.... حتى إن الدكتور الذي أجرى لي المقابلة اندهش لما رأى بالصور الفوتوغرافية عقيدة المسلمين المنحرفة، والله يا جماعة لما رآها خاطبني بشدة قائلا: (هذا موجود عندكم؟ ما تنكرون عليهم؟ ماتنكرون عليهم؟) فأجبته قائلا: (يا شيخ ليس عندنا العلم الكافي للدعوة إلى الله، وقد أرسلني أهل التوحيد في منطقتنا، وكلهم أمل أن تقبلوني للعام القدم طالبا للعلم في هذه الجامعة المباركة، فأجابني قائلا: (إن شاء الله، لكن لا أعدك بشيء)
..... ورجعت إلى الجزائر وكلي أهل أن يقبلوني.
ولكن وللأسف الشديد، ظهرت النتائج ولم يتم قبولي، فتفاجأ الجميع بذلك، والله حتى عامة الناس تفاجؤوا بذلك، نسأل الله العافية، مما أدى إلى زعزعة ثقتهم بالجامعة الإسلامية.
ومما زاد الطين بلة، أن الجامعة في العام التالي قبلت أربعة من الجزائر العاصمة، والعاصمة عندنا ليست بحاجة للدعاة فهي ـ بحمد الله ـ زيادة على كونها خالية من العقائد الفاسدة إلا النادر، فهي غنية بالدعاة إلى الله.
فبدأت أبحث وأنقب عن السبب الذي من أجله تم قبول هؤلاء الطلاب الأربعة في الجامعة، فتوصت من مصادر لها صلة بالموضوع، أنه تم قبولهم عن طريق شفاعة بعض الدعاة الجزائريين الذين لهم صلة بالجامعة.
فأصبت بإحباط شديد وفقدت الثقة تماما بالجامعة، نسأل الله العافية والسلامة.
ثم تقدم أخ لي في الله من نفس المنطقة بعدي فلم يتم قبوله أيضا.
فأدركت تماما أن الأمر فيه دخن، نسأل الله العافية، يسمونها شفاعة، والمسلمون هنا وهناك في جهل قاتل،.
أخي حفظك الله ويسر لك سبل العلم:
أولاً: ليس من العدل أن تُسْقِط الثقة بجامعة عريقة اشتهر فضلها في الآفاق بمجرد خطأ واحد قد يكون سببه فرداً واحداً هذا بعد التسليم بصحة ما نُقل لك والتسليم بأن قبول أربعة طلاب من العاصمة خطأ ولا أظنه كذلك فقد يقبلون من غيرها أكثر منها وهذا نصيبها ثم العدد المحدد للعاصمة سواء قبلوهم بشفاعة أو لا المهم أنهم لم يحرموا المناطق الأخرى وسيأتي توضيح لهذا.
ثانياً: الشيخ الذي يقابل الطلبة يدوِّن معلومات المقابلة ثم هناك لجنة تنظر وتبحث في الطلاب وترجح بينهم وأيهم أولى أن يقبل ومعاييرهم في الترجيح كثيرة وأنت تعلم أن كل طالب لا بد أن يأتي بما يدل على أنه أولى من غيره في القبول فما أدراك لعل أصحابك أتوا بأكثر منك أوراقاً فرجحت اللجنة قبولهم لهذا الأمر وهم يتعاملون بالظاهر وبالمعايير التي وُضعت للقبول.
ثالثاً: أخي ذكرتَ أن المقبولين من العاصمة أربعة والذي أعرف أنَّ العدد المحدد لدولة الجزائر أكثر من هذا العدد - وسيأتي أنهم رشحوا لهذا العام ثلاثين طالباً جزائرياً - إذاً هناك مقبولين آخرين في نفس العام من الجزائر - من غير العاصمة - ولعلهم أكثر من المقبولين من العاصمة بل هذا هو الظاهر ومما يدل على هذا أن هناك طلاب كثيرون يدرسون في الجامعة الإسلامية من الجزائر ليسوا من العاصمة وأنا أعرف بعضهم - واللجنة قد ترى منطقة أحوج من منطقة فلابد من مراعاة هذا عند الحكم والجامعة ولله الحمد يقوم عليها مشايخ ثقات ولجنة القبول هم مشايخ مدرسون في الجامعة صدقهم وعلمهم معروف.
رابعاً: ذكرتَ أن الأربعة قبلوا في العام التالي لعامك ولم تذكر مَنْ الذين قُبلوا في عامك وهذا خطأ لأن كل عام ينظر فيه بحسب الطلاب المتقدمين فقد تكون اللجنة رشحت طلاباً آخرين غير أخينا أبي عبد البر من غير العاصمة لأنهم في مناطق أكثر حاجة وعندهم من الميزات التي لأجلها يتم القبول أكثر منك فيكون قبولهم أولى.
خامساً:قولك قُبلوا بشفاعة داعية من الجزائر هذا إن صح قد يكون سببه أن هذا الداعية ذكر لمن يعرفه من لجنة القبول أولوية هؤلاء أو نحو ذلك فيكون تقديمهم لا لهوى بل لأن هذا الداعية أثنى عليهم وذكر أحقيتهم أو نحوه وكما سبق قد يكونون هم نصيب العاصمة ويكون قد قُبل غيرهم من غيرها.
سادساً:هناك أمور مهمة - في القبول - ينبغي أن تعلمها:
1 - أن كل دولة لها عدد محدد من الطلاب لا يتجاوز إلا لسبب.
2 - أن الطالب بعد أن يرشح في الجامعة يذهب اسمه في الرياض لتتم الموافقة عليه هناك ويعرض اسمه على سفارة بلده وكثير من الطلاب ترفع أسماؤهم ثم لا يقبلون لأنه لم يوافق عليهم فقد يكون اسمك ممن رفع ثم لم يوافق عليه هناك!!!
3 - أن هناك تشديداً من الحكومة الجزائرية في قبول طلاب الجامعة الإسلامية ففي هذا العام مثلاُ زِيد في عدد المقبولين فرفعوا - إلى الرياض - بثلاثين طالباً جزائرياً ولم يقبل منهم أحد بسبب رفض الحكومة الجزائرية.
- وللعلم أنا لستُ جزائرياً -
أخيراً:
العلم ولله الحمد سبله ميسره ومن أراد الله له الخير يسر له سبل العلم بأي طريق في الجامعة وفي غيرها وليس كل من درس في الجامعةالإسلامية صار عالماً بل كم من العلماء ممن لم يدرس في الجامعة بل ولا درس في المملكة.
وجزاكم الله خيراً .....
¥