ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[26 - 11 - 08, 12:18 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سيد المرسلين،
سبحان الله العظيم،
كنت منذ (دقائق معدودة) في (جلسة)،
لكي أنصح فيها بعض الشباب ممن طاش وتصدته الشياطين،
فخرجت منها من المنصوحين المقصرين،
كأنني والله المقصود منها:
كيما أرى نعمًا كثيرة لرب العالمين على، لم أكن أراها، وهل من السهل علي أن أكون مثل هذا الشاب،
أعيث في الأرض فسادًا،
الحمد لك ربي على ما أنعمت علي من نعمة الإسلام والسنة، ثم الإلتزام بهدي سيد الأنام،،،
اللهم علمني،
اللهم فهمني،
اللهم استرني،
اللهم اكرمني،
اللهم رضني ...
وكيما أتعظ بغيري، ممن أراه بعيني،،،
وكيما أفيق من سكرتي، وأعود إلى مالكي،،،
سبحانك غفرا،
والله لقد ذهلت مما سمعت،
وكاد عقلي أن يطيش،
هذا هو الشاب الذي كان بين أظهرنا في رمضان من الصائمين القائمين؟!
هذا هو الشاب الذي كان يؤمل له وفيه؟!
هذا هو؟؟؟
اللهم ثبتنا حتى نلقاك، غير خزايا، ولا ندامي، ولا مقصرين، ولا مفرطين، ولا مغيرين، ولا مبدلين ...
سبحان الله!!
داء ما له دواء إلا باب السماء،
سبحان الله!!
يبتليك الله - أو يعاقبك - بأحب ما تملك، وأعز من ترى،
سبحان الله!!
ذنوب قديمة مر عليها زمان،
لكن ما نسيها الملكان،
نوايا تقود إلى الخزايا،
اللهم إني أسألك السلامة والستر ...
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[30 - 11 - 08, 12:05 ص]ـ
قال - جل ذكره -:
{إِنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22)
عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23)
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24)
يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25)
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)
وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27)
عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)}
(المطففين: 22 - 28)
قال الحافظ ابن كثير - طيب الله ثراه -: ( ...
وقوله: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}
أي: وفي مثل هذا الحال فليتفاخر المتفاخرون،
وليتباهى ويكاثر،
ويستبق إلى مثله المستبقون.
كقوله: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصافات: 61].) انتهى.
ففي هذا النعيم المقيم حق للمتنافسين أن يتافسوا،
وحق المشتاقين أن يتسابقوا،
فما هذه الدنيا إلى ساعات معدودة،
وليال محسوبة،
تمر سريعا سريعا،
ثم تنقضي ...
ذُكرت الدنيا عند الحسن البصري، فقال:
أحلامُ نوْمٍ أو كظلٍّ زائلِ - إنَّ اللبيبَ بمثلها لا يُخدَعُ
وقال الحسن: (إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة).
وقال: (من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في الدنيا فألقها في نحره).
وقال وهيب بن الورد: (إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل).
وقال محمد بن عثمان التركستاني: (ما بلغني عن أحد من الناس أنه تعبد عبادة إلا تعبدت نظيرها وزدت عليه).
وكان أبو مسلم الخولاني قد علق سوطاً في مسجد بيته يخوف به نفسه، وكان يقول لنفسه:
(قومي، فو الله لأزحفن بك زحفاً حتى يكون الكلل منكِ لا مني،
أيظن أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يستأثروا به دوننا؟!
كلا والله ..
لَنُزاحمَنَّهم عليه زحامًا؛ حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالاً.)
وقال أنس بن عياض: (رأيت صفوان بن سليم، ولو قيل له: غداً القيامة!!
ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة).
وهذا منصور بن زاذان: (كان لو قيل له: إن ملك الموت على الباب!! ما كان عنده زيادة في العمل).
وكان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة، وبه الفالج -الشلل-،
فقيل له: قد رُّخِّصَ لك!
قال: إني أسمع (حيَّ على الصلاة) فإن استطعتم أن تأتوها ولو حَبْواً.
ويصف حماد بن سلمة شيخه سليمان التيمي يقول:
ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله -عزوجل- فيها إلا وجدناه مطيعاً،
إن كان في ساعة صلاة، وجدناه مصلياً،
وإن لم تكن ساعة صلاة، وجدناه إما متوضئاً، أو عائداً، أو مشيعاً لجنازة، أو قاعداً في المسجد،
قال: فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله -عز وجل-.
وتعلم منه حماد بن سلمة فكان إذا قيل له:أنك تموت غدا!!
ما استطاع أن يزيد في عمله شيئا.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ...
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[25 - 12 - 08, 09:34 م]ـ
الحمد لله رب العالمين،
وصلى الله سلم على سيدنا محمد النبي الأمين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،
منذ يومين اثنين،
نزل ملك الموت ببلدتنا،
فلم يأخد واحدًا، بل أخذ اثنين (أخوين)،
خبر أليم،
أقص عليك القصة من أولها:
الأخ الأكبر الذي تجاوز عقده السادس، ويعرفه القاصي والداني,,,
يشعر ببعض الآلام اليسيرة من نزلات البرد وغيرها، ولكنه يمشي عليه قدميه،
وتحمله إلى صلاة الجمعة،
وأراه ويراه الناس،
ثم نام في الفراش،
فأتى (أخوه) الأصغر بالطبيب، لكي يراه الطبيب، فنظر إليه الطبيب، ورآه الطبيب، وسبحان الله،
قال الطبيب:
البقاء لله، أصيب بأزمة قلبيه، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فأخذت (أخاه الصغير) - الذي لم يجاوز عقده الأربعين - الصدمة،
فجلس على الكرسي يملأه الحزن والألم،
وهو لهما في قلبه من الكاتمين،
ولشديد الصدمة من المتألمين،
وليته ما فعل،
فجلس على (الكرسي) - دون حراك -،
فأتو له بنفس الطبيب،
- بعد وفاة الأخ الأكبر بساعة أو ساعتين -
لكي يراه الطبيب،
ولكن هيهات،
فقد سبق عليه الكتاب،
وانقضت أنفاسه في الدنيا،
وقال الطبيب: البقاء الله، أصيب بأزمة قلبيه!!
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ففي ذلك عبرة لمن أراد أن يعتبر،
وصدق من قال:
كفى بالموت واعظًا.
فاللهم ربنا لك الحمد حتى ترضى،
اللهم اغفر لهما وارحمها،
اللهم ربنا أتم علينا سترك الجميل في الدنيا والآخرة،
اللهم ربنا ارزقنا حسن الخاتمة،
والحمد لله ربنا: ستر وغفر وأعطى ورزق.
والصلاة والسلام علي سيدنا سيد الأنام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
¥