08, 05:45 م]ـ
سبحان من لا يأتي بالخير إلا هو،
سبحان من لا يرفع الشر إلا هو،
سبحان من لا يعلم أقدار خلقه إلا هو،
سبحان من كل نعمة منه فضل،
سبحان من كل نقمة منه عدل،
اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم،
ولا تعذبنا يامولانا فأنت علينا قادر،
اللهم هذا حالنا لا يخفى عليك،
وعجزنا، وذلنا، وضعفنا، وفقرنا، وجهلنا، ظاهر بين يديك،
فعاملنا بالإحسان يا ذا الإحسان،
إذ الفضل منك وإليك،
اللهم صل علي سيدنا محمد في الأولين،
اللهم صل على سيدنا محمد في الآخرين،
اللهم صل على سيدنا محمد في الملاء الأعلى إلي يوم الدين،
اللهم لك الحمد كله، ولك الشكر كله، وإليك يا سيدي يرجع الفضل كله ...
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[22 - 11 - 08, 08:37 م]ـ
(حكاية)
قال الإمام محمد بن جرير الطبري - طيب الله ثراه-:
حدثا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: ثني يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، قال:
لما ضرب لـ (بختنصر) الملك بجرانه، قال: ثلاثة فمن استأخر منكم بعدها فليمش إلى خشبته.
فغزا الشام، فذلك حين قتل وأخرج بيت المقدس، ونزع حليته، فجعلها آنية ليشرب فيها الخمور، وخوانا يأكل عليه الخنازير، وحمل التوراة معه، ثم ألقاها في النار، وقدم فيما قدم به مئة وصيف منهم (دانيال) و (عزريا) و (حنانيا) و (مشائيل)،
فقال لإنسان: أصلح لي أجسام هؤلاء لعلي أختار منهم أربعة يخدمونني.
فقال دانيال لأصحابه: إنما نصروا عليكم بما غيرتم من دين آبائكم، لا تأكلوا لحم الخنزير، ولا تشربوا الخمر.
فقالوا للذي يصلح أجسامهم: هل لك أن تطعمنا طعامًا، هو أهون عليك في المئونة مما تطعم أصحابنا، فإن لم نسمن قبلهم رأيت رأيك.
قال: ماذا؟
قال: خبز الشعير والكرّاث.
ففعل، فسمنوا قبل أصحابهم، فأخذهم (بختنصر) يخدمونه، فبينما هم كذلك، إذ رأى (بختنصر) رؤيا، فجلس فنسيها؛ فعاد فرقد فرآها، فقام فنسيها، ثم عاد فرقد فرآها، فخرج إلى الحجرة؛ فنسيها؛ فلما أصبح دعا العلماء والكهَّان،
فقال: أخبروني بما رأيت البارحة، وأوّلوا لي رؤياي، وإلا فليمش كل رجل منكم إلى خشبته، موعدكم ثالثة.
فقالوا: هذا لو أخبرنا برؤياه. - وذكر كلاما لم أحفظه -،
قال: وجعل (دانيال) كلما مرّ به أحد من قرابته يقول: لو دعاني الملك لأخبرته برؤياه، ولأوّلتها له.
قال: فجعلوا يقولون: ما أحمق هذا الغلام الإسرائيلي إلى أن مرّ به كهل، فقال له ذلك، فرجع إليه فأخبره.
قال: إيه،
قال: وعنقه من فضة،
قال: إيه،
قال: وصدره من حديد،
قال: إيه،
قال: وبطنه من صفر،
قال: إيه،
قال: ورجلاه من آنك،
قال: إيه،
قال: وقدماه من فخار،
قال: هذا الذي رأيت؟
قال: إيه،
قال: فجاءت حصاة فوقعت في رأسه، ثم في عنقه، ثم في صدره، ثم في بطنه، ثم في رجليه، ثم في قدميه،
قال: فأهلكته.
قال: فما هذا؟
قال: أما الذهب فإنه ملكك، وأما الفضة فملك ابنك من بعدك، ثم ملك ابن ابنك، وأما الفخار فملك النساء.
فكساه جبة ترثون (-) وسوره وطاف به في القرية، وأجاز خاتمه، فلما رأت ذلك فارس،
قالوا: ما الأمر إلا أمر هذا الإسرائيلي،
فقالوا: ائتوه من نحو الفتية الثلاثة، ولا تذكروا له دانيال، فإنه لا يصدقكم عليه، فأتوه، فقالوا: إن هؤلاء الفتية الثلاثة ليسوا على دينك، وآية ذلك أنك إن قربت إليهم لحم الخنزير والخمر لم يأكلوا ولم يشربوا، فأمر بحطب كثير فوضع، ثم أرقاهم عليه، ثم أوقد فيه نارا، ثم خرج من آخر الليل يبول، فإذا هم يتحدّثون، وإذا معهم رابع يروح عليهم يصلي،
قال: من هذا يا دانيال؟
قال: هذا جبريل، إنك ظلمتهم،
قال: ظلمتهم، مر بهم ينزلوا.
فأمر بهم فنزلوا.
قال: ومسخ الله تعالى بختنصر من الدوابّ كلها، فجعل من كل صنف من الدوابّ رأسه رأس سبع من السباع الأسد، ومن الطير النسر، وملك ابنه فرأى كفا خرجت بين لوحين، ثم كتبت سطرين، فدعا الكهان والعلماء فلم يجدوا لهم في ذلك علما،
فقالت له أمه: إنك لو أعدت إلى دانيال منزلته التي كانت له من أبيك أخبرك، وكان قد جفاه، فدعاه.
فقال: إني معيد إليك منزلتك من أبي، فأخبرني ما هذان السطران؟
قال: أما أن تعيد إليّ منزلتي من أبيك، فلا حاجة لي بها؛ وأما هذان السطران فإنك تقتل الليلة.
فأخرج من في القصر أجمعين، وأمر بقفله، فأقفلت الأبواب عليه، وأدخل معه آمن أهل القرية في نفسه معه سيف،
فقال: من جاءك من خلق الله فاقتله، وإن قال أنا فلان.
وبعث الله عليه البطن، فجعل يمشي حتى كان شطر الليل، فرقد ورقد صاحبه، ثم نبهه البطن، فذهب يمشي والآخر نائم، فرجع فاستيقظ به،
فقال له: أنا فلان، فضربه بالسيف فقتله.
تفسير الطبري (17/ 377)
وعبدالله بن أحمد في السنة مختصرا على آخره (822)
....
(-) قال محققه: كذا في الأصل. واللفظة محرفة.
وفي الكتاب المقدس: سفر دانيال، الإصحاح الخامس:
"حينئذ أمر بلشاصر أن يلبسوا دانيال الأرجوان وقلادة من ذهب في عنقه "
¥