تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا شيء شاهدناه في هذا الملتقى فمثلا رأينا من يطرح موضوعا ينبه فيه على بعض الأخطاء العلمية في الكتب ونحوها فيدخل فيه المبتدىء ولايستفيد منه شيئا، وإنما يفهم من الموضوع مالايفهم منه فيشكك في نية كاتبه تصريحا أو تلميحا، ويتهمه بالغيبة. ومثل هذا حدث أيضا للأئمة السابقين. فقد دخل يوسف بن الحسين الرازي الصوفي على ابن أبي حاتم الرازي وعاب عليه تصنيفه كتاب الجرح والتعديل وقال له: استحييت لك يا أبا محمد، كم من هؤلاء القوم حطوا رواحلهم في الجنة منذ مائة سنة ومائتي سنة وأنت تذكرهم وتغتابهم على أديم الأرض! (الكفاية في علم الرواية /38)

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي فجعل أبي يقول: فلان ضعيف. فلان ثقة. قال أبو تراب: يا شيخ لا تغتب العلماء، فالتفت أبي إليه وقال له: ويحك هذه نصيحة ليست هذه غيبة.

(تاريخ بغداد7/ 154، تلبيس إبليس /409)

وقيل ليحيى بن سعيد القطان: أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله تعالى؟ قال: لأن يكون هؤلاء خصمائي أحب إلى من أن يكون خصمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم حدثت عنى حديثا ترى أنه كذب

(الكفاية في علم الرواية /44)

3 - أنه يضيع وقت المبتدىء الذي ينبغي أن يغتنمه في دراسته وتحصيله علوم المرحلة التي هو فيها، وهذا من العجز الذي نهانا النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "احرص على ماينفعك واستعن بالله ولاتعجز" رواه مسلم. قال الشيخ ابن عثيمين في شرح هذا الحديث: طالب العلم الذي يشرع في كتاب يرى أنه منفعة وفيه مصلحة له، ثم بعد أسبوع أو شهر يمل، وينتقل إلى كتاب آخر، هذا نقول: استعان بالله وحرص على ماينفعه ولكنه عجز، كيف عجز؟ بكونه لم يستمر؛ لأن معنى قوله "لاتعجز" أي لاتترك العمل بل مادمت دخلت فيه على أنه نافع فاستمر فيه. ولذا تجد هذا الرجل يمضي عليه الوقت ولم يحصل شيئا، لأنه أحيانا يقرأ في هذا، وأحيانا في هذا. حتى في المسألة الجزئية تجد بعض طلبة العلم مثلا يريد أن يراجع مسألة من المسائل في كتاب، ثم يتصفح الكتاب يبحث عن هذه المسألة، فيعرض له أثناء تصفح الكتاب مسألة أخرى يقف عندها ثم مسألة ثانية فيقف عندها ثم ثالثة فيقف ثم يضيع الأصل الذي فتح الكتاب من أجله فيضيع عليه الوقت، وهذا ليس بصحيح بل الصحيح أن تنظر الأصل الذي فتحت الكتاب من أجله ... ولهذا كان من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام أن يبدأ بالأهم الذي تحرك من أجله ...... فقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"لاتعجز" أي لاتكسل وتتأخر في العمل إذا شرعت فيه، بل استمر لأنك إذا تركت ثم شرعت في عمل آخر ثم تركت ثم شرعت ثم تركت ماتم لك عمل.

(شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 3/ 99)

فنصيحتي للمبتدئين في هذا الملتقى من الأعضاء والضيوف أن يقتصروا على الدخول فيما يحتاجون إليه في مرحلتهم العلمية التي هم فيها وألا يدخلوا فيما يطرحه المتقدمون من مسائل العلم الدقيقة والإشكالات المتقدمة وليحفظوا أوقاتهم وأذهانهم ولايشغلوها بمالما يتهيئوا له، وصدق من قال:

العلم إن طلبته كثيرُ

والعمر عن تحصيله قصيرُ

فقدم الأهم منه فالمهم

ونصيحتي للمتقدمين في هذا الملتقى أن يعتنوا بهذا الأمر، فيقتصدوا في الردود والمناقشات والمباحثات التي كثيرا ماتطول وتتشعب وربما خرجت عن أصل الموضوع، ويجتهد كل مشارك في إثبات صحة وجهة نظره، وحشد الأدلة والنقول، وهذا كله يستغرق وقتا كثيرا، وربما كانت الثمرة ضعيفة لاتستحق أن يبذل لأجلها كل ذلك الوقت، فكان الأولى صرف ذلك الوقت فيما هو أنفع، فاعتنوا ياإخواني بترتيب الأولويات، واحرصوا على أوقاتكم كما كان سلفكم الصالح.

قال العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبى طالب: اعلم أن رأيك لا يتسع لكل شيء ففرغه للمهم، وأن مالك لا يغني الناس كلهم فخص به أهل الحق وأن كرامتك لا تطيق العامة فتوخ بها أهل الفضل، وأن ليلك ونهارك لا يستوعبان حاجتك وإن دأبت فيهما فأحسن قسمتهما بين عملك ودعتك من ذلك؛ فإن ما شغلك من رأيك في غير المهم إزراء بالمهم، وما صرفت من مالك في الباطل فقدته حين تريده للحق، وما عمدت من كرامتك إلى أهل النقص أضر بك في العجز عن أهل الفضل، وما شغلت من ليلك ونهارك في غير الحاجة أزرى في الحاجة.

(تاريخ بغداد 12/ 126)

أسأل الله أن ينفع بهذه النصيحة كاتبها وقارئها، والحمدلله رب العالمين.

ـ[أبو شهيد]ــــــــ[13 - 08 - 07, 12:19 ص]ـ

جزاكَ اللهُ خيراً , وباركَ اللهُ فيك ..

من الآن لن أكونَ إلا ناسخاً منْ الدُررِ السُنية , أو ناقلاً لكلامِ عالمِ موثوق , منْ مصدرٍ موثوق!

أو سائلاً , أو ساكتاً!

ـ[ابن ربيعة الأزدي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 01:09 ص]ـ

جزاك الله خيرا ...

فهذا والله ما هو حاصل للأسف,

أسأل الله تعالى بأسماءه الحسنى أن لا يجعلنا نشتغل بالمفضول عن الفاضل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير