تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما الذين يدعون عروبة هذا الرقم السنسكريتي، اليوم من الأخوة أهل المغرب فإن وثائقهم وكتاباتهم الإسلامية كافية للرد عليهم، حتى وإن استخدم هذا الرقم أول ما استخدم في مراكش في النصف الثاني من القرن السادس الهجري فإنه جاء إليها من أوربة، وإلا فمن أين جاء؟

فأهل المغرب من الناحية التأريخية قبل الفتح الإسلامي ليس لهم لغة مكتوبة فمن أين لهم أرقام مكتوبة؟ ولا هذه الأرقام استخدمت في المشرق حتى ترحل مع الحرف والكتابة العربية بلونها هذا إلى المغرب، ثم إن ابن خلدون وهو من أهل المغرب ذكر فساد الخط العربي المغربي بسبب تأثره بالخط الأندلسي الذي تأثر هو بدوره بالثقافة المغتربة ثم جاء الاستعمار الأوروبي وزاد البلاء بلاء فكبرت الطامة ووسع الشق على الراقع.

ويظهر أن أهل مراكش وهي المدينة التي جلب إليها هذا الرقم السنسكريتي في زمن ابن الياسمين المتوفى سنة (601 هـ) قد تأثروا بالحضارة الأندلسية والصلة مع الأندلس معروفة تاريخيا فأخذوا هذا الرقم مع ما أخذوا من بعض الخط الأندلسي ففسدت بعض رسوم الخط المغربي العربي وجهل فيه وجه التعليم وقد أشار ابن خلدون (ت 808 هـ) إلى شيء من هذا فقال: (انظر مقدمة ابن خلدون ص 379 وما بعدها).

وأعود لأكرر أنه ليس من المصلحة التضحية بتراث قديم متواصل مع الأزمان عبر آلاف السنين ومرتبط بعضه ببعض من حيث الخط والطريقة والألفة والصلاح في حروفه الهجائية وحروف أرقامه، وفي هذه التضحية قطع لصلة التراث وفساد في الخط ولهاث إلى ما عند الآخرين وإن كان غير صالح. والله أعلم وصلى الله على محمد)). انتهى بحذف يسير.

ملاحظة: للمؤلف رسالة أخرى بعنوان: ((الأرقام العربية والأرقام الافرنجية)).

---

وهاك أيضا رأي علماء هذا الزمان في المسألة:

من قرارات المجمع الفقهي بمكة المكرمة

القرار الثالث (في عدم جواز استبدال رسم الأرقام العربية برسم الأرقام المستعملة في أوروبا):

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا - أما بعد:

فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي قد نظر في الكتاب الواردة إلى الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي من معالي وزير الأوقاف والشئون الإسلامية في الأردن الاستاذ كامل الشريف، والبحث المقدم من معاليه إلى مجلس الوزراء الأردني بعنوان " الأرقام العربية من الناحية التاريخية " والمتضمن أن هناك نظرية تشيع بين بعض المثقفين، مفادها أن الأرقام العربية في رسمها الراهن (1 - 2 - 3 - 4 ألخ) هي أرقام هندية، وأن الأرقام الأوربية ( etc 4-3-2-1 ) هي الأرقام العربية الأصلية، ويقودهم هذا الاستنتاج إلى خطوة أخرى هي الدعوة إلى اعتماد الأرقام في رسمها الأوروبي في البلاد العربية، داعمين هذا المطلب بأن الأرقام الأوربية أصبحت وسيلة للتعامل الحسابي مع الدول والمؤسسات الأجنبية التي باتت تملك نفوذاً واسعاً في المجالات الإقتصادية والاجتماعية في البلدان العربية، وأن ظهور أنواع الآلات الحسابية و (الكمبيوتر) التي لاتستخدم إلا هذه الأرقام يجعل اعتماد رسم الأرقام الأوربي في البلاد العربية أمراً مرغوباً فيه إن لم يكن شيئاً محتوماً لا يمكن تفاديه.

ونظرا أيضا فيما تضمنه البحث المذكور من بيان للجذور التاريخية لرسم الأرقام العربية والأوروبية.

واطلع أيضا على قرار مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في دورته الحادية والعشرين المنعقدة في مدينة الرياض ما بين 17 - 28 من شهر ربيع الآخر عام 1403 هـ في هذا الموضوع، والمتضمن أنه لا يجوز تغيير رسم الأرقام العربية المستعملة حاليا إلى رسم الأرقام المستعملة في العالم الغربي للأسباب التالية:

أولا: أنه لم يثبت ما ذكره دعاة التغيير من أن الأرقام المستعملة في الغرب هي الأرقام العربية، بل إن المعروف غير ذلك، والواقع يشهد له، كما أن مضيّ القرون الطويلة على استعمال الأرقام الحالية في مختلف الأحوال والمجالات يجعلها أرقاما عربية، وقد وردت في اللغة العربية كلمات لم تكن في أصولها عربية وباستعمالها أصبحت من اللغة العربية، حتى أنه يوجد شيء منها في كلمات القرآن الكريم (وهي الكلمات التي توصف بأنها كلمات معربة)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير