ثالثاًً: عدم الاتكال على الخادمة في العناية بالأطفال الصغار عند الغياب ويمكن استبدال الخادمة بأم الزوجة أو أم الزوج أو الأخوات إن أمكن ذلك.
رابعاً: لا تكن الأعمال الدعوية يومية بحيث تضطر الأخت الداعية للخروج من منزلها صباحاً أو مساءً بشكل يومي بل تختار أوقاتاً متفرقة تعطيها فرصة متابعة الأبناء بالشكل الصحيح وقضاء متطلبات الزوج.
خامساً: أن لا يستهلك العمل الدعوي كل وقتها وتفكيرها.
ثالث نقطة حول موضوعنا: عدم إيجاد البيئة المناسبة للدعوة:
فمثلاً قد تحتاج المرأة الداعية إلى وقت طويل جداً للوصول لمكان العمل الدعوي الذي تشارك به إذا كان المكان في مدينة أخرى أو حي يبعد عن بيتها بمسافة الساعة أو أكثر فتضطر للتأخر عن بيتها بعكس لو أن العمل كان قريباً من مسكنها بحيث لا تستغرق المسافة العشر دقائق.
فماذا يضير لو أن كل داعية اقتصرت على حيها ومدينتها للدعوة فيه دون التوجه إلى مدن أخرى قد تعرقل وتهز وظيفتها كأم وزوجة؟
إذن على الأخت الداعية التركيز على هذه النقطة وهي أيجاد بيئة مناسبة للدعوة إلى الله تتوفر فيها " قرب المسافة " بحيث تستغل الوقت فبدلاً من استغراق الساعتين في الذهاب والإياب تقتصرها في عشرون دقيقة ذهاباً وإياباً.
وأكرر بل أشدد على ذلك " إن لم تستطع المرأة الداعية التخلص من هذه المشكلة بأي طريقة مما ذكرنا أو مما لم نذكر ولم تستطع التغلب عليها أو التوفيق بين عملها " التطوعي " الدعوي وبين " واجبها " الأسري بحيث طغى (المهم) على (الأهم) فندعوها من هنا بأن تترك الدعوة إلى الله خارج منزلها وتتفرغ لمنزلها وأبنائها وزوجها لأن هذا هو الواجب وغيره إنما هي أعمال تطوعية تأجر عليه فقط وليست بواجبه عليها.
هذا بالنسبة للنوع الأول وهو " الدعوة خارج المنزل "
نأتي للنوع الثاني وهو " الدعوة داخل المنزل "
وهذا النوع هو عبارة عن [بديل دعوي] للمرأة المحبة للدعوة وكما قلنا فإن هناك نساء حباهن الله تعالى حب هذا الدين والدعوة إليه بحيث أنها لا تجد ذاتها إلا فيه وتعلقها بهذا الطريق يرغمها على المضي فيه رغبة منها ومشاركة لنيل الأجر من عنده سبحانه وتعالى فيأتي هذا البديل كي لا تضطر للخروج من منزلها مخلفة أبنائها فيه ومقصرة في حقوق زوجها فنعطيها هذه البدائل:
1) دعوة الزوج:
وتذكيره بين الحين والآخر والدعاء له بالصلاح والثبات على دينه والإحسان إليه في المعشر والتأدب معه وحفظه غائباً وحاضراً والحرص " كل الحرص " على المحافظة على حقوقه الزوجية كاملة. (فإنها أعظم دعوة)
2) دعوة الأبناء:
وحسن تربيتهم التربية الصالحة وحثهم على الصلاة وحفظ القرآن منذ نعومة أظفارهم والاهتمام بكل متطلباتهم والسؤال عنهم وعن من يصاحبون. (فهذا أجمل عمل فطري أمرنا الله به).
3) دعوة الخادمة:
وحسن معاملتها فإن حسن المعاملة وطيب الخلق مع الخدم " والمستضعفين " أقصر طريق لدعوتهم إلى الإسلام اذا كانوا غير مسلمين فإن كانت الخادمة مسلمة فالحرص على نصحها وتبصيرها من واجبات من استقدمها، كذلك شراء الكتب المترجمة لها (من تعليم للصلاة وقراءة للقرآن ... الخ) وعدم ارهاقها بالأعمال المنزلية أو بما لا تستطع أن تقوم به بمفردها فلا بأس بمساعدتها في ذلك، ولا تنسى الأخت الداعية حث الخادمة على الصلاة في وقتها وعدم تأخيرها.
4) الدعوة عبر الشبكة العنكبوتية:
فالإنترنت بحر لا نهاية له وعلى الداعية أن تجد مكاناً لها فإن صوتها يصل إلى ملايين البشر ولا يقتصر بمدينة بعينها أو بلد بعينه بل المخاطبة والدعوة هنا تصل إلى العالم بأسره (مسلمين وغير مسلمين ... عرب وعجم ... مقيمين أو مغتربين).
فيمكن للأخت الداعية هنا أن تستغل هذه الوسيلة لصالح الدعوة إلى الله فتنشأ لبنة خير وترسم لها طريقاً خاصاً بها وتكن شخصاً يعمل له دوره في هذه الحياة بما يخدم به دينه ويرضي به ربه.
5) دعوة الجارات والأقارب:
كتوزيع النشرات والمطبوعات والأشرطة بين النساء في التجمعات وإلقاء كلمة هي بمثابة البصمة لها في كل مجلس " بصمة خير تحفها الملائكة ".
أخيراً فإن المرأة الداعية هي القدوة في تربيتها وسلوكها فلا تجعل من بعض الأمور الصغيرة تؤثر على مسيرة حياتها الأسرية أو تعرقل من دورها الدعوي ولتبذل جهدها أولاً وأخيراً على مملكتها حيث أبنائها وزوجها فهم الأحق بها والأولى.