وانظر إلى هذا الحديث الذي رواه أحمد عن أبي هريرة قال: كان رجلان من قضاعة أسلما مع النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة قال طلحة بن عبيد الله فأريت الجنة فرأيت فيها المؤخر منهما أدخل قبل الشهيد فعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة أو كذا وكذا ركعة صلاة السنة "
ففي رمضان من الأجور ما لا يخطر على البال، أو ليس هو الشهر الذي قال فيه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا "رواه الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وبهذا يمكن أن تصوم رمضان مرتين أو ثلاث أو أربع.
أو ليس هو الشهر الذي من صلى فيه ليلة صلاة التراويح مع الإمام حتى ينتهي من آخر ركعة منها، كتب له أجر قيام ليلة بأكملها.
أو ليس هو الشهر الذى جعل الله فيه العمرة كحجة ليس هذا فحسب بل كحجة معه صلى الله عليه وسلم:فعند البخارى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار: ما منعك أن تحجين معنا قالت كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه لزوجها وابنها وترك ناضحا ننضح عليه قال: "فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة"
وفى رواية:" عمرة في رمضان تعدل حجة" متفق عليه.
وفى رواية: قال فإن عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي"
ومن جوائزه: مغفرة الذنوب وتكفير السيئات والعتق من النيران.فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه)، (ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليهما
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً)
وفي الصحيحين عنه -صلى الله عليه وسلم- (ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة) متفق عليه.
ولذا كان قتادة رحمه الله يقول: كان يقال: من لم يغفر له في رمضان فلن يغفر له؛ يقول ذلك لما في هذا الشهر المبارك من أسباب المغفرة والرحمة.
ومن جوائز هذا الشهر الكريم: أن فيه ليلة القدر، التي هي خير من عبادة ألف شهر قال الله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر:3] وقد حسب بعض أهل العلم ألف شهر، فوجدوها تزيد على ثلاث وثمانين سنة، وقد ورد في موطأ مالك بسند مرسل، أن النبي صلى الله عليه وسلم أُري أعمار أمته فكأنه تقالها بالنسبة إلى أعمار الأمم الأخرى، فأعطي ليلة القدر، وهي خيرٌ من ألف شهر؛ تعويضاً عن قصر أعمار أمته عليه الصلاة والسلام، فمن فاز بليلة القدر التي هي خيرٌ من عبادة ألف شهر، فمعنى ذلك أنه فاز بما هو أكثر من فضل عبادة ثلاث وثمانين سنة، وهذا فضل عظيم لا يقدر قدره إلا الله جلا وعلا وقد قال (ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
ومن جوائزه أن فيه دعاءً مستجاباً.
ولذلك روى الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه بسند جيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لكل مسلمٍ دعوة مستجابة يدعو بها في رمضان}.
وقد ورد في أحاديث عديدة أن هذه الدعوة عند الإفطار، فليحرص العبد عند إفطاره على أن يستجمع جوامع الدعاء ويدعو بها.
ومن جوائزه ما فيه من الفرح والسعادة فهو سبب للسعادة في الدارين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ. [رواه البخاري (1904) مسلم (1151)]
كم يفرح الصائمون! كم يفرح المخلصون! كم يفرح الصادقون حين يفطرون فيقول أحدهم: (اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت) والفرحة الأعظم والأكبر (وإذا لقي ربه، فرح بصومه).
هذه بعض الجوائز وغيرها كثير.
¥