تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن الأسباب: إهمال الصلوات الخمس، وتأخيرها عن وقتها، وأداؤها بكسل وخمول، وهذا من أعظم أسباب خسارة رمضان عند الرجال والنساء، فمن لم يحرص على الفرائض ولم يقم بالواجبات فكيف يرجى منه النوافل؟ بل كيف يرجى منه استغلال رمضان؟ ربما صلت المرأة في آخر وقت الصلاة فنقرتها نقر الغراب، فكيف يرجى لمن كان هذا حالها استغلال رمضان والفوز فيه! بل هذه يخشى على صيامها ألا يقبل والعياذ بالله.

عباد الله، ها هي رياح الإيمان قد هبَّت، ومواسم الخير قد أقبلت فاغتنموها وإياك أن تكون ممن قال فيهم الرؤوف الرحيم بأمته عليه الصلاة والسلام: ((رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له) وقال له جبريل: يا محمد، من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، قال: ((فقلت: آمين)).

واعلم ـ أخي ـ أنك ميت وتنتقل من هذه الدنيا الفانية إلى حفرة موحشة، لا ينجيك من أهوالها إلا رحمة الله والعمل الصالح والإقبال على طاعة الله جل وعلا, أترضى أن تكون من أهل جهنم من قال الله فيهم: تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون [المؤمنون:104]؟! أترضى أن تكون جبارا عنيدا مبارزا لله بالعصيان؟! واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ [إبراهيم:15 - 17]. إن كنت لا ترضى ـ وهذا الظن بك ـ فلا تمكن الهوى ولا تمكن عدو الله إبليس من نفسك، وحاسب نفسك، وتخيل موقفك بين يدي الله جل وعلا وحيدا فريدا عريانا حافيا، فتنظر عن يمينك فلا ترى إلا ما قدمت، وتنظر أشأم منك فلا ترى إلا ما قدمت، وتنظر بين يديك فإذا جهنم تحطم بعضها بعضا، تخيل نفسك في هذه اللحظات المفزعة طرق سمعك صوت الجبار جل جلاله, وسألك عما قدمت يداك، يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد [الفجر:23 - 26]. فإلى متى الغفلة؟! إلى متى؟! إلى أن يحضر الأجل وعندها تقول: رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت [المؤمنون:99، 100]. في هذه اللحظة لا تقبل التوبة، وأنى لك الأوبة؟! أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير [فاطر:37].

قال مالك بن دينار: "كان عيسى عليه السلام يقول: إن الليل والنهار خزانتان، فانظروا ما تضعون فيهما". وكان عمر بن ذر يقول: "اعملوا ـ رحمكم الله ـ في هذا الليل وسواده، فإن المغبون من غبن خير الليل والنهار، والمحروم من حرم خيرهما، فأحيوا أنفسكم بذكر الله، وإنما تحيا القلوب بذكر الله عز وجل". وكان أبو ذر يقول: (أيها الناس، إني لكم ناصح، وإني عليكم شفيق، صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور، وصوموا في الدنيا لحشر يوم النشور, وتصدقوا مخافة يوم عسير). وكان الأسود بن يزيد يكثر الصوم حتى ذهبت إحدى عينيه من ذلك, فإذا قيل له: لم تعذب جسدك؟! يقول: إنما أريد راحته. ولما حضر الموت عامر بن عبد قيس جعل يبكي، فقيل: ما يبكيك؟ قال: ما أبكي جزعا من الموت، ولا حرصا على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وعلى قيام الليل في الشتاء. وحضرت الوفاة أحد الصالحين فجزع جزعا شديدا وبكى بكاء شديدا, فقيل له في ذلك فقال: ما أبكي إلا على أن يصوم الصائمون لله ولست فيهم, ويصلي المصلون لله ولست فيهم, ويذكره الذاكرون ولست فيهم، فذالك الذي أبكاني.

ـ[تلميذة الملتقى]ــــــــ[09 - 09 - 07, 09:34 م]ـ

بارك الله فيكم

بلغنا الله وإياكم شهر رمضان المبارك، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يصوم رمضان إيماناً واحتساباً .. آمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير