[خاطرة:تقديم لذة العلم على لذة ملاقاة الإخوان]
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[04 - 05 - 07, 12:03 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لابد لطالب العلم إذا كان يريد الوصول الى المراتب المنيفة في العلم والدرجات العالية في الفهم والجري في مضمار أهل الاجتهاد المطلق وعدم الرضا بما دون الغاية
لابد لمن أراد ذلك وسعى له ووضعه هدفا لحياته التي يعيش
أن يقدم لذة العلم وحفظه ودرسه وحل مشكلاته والغوص على معانيه الدقيقة وأسراره العويصة على لذة ملاقاة الإخوان والسرور بقربهم والأنس بوصلهم ووصالهم
وقد فهم سلفنا هذا المعنى وضربوا لنا فيه الأمثال رحمهم الله
وقد رأيتنا _ نحن طلبة العلم _في هذا الزمان غفلنا عن هذا المعنى وأهملناه ...
فما أكثر زياراتنا وارتباطاتنا ....
وما أكثر معارف الواحد منا وأصحابه يكاد يكون أفراد الحي بأكمله من أصحابه وإخوانه ....
وبالجملة من عظمت لذة العلم في قلبه واشتدت قدمها على باقي اللذات
ولا يكفي في تحقيق هذا علو الهمة في الطلب بل لابد من الإخلاص فيه لأن البعد عن الإخوان والخلوة بالعلم وكتبه غربة ولا يصبر على الاغتراب إلا المخلص
قال عبد الله مارأيت أصبر على الوحدة من أبي _ يعني أحمد _ وقد كان بِشر يخرج إلى هذا وإلى هذا أو نحو ما قال
قال بعضهم:
لمحبرة تجالسني نهاري ******* أحب إلىّ من أنس الصديق
ورزمة كاغد في البيت عندي ******* أحب إلىّ من عدل الدقيق
ولطمة عالم في الخد مني******* ألذ لدىّ من شرب الرحيق
وبعث أحمد بن شجاع غلامه لابن الأعرابي يسأله المجيء إليه فعاد إليه وقال قد سألته فقال عندي قوم من الأعراب فإذا قضيت أربي معهم أتيت قال الغلام ولم أر عنده أحدا إلا أن بين يديه كتبا ينظر فيها ثم ما شعرنا حتى جاء فقال له أحمد بن شجاع يا أبا عبد الله تخلفت عنا وحرمتنا الأنس بك فقال ابن الأعرابي منشدا:
لنا جلساء ما نمل حديثهم ****** ألبّاء مأمونون غيبا ومشهدا
يفيدوننا من علمهم علم ما مضى****** وعقلا وتأديبا ورأيا مسددا
بلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة ******* ولا نتقي منهم لسانا ولا يدا
فإن قلت أموات فما أنت كاذبا ****** وإن قلت أحياء فبست مفندا
وقال بعضهم:
العلم آنس صاحب ****** أخلو به في وحدتي
فإذا اهتممت فسلوتي ****** وإذا خلوت فلذتي
وكان عبدالله بن عبدالله بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز لا يجالس الناس وينزل مقبرة فكان لا يكاد يرى إلا وفي يده دفتر
فسئل عن ذلك فقال _ واسمعوا إخواني لما قال نسأل الله ألا يمقتنا _:
" لم أر قط أوعظ من قبر ولا أمتع من دفتر ولاأسلم من وحده"
وفي المدارك لعياض رحمه الله:
جاء صديق لأبي عمر أحمد بن عبد الملك الإشبيلي في عيد زائرا له فجلس وأبطأ عليه أبو عمر فأوصى إليه صديقه فخرج وهو ينظر في كتاب فلم يشعر بصديقه حتى عثر فيه ....
ومكث الشخ سليمان العلوان خمسة عشر عاما معتزلنا في الطلب لا يعرف إلا اثنين أو ثلاثة من أهل المسجد الذي يصلي فيه كذا قرأت في ترجمته
نسأل الله العفو والعافية
والله أعلم
ـ[أبو العباس الشمالي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 03:00 م]ـ
السلام عليكم .............
س. هل أنت متأكد في نقلك عن الشيخ سليمان العلوان ........
............................. بورك فيك ........................
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[05 - 05 - 07, 08:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاك الله خيرا أخونا الفاضل أمجد الفلسطيني ولكن أرى أنه من الصواب أن لا يفرط الإنسان فلا يجالس إخوته في الله بعذر الإشتغال في العلم. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"، وقال علي رضي الله عنه: "كدر الجماعة ولا صفو الوحدة".
يعني لأن تجلس مع إخوانك مع الكدر والضيق ومع قلة الفائدة أفضل من أنك تجلس لوحدك، وبعد أيام يفترسك الشيطان، فإن الشيطان مع الواحد.
والله أعلم
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[11 - 05 - 07, 05:12 ص]ـ
الله أكبر
وما مزية العلم اذا افترسني الشيطان لأني آثرت الوحدة والله المستعان
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[22 - 05 - 07, 05:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم ارزقنا الثبات
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 10:28 ص]ـ
قد يكون طالب العلم وحيدا غريبا من دون أن يطلب ذلك .... حيث يبتليه الله سبحانه بقلة الأصحاب أو بانعدامهم ...
و هذه الغربة قاسية جدا على الشاب!
و الله المستعان
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[22 - 05 - 07, 12:26 م]ـ
السلام عليكم .............
س. هل أنت متأكد في نقلك عن الشيخ سليمان العلوان ........
............................. بورك فيك ........................
أستغفر الله اختلط عليّ الأمر إنما هذا قرأته في ترجمة الشريف حاتم العوني وهذا نصه:
وأهم فترة في خلال طلبه للعلم هي فترة من عام 1404 هـ إلى 1414 هـ، وهي فترة تميزت بعزلة شديدة في طلب العلم، ولم يكن يكن يخرج من البيت تماماً، فيقضي الساعات الطوال من بعد الفجر، ولم يكن يشغله شي عن القراءة والبحث والجمع والدراسة وما شابه ذلك، إلا ما يحتاجه الإنسان من نومٍ وصلاة وما شابهه ذلك.
وقد ابتدأ هذه الفترة من عام 1403 هـ إلى عام 1414 هـ تقريباً أي قرابة عشر سنوات وهو في غاية العزلة، لا يعرفه من الأصدقاء والأصحاب إلا فرد أو فردين أو ثلاثة، وكان لا يشغل نفسة بشي آخر، لا مع أهله ولا مع غيرهم إلا بطلب العلم.
من عام 1414 هـ تقريباً ابتدأ بالاشتغال مع بعض طلبة العلم بالدروس، ولكن كان شحيحاً على وقته إلى حدٍّ كبير، إلى عام 1418 هـ
من موضوع الجامع في تراجم العلماء وطلبة العلم المعاصرين