تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وان سألت عن حسن الخلق فهن خيرات حسان،اللاتي جمع لهن بين الحسن والإحسان، فأعطين جمال الباطن والظاهر فهن أفراح النفوس وقرة النواظر،فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها،وإذا انتقلت من قصر الى قصر قلت:هذه الشمس متنقلة في بروج فلكها، وإذا حاضرت زوجها فيا لحسن تلك المحاضرة، وان غنت فيا لذة الإبصار والأسماع قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها احد قط إن مما يغنين به: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرون بقرة أعيان، وان مما يغنين به: نحن الخالدات فلا نمتنه، نحن الآمنات فلانخفنه، نحن المقيمات فلانظعنه) رواه الطبراني في الصغير) 1_259/-260) ورجاله رجال الصحيح

بعض النماذج لعشاق الحور وطلاب دار السرور

أم إبراهيم الهاشمية تخطب الحورية لابنها:

كان في البصرة نساء عابدات،فأغار العدو على ثغر من ثغور الإسلام،فانتدب الناس للجهاد فقام عبد الواحد بن زيد البصري في الناس خطيباً فحثهم على الجهاد،وكانت أم إبراهيم حاضرة في مجلسه،وتمادى عبد الواحد،ثم وصف الحور العين،وذكر ما قيل فيهن، وانشد في صفة الحوراء:

غادة ذات دلال ومرح *****يجد الناعت فيها مااقترح

خلقت من كل شيء حسن******طيب فالليت فيها مطرح

زانها الله بوجه جمعت******فيه أوصاف غريبات الملح

وبعين كحلها من غنجها******وبخد مسكه فيه رشح

ناعم تجري على صفحته******نضرة الملك ولألاء الفرح

أترى خاطبها يسمعها******إذ تدير الكأس طوراً والقدح

في رياض مونق نرجسه ******كلما هب له الريح نفح

وهي تدعوه بود صادق*****ملأ القلب به حتى طفح

ياحبيباً لست أهوى غيره*****بالخواتيم يتم المفتتح

لاتكونن كمن جد إلى******منتهى حاجته ثم جمع

لا فما يخطب مثلي من سها******إنما يخطب مثلي من ألح

قال: فماج القوم بعضهم في بعض،واضطرب المجلس فوثبت أم إبراهيم من وسط الناس وقالت لعبد الواحد:،يا أبا عبيد ألست تعرف ولدي إبراهيم،ورؤساء أهل البصرة يخطبونه على بناتهم،وأنا اضن به عليهم،فقد والله أعجبتني هذه الجارية،وأنا أرضاها عروسا لولدي،فكرر ما ذكرت منه من حسنها وجمالها،فأخذ عبد الواحد في وصف الحوراء ثم انشد:

تولد نور النور من نور وجهها ... فمازج طيب الطيب من خالص العطر

فلو وطأت بالنعل منها على الحصى ... لأعشبت الأقطار من غيرما قطر

ولو شئت عقد الخصر منها عقدته ... كغصن من الريحان ذي ورق خضر

فاضطرب الناس أكثر فوثبت أم إبراهيم،وقالت لعبد الواحد:يا أبا عبيد قد والله أعجبتني هذه الجارية وأنا أرضاها عروساً لولدي فهل لك أن تزوجه منها وتأخذ مني مهرها عشرة ألاف دينار،ويخرج معك في هذه الغزوة فلعل الله يرزقه الشهادة في سبيله فيكون شفيعاً لي ولأبيه يوم القيامة؟ فقال لها عبد الواحد:لئن فعلت لتفوزن أنت وولدك وأبو ولدك فوزاً عظيما ثم نادت ولدها:يا إبراهيم،فوثب من وسط الناس وقال لها:لبيك يا أماه قالت: أي بني أترضى بهذه الجارية زوجة ببذل مهجتك في سبيله وترك العودة في الذنوب؟ فقال الفتى: إي والله يااماه رضيت أي رضى،فقالت: اللهم إني أشهدك أني زوجت ولدي هذا من الجارية ببذل مهجته في سبيلك،وترك العودة في الذنوب فتقبله مني يا ارحم الراحمين،قال: ثم انصرفت فجاءت بعشرة ألاف دينار وقالت: يا أبا عبيد هذا مهر الجارية تجهز به وجهز الغزاة في سبيل الله، وانصرفت، فابتاعت لولدها فرساً جيداً واستجادت له سلاحاً فلما خرج عبد الواحد خرج إبراهيم يعدو، والقراء حوله يقرءون

إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة

قال: فلما أرادت فراق ولدها، دفعت إليه كفناً وحنوطاً وقالت له: أي بني إذا أردت لقاء العدو فتكفن بهذا الكفن، وتحنط بهذا الحنوط، وإياك أن يراك الله مقصراً في سبيله، ثم ضمته الى صدرها وقالت: يا بني لاجمع الله بيني وبينك إلا بين يديه في عر صات القيامة، قال عبد الواحد: فلما بلغنا بلاد العدو،ونودي في النفير وبرز الناس للقتال برز إبراهيم في المقدمة، فقتل من العدو خلقاً كثيرا،ثم اجتمعوا عليه فقتل، قال عبد الواحد: لاتخبروا أم إبراهيم بخبر ولدها حتى ألقاها بحسن العزاء لئلا تجزع فيذهب أجرها قال: فلما وصلنا البصرة خرج الناس يتلقوننا، وخرجت أم إبراهيم فيمن خرج قال عبد الواحد: فلما بصرت بي قالت: يا أبا عبيد،هل قبلت مني هديتي فأهنأ أم ردت على فأعزى؟ فقلت لها: بل قبلت إن إبراهيم حي مع الأحياء يرزق قال: فخرت ساجدة لله شكرا، وقالت: الحمد لله الذي لم يخيب ظني وتقبل نسكي مني، وانصرفت، فلما كان الغد أتت الى مسجد عبد الواحد فنادته:السلام عليك يا أبا عبيد بشراك فقال: لازلت مبشرة بالخير فقالت له: رأيت البارحة ولدي إبراهيم في روضة حسناء وعليه قبة خضراء وهو على سرير من اللؤلؤ وعلى رأسه تاج وإكليل وهو يقول لي: يا أماه

ابشري فقد قبل المهر وزفت العروس.

منقول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير