تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رسالة من أحد الأصدقاء .. الى الاخوة في الملتقى]

ـ[الموسى]ــــــــ[21 - 08 - 07, 10:31 ص]ـ

في زمنٍ قد تنكر لك فيه القريب قبل الغريب , والقَاصيّ قبل الدانيّ , وبائعُ المسك قبل نافخِ الكير في زمنٍ تغيرت مبانيها ومبادئها في زمن هو أشبه بذاك الزمن الذي بدت في السَّحُبُ بالارتطام والامتزاج وزوبعةٌ من البرق تلوحُ في أفقها مذهلةً ومريعة , وترى العقلاء فيها خشعاً من الأبصار اندهشا وذهولا , والسفهاء تُراهم فرحا واستبشارا , هذه المبادئ التي لا تبدّلُ مسلّماتُها ولا تغير هذا المبادئ التي تحضّ على الخير وتنميه وتُسفِل على الشر وتداريه , أصبحت هي .. هي نفسها كريشةٍ تداعبُها الريح تلعب بها يمنةً ويسره. هي مبادئ تعلمنا أنا لا نبارحُها إلا بتحدِيرِ الأعناق, مبادئ نفديها بدمائنا ,المبادئ هي من فُضلياتِ الوجود يعيش من أجلها الإنسان ويموت من أجلها ويحيى من أجلها. مسلمون مسلمون مسلمون ** حيث كان الحق والعدل نكون نرتضي الموت و نأبى أن نهون ** في سبيل الله ما أحلى المنون بعد أن كرسَ الأولون والصالحون أنفسهم لعدم الحيدةِ عنها وتَقلُبِها بتقلب الأمزِجَةِ والأهواء تجد للحياة الإنسانية قيمة وكينونة فلذلك تراهم يفتنون ويسجنون ويضربون ويقتلون فلا يرتدّون على أعقابهم ناكصين ترى منهم من يبع روحه من أجل هذا المبدأ الذي سيموت ويعيش من أجله الملايين. بعد هذه الخاطرة حول الثبات على المبدأ آثرتُ البدء به حتى أُذكِرَ القراء الشرفاء , والدعاة الصُّلحاء , والشبيبة الألباء , أن هذا المبدأ ليسَ بالسهولةِ أن نحيد ونرتد عنه هو مبدأ من أجله نهدر أوقاتنا ونفني به أعمارنا ليرضى الله عنا لنعيش مكافحين لا مخذلين ومتخاذلين كونوا كما يقول الشاعر:- إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ** ظمئت وأيُ الناسِ تصفوا مشاربُه هذا المبدأ هو تشريفٌ لنا بأن نناهض حوله وهو تشريف بأن نذود عن مبدأ من مبادئه وهي المرأة والمرافعة عنها , المرأة هي مبدأ وليس أيُ مبدأ بل أعظمُ مبدأ وأشرفه وأقومه وأخيَرُه مبدأ أوصنا به محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – وخلفاؤه الراشدون مبدأ عظيم بَلا الله الدعاة لنهوض خلفه والمنافحةِ عنه , هو مبدأٌ لفظَ فيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – نفسه الشريف وقال (إني أُوصِيكُم بالنَّساءِ خيرا). ويعلم الجميع أننا نحنُ نواجهُ من عشرات السنين وقبلهُ من مئات السنين تحريض عبادِ الشهوة والمنادون له ولا ضير عليهم فأنهم أولياء الشيطان وأحباؤه سعوا لأن يدنوا المرأة إليهم بانفكاكِها عن العفاف والطهر والجمال الذي جمّلت به , وقبل سنين ليست بالبعيدة ظهر لنا فئام وهم شرذِمَةٌ قليلون يدعون لأن تقودَ المرأة المركبة زعماً منهم أن هذا حقاً لها فوفقَ الله الحاكم بأن ردعهم واستأصل شأفتهم. هذا التداعيات هي أشبه بسهام تغرسُ في قلبِ المؤمن النزيه لأنها ليست مجرد قيادة للمركب والسَّلام! .. بل القضية أكبر وأعظم القضية تفريعات وشعاب يصعب فيما بعد وقفها وإغفالها , غداً إن قادة المرأة المركبة – ولن يحدثَ ذلك بإذن الله - يأتون بعد زمنٍ ويقولون أن العباءة الشرعية سبب في عدم رؤيتها للطريق بوضوح فيُطالب بنزع الحجاب درءً للمفسدة التي ستحدث , ثم سيقولون لا يصلُح أن يوقف الرجل الشرطي امرأةً لما سيكون فيه من الاختلاء وما إلى ذاك ليكون (كذبوا) ليكون هناك مجموعة من الشرطيات يقومنَ بالعمل ... وبهذا ستسري تلكم التداعيات حتى ينضبَ الإيمان منهم فلا ترى إلا فسقاً ومجونا. يا شيوخنا يا دعاتنا .. ! كونوا كمن قال:- صبور ولو لم تبقى مني بقيةٌ ** قؤولٌ ولو أن السيوف جواب

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير