تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وقفات إيمانية مع شيوخ الحرم]

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 12:54 م]ـ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.

فإن الحرم المكي الشريف يُعد أطهرَ بقعةٍ على وجه الأرض، وفيه يلتقي المسلمون من كافة أرجاء المعمورة في مشهد لا تجده في مكانٍ اّخرَ.

لذلك يُعد شيوخُه شيوخا للمسلمين كافة؛ وعنهم يتلقى جميعُ المسلمين العلمَ والقراّنَ على حد سواء.

ولقد كانت لشيوخِ الحرمِ عبرَ الزمانِ مواقفُ رائدة مشرفة سجلها التاريخ بحروفٍ من تِبرٍ مشرق، وكلمات خالدات لها عظيم الأثر في نفس سامعها، وقد رأيتُ أن أسردَ بعضا من هذه المواقف وهذه الكلمات، ولقد اعتمدتُ على كتاب (سير أعلام النبلاء) للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، فكل ما سأحيل عيه إنما هو من هذا الكتاب اعتمادا على نسخة المكتبة الشاملة الإصدار الثاني، وأناشد من لديهم المزيد في هذا الباب سواء للقدامى أو المعاصرين أن لا يبخلوا علينا به والله الموفق وهو الهادي إلى صراط مستقيم.

1 - نشرهم لعقيدة أهل السنة والجماعة وردهم على أهل البدع

* مجاهد بن جبر رحمه الله شيخ الحرم (ت 104)

قال الذهبي رحمه الله:

يعلى بن عبيد، عن الاعمش، عن مجاهد، قال: ما أدري أي

النعمتين أعظم، أن هداني للاسلام، أو عافاني من هذه الاهواء.

قلت: مثل الرفض والقدر والتجهم.

يحيى بن سليم: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، قال: كنت عند أبي فجاء ولده يعقوب فقال: يا أبتاه، إن لنا أصحابا يزعمون أن إيمان أهل السماء وأهل الارض واحد.

فقال: يا بني، ما هؤلاء بأصحابي، لا يجعل الله من هو منغمس في الخطايا كمن لا ذنب له" (ج4 ص455)

* أبو ذر الهروي رحمه الله شيخ الحرم (ت 400)

- قال في كتابه الإبانة: "فإن قيل: فما الدليل على أن لله وجها ويدا؟ قال: قوله: (ويبقى وجه ربك) [الرحمن: 27] وقوله: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) [ص: 75] فأثبت تعالى لنفسه وجها ويدا.

إلى أن قال: فإن قيل: فهل تقولون: إنه في كل مكان؟ قيل: معاذ الله! بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه.

إلى أن قال: وصفات ذاته التي لم يزل

ولا يزال موصوفا بها: الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والارادة والوجه واليدان والعينان والغضب والرضى."

وقال نحوه في كتاب " التمهيد " له، وفي كتاب " الذب عن الاشعري " وقال: قد بينا دين الامة وأهل السنة أن هذه الصفات تمر كما جاءت بغير تكييف ولا تحديد ولا تجنيس و لا تصوير

تجنيس ولا تصوير." (ج17 - 557 - 558)

وقال عنه الذهبي رحمه الله:

" قلت: هو الذي كان ببغداد يناظر عن السنة وطريقة الحديث بالجدل والبرهان، وبالحضرة رؤوس المعتزلة والرافضة والقدرية وألوان البدع، ولهم دولة وظهور بالدولة البويهية، وكان يرد على الكرامية، وينصر الحنابلة عليهم، وبينه وبين أهل الحديث عامر، وإن كانوا قد يختلفون في مسائل دقيقة، فلهذا عامله الدارقطني بالاحترام " (المصدر السابق)

* أبو نصر السجزي رحمه الله شيخ الحرم (ت 444)

- قال الذهبي عنه:

"أبو نصر السجزي * الامام العالم الحافظ المجود شيخ السنة، أبو نصر، عبيدالله بن سعيد بن حاتم بن أحمد، الوائلي البكري السجستاني، شيخ الحرم، ومصنف " الابانة الكبرى " في أن القرآن غير مخلوق، وهو مجلد كبير دال على سعة علم الرجل بفن الاثر " (ج17 654)

- وقال السجزي رحمه الله:

"وأئمتنا كسفيان، ومالك، والحمادين، وابن عيينة، والفضيل، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، متفقون على أن الله سبحانه فوق العرش، وعلمه بكل مكان، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا، وأنه يغضب ويرضى، ويتكلم بما شاء " (ج17 ص656)

2 - شدة العبادة

* عطاء بن أبي رباح رحمه الله شيخ الحرم (ت 115)

- قال الذهبي رحمه الله عنه:

" قال ابن أبي ليلى - وكان عالما بالحج: قد حج زيادة على سبعين حجة " (ج5 ص82)

وقال:

قال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من

أحسن الناس صلاة." (ج5 ص84)

- وقال:

" وعن ابن جريج قال: لزمت عطاء ثماني عشرة سنة، وكان بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة، فيقرأ مئتي آية من البقرة وهو قائم لا يزول منه شئ ولا يتحرك." (ج5 ص87)

وقال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير