تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - 08 - 07, 01:43 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، الأخوة الفضلاء الكرام، أبث ما في نفسي في هذه اللحظة فأقول:

والله الذي في السماء ما أدري ما يصنع الله - جل وعلا - بي في هذه الأيام؟!

كأن الأحداث تلقي بما في بطونها دونما سابق إنذار ودونما تكلف أو تصنع، وكأن الأعوام تختزلها الأيام فتتمخض الأيام عن حقائق تراها العيون ولا تستطيع لها إنكار، وعلى كل حال فهي أقدار الواحد القهار، ونحن لها من الراضين،

أقول هذا، ثم أقول إن كان هذا الموضوع القيم (موقف نجاني الله منه) للعبرة والعظة والتسلية والتحدث بفضل الله - عز وجل - على عباده بنعمه التى تترى علينا ليل نهار، فأقول: هذه مواقف، لا موقف واحد ...

منذ ما يقارب الشهر التقيت أخا لي في الله - حفظه الله ورعاه، بارك في أهله وولده - ثم كانت بيني وبينه بعض المصارحات فتح لي فيها قلبه الحنون، وآذانه الصاغية؛ فصارحته في تلك الفترة عما حدث لي - في هذا العام المنصرم (2006/ 2007) - من أحداث قد كنت أظنها من عالم الخيال لا الحقيقة، ولا كنت أظنها في يوم تحدث لي وما خطرت لي ببال، وكان يستمع إليها - حفظه الله - في شوق ولهفة إلى المزيد من تلك الأحداث، وكأن الخبر عندى يصدقه الخبر عنده، فكتم في نفسه - وقتها - أشياء من جنس ما حكيت له إلى حين،،،

وقد جاء حينها في هذه الليلة - ليلة الجمعة - بعدما فاتحته في بعض تلك الأحداث مؤملا منه نصيحة، فكان منه - حفظه الله - أن قص على ما كان يخفيه في نفسه منذ ما يقارب (سبعة عشر) عاما لا يحدث به أحدا، ولولا أنه ما صار الآن ما تحدث به إلي ...

فقص على - وهو عندي من أصدق الناس، فالصدق اليوم في الناس صار عزيزا - ما حدث له من أحداث في حياته، وخلال سنوات من العمر مرت به:

كيف أنه كان في أحلك الأيام لا يجد ما يسد رمقه من الجوع: حتى كانت زوجته بـ (الخبز العفن) فتغسله ثم تأكله، ويخرج هو وزوجته في جوف الليل (بسنارته) كيما يصطاد سمكة يعودان بها من الفرحين -،

وكيف أنه لا يجد من الحيلة ما يرد به أذي الناس عنه،

وكيف أنه بلغ به العجز - في أمور أخرى لا تعلمها الله يعلمها - ما الله به عليم،،،

فكان يحدثني ويقول أنه:

لم يكن لي إلا الله في هذه اللحظات حالكة السواد،

ولم يكن لي إلا الدعوات،

ولم يكن لي إلا رب الناس ليصرف عنه كيدهم.

فكان ماذا؟!

كان ما أنقله لك من لسانه ...

فتح الله عليه من أبواب فرجه ورحمته ما الله به عليم، فيحكي له أنه قد كان يصلى من الليل حتى ما يكفيه البكاء، فكان يبكي، ثم يبكي، ثم يبكي، يبكي باليل والنهار، تجده في بيته من الباكين، وفي الصلاة من الباكين، ويقول: لا أستطيع أن أمنع هذا البكاء، فقد كان لي دواء من كل داء، أشعر بعده براحة ما بعدها راحة، وانشراح في صدري، ولحظات قرب من الله لا يعلم لذتها إلا من جرب مثلها،

ويحدثني بفتوحات الله عليه في كل كلمة، وفي كل حركة ...

فيقول: كنت أرى في الرؤيا أني أصلى خلف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، على يمين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فأخذ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بيده؛ فجعله من وراء ظهره، في أول صف خلف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وخلفي صفوف الملائكة - صفوف كثيرة لا أحصى عددها،،،

أما ما حدثني به عن زوجته - حفظها الله - فحدث ولا حرج ...

فيقول لي: أنها تري الملائكة في اليقظة، فما أن تغمض عينيها، حتى تراهم رأي العين، وتسميهم،

أما هو فما رأهم إلا مناما، إلا أنه كان يشعر بهم معه في بيته، ويشعر بهم معه في سفره: يحمونه، ويحرسونه،

ويحكي لي أنه ذات مرة ركب أتوبيس (السوبر جيت) وقد كانت الملائكة معه في الأتوبيس، فما أن ركب هو وأهله حتى تعطل جهاز (الفيديو) وما أستطاع له السائق سبيلا،

وكيف كانت الملائكة ينصرونه في أصعب المواقف، ويوقظونه من الليل هو وأهله كي يصلون ويدعون،

وكانوا يسمونه (تقي)،

وسمى لي بعضهم أذكر منهم (عبد العلي، إبراهيم، محمد، مختار)،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير