تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[03 - 01 - 09, 09:57 م]ـ

إنا لله وإنا إليه راجعون ...

تدخل غزة أسبوعها الثاني تحت نيران الآلة الصهيونية ...

أكثر من (426) شهيد، و (2000) جريح ...

إنا لله وإنا إليه راجعون ...

ولكن!!

أولا:

خلنا نعترف بأن أمة الإسلام - الآن - أمة مهزومة،

- رب أغفر لي -،

لا تستحق النصر،

ولا تعمل للنصر،

بل ولا تشعر بالهزيمة،

سبحانك ربي!!

كيف تنصر أمة الإسلام اليوم، وقد بدلت وغيرت؟

كيف ينصرها ربها وقد حاربته وبارزته بالذنوب والمعاصي،

فلإن مات في غزة (400) قتيل،

ففي الأمة الآن (الملايين والملايين) ممن ماتت قلوبهم، وبارزوا ربهم ...

ولإن حارب (الصهاينه) الإسلام بالآلة والسلاح، فهناك من بارز الله - ليل نهار - بالذبوب والمعاصي،

التي هي - والله - أخطر من طائراتهم ودباباتهم:

فمنهم منا يبارز الله بالزني،

ومنهم من يبارز الله بالسرقه،

ومنهم من يبارز الله الربا،

ومنهم من تبارز الله بالسفور والتبرج،

ومنهم، ومنهم ...

هزم الصحابة في أحد وقائدهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ لإنهم خالفوا أمرًا واحدًا من أوامر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،

فكيف بمن خالف جل أوامر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ... ؟

ثانيا:

من المحنة تأتي المنحة ...

قال - جل وعلا -:

{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِين *

وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِين *

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِين}

[آل عمران: 140 - 142]

نعم:

هؤلاء الشهداء،

يالها من كرامة،

ويا لها من مكانة ...

ثم تمييز الصف،

لكي يحيى من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة ...

إن المحن والإحن تكشف عن مكنونات النفوس،

وتظهر قدارت الناس ونياتهم ...

ثالثا:

ما واجبنا نحن؟!

الدعاء الدعاء الدعاء،

فهو والله السلاح الماضي،

فكم دك من حصون، وكم هزم من جيوش،

ولكن: الدعاء بالقلب السليم، والثقة في الله، وإنه لن يرد هذا الدعاء.

ثانيا:

القوة الإيمانية:

إن المسلمين لم ينتصروا يوما بالسلاح والعدة، إنما ينتصرون بإيمانهم، وتقواهم، وثقتهم في نصر ربهم القريب.

ثم ثالثا:

ربي لهم ولدك.

عجبي لا يكاد ينتهي ممن يزعم للسنة تمسكًا، وبالتدين سمتًا،

وترى ولده أسوأ ما تراه بعينك،

سبحان الله العظيم ..

مثل هذا الولد التائه الضال، كيف ستبث فيه عقيدة الولاء والبراء؟؟

- استغفر الله -

أي براء أو ولاء وهو لا يصلي، ولا يتدين، ولا يتسنن،

ولا يسمع عن الله، ولم يربى على هذا المنوال؟!!

سبحانك ربنا ...

هذا حالنا لا يخفى عليك،

وعجزنا وذلنا وفقرنا وضعفنا وجهلنا ظاهر بين يديك،

فعاملنا بالإحسان، يا ذا الإحسان، إذ الفضل منك وإليك ..

اللهم انصر الإسلام والمسلمين،

اللهم عليك بأعدائك فإنهم لا يعجزونك.

اللهم أهل غزة:

يحاصرون، يقتلون، يعذبون ...

اللهم كن لهم، اللهم كن لهم ...

وصل الله وسلم على سيدنا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ...

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[06 - 01 - 09, 10:04 م]ـ

(بسر بن أرطأة ... )

فارس شجاع فاتك من أفراد الابطال، في صحبته تردد ...

روى الحافظ ابن عساكر بسنده عن العلاء بن سفيان قال:

غزا بسر بن أبي أرطأة الروم،

فجعلت ساقته لا يزال يصاب منها طرف،

فجعل يلتمس أن يصيب الذين يلتمسون عورة ساقته فيكمن لهم الكمين، فجعلت بعوثه تلك لا تصيب ولا تطفر،

فلما رأى ذلك تخلف في (مائة) من جيشه،

ثم جعل يتأخر حتى تخلف وحده،

فبينا هو يسير في بعض أودية الروم إذ رفع إلى قرية ذات (جوز) كثير،

وإذا (براذية) مربطة بالجوز ثلاثين برذونا، والكنيسة إلى جانبهم فيها فرسان تلك البراذين الذين كانوا يعقبونه في ساقته،

فنزل عن فرسه،

فربطه مع تلك البراذين،

ثم مضى حتى أتى الكنيسة فدخلها،

ثم أغلق عليه وعليهم بابها!!

فجعلت الروم تعجب من إغلاقه - وهو وحده -،

فما اشتغلوا إلى رماحهم حتى صرع (ثلاثة)!!

وفقده أصحابه، فلاموا أنفسهم،

فقالوا: إنكم لأهل أن تجعلوا مثلاً للناس إن أميركم خرج معكم، فضيعتموه حتى هلك، ولم يهلك منكم أحد!!

فبينا هم يسيرون في الوادي حتى أتوا مرابط تلك البراذين فإذا فرسه مربوط معها، فعرفوه، وسمعوا الجلبة في الكنيسة،

فأتوها فإذا بابها مغلق!!

فبلغوا طائفة من سقفها، فنزلوا عليها، وهو ممسك طائفة من (أمعائه) بيده اليسرى، والسيف بيده اليمنى!!

فلما تمكن أصحابه في الكنيسة؛ سقط بسر مغشيًا عليه،

فأقبلوا على من كان بقي، فأسروه، وقبلوا،

فأقبلت عليهم الأسارى،

فقالوا: نشهدكم الله من هذا الذي دخل علينا؟!

قالوا: بسر بن أرطأة.

قالوا: ما ولدت النساء مثله!!

فعمدوا إلى (معاه)، فردوه في جوفه - ولم يخرق منه شئ -،

ثم عصبوه بعمائمهم، وحملوه على شقه الذي ليست به جراح حتى أتوا به العسكر،

فخاطوه،

فسلم وعوفي!!

تاريخ دمشق (10/ 144)، سير أعلام النبلاء 3/ 409

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير