بعد الخندق بعد الحصار والجوع،، قال جبريل: أوضعت لأمتك؟ قال: نعم.
قال: و لكن الملائكة لم تضع السلاح بعد، عليك ببني قريظة
فقال: {لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة}
إذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام
فانطلق الصحابة، منهم من صلى في الطريق، ومنهم من صلى حين وصل.
طوقهم صلى الله عليه وسلم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت
0
اليهود يطلبون حكم سعد!!!
ما تذكروا إلا صديقاً واحداً كان حليفاً لهم في الجاهلية، إنه سعد بن معاذ، كان يبايعهم ويشاريهم، لديهم اتفاقيات ينصرونه في الجاهلية وينصرهم هو وبني عبد الأشهل والأوس قالوا: لا ننزل إلا على حكم سعد بن معاذ،
قال عليه الصلاة والسلام: ترضون بحكم سعد بن معاذ؟ قالوا: لا ننزل إلا على حكم سعد بن معاذ، قال صلى الله عليه وسلم: عليَّ بسعد بن معاذ.
فذهبوا إلى سعد بن معاذ وهو مجروح في المسجد، فوطَّئوا له الحمار وأركبوه، وأقبل رجلاه تخطان في الأرض كان طويلاً كالحصن، فلما وصل قال صلى الله عليه وسلم:
{قوموا إلى سيدكم فأنزلوه}
وهنا نتعلم أن ننزل الناس منازلهم
فصاحب الجهاد، والعالم وطالب العلم والداعية، والسلطان المقسط العادل يحترم، والشيخ الكبير والزاهد والعابد يوقر وينزل منزلته
سعد بن معاذ يصدر حكمه في اليهود
لا أبطل من الباطل إلا السكوت عليه، والساكت عن الحق شيطان أخرس،
كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق،
اجهر برأيك لا يأخذك ترويع ... لا ينفع الصوت إلا وهو مسموع
فنزل سعد بن معاذ في الخيمة، وأخبره صلى الله عليه وسلم أنهم يريدون حكمه،
فمن إجلاله للرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه له وتوقيره قال: أيرضى من في هذه الناحية بحكمي؟ ناحية الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أرضى. ولم يقل هو محمد صلى الله عليه وسلم ولا يا رسول الله، إجلالاً:
ثم قال: وترضون بحكمي؟ -أي: اليهود- قالوا: نرضى بحكمك.
قال: رأيي فيهم يا رسول الله! أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم، وأن تقسم أموالهم.
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم
فقال صلى الله عليه وسلم،: {والذي نفسي بيده! لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات}.
والحق يعلو والأباطل تسفل ... والحق عن أحكامه لا يسأل0
وإذا استحالت حالة وتبدلت ... فالله عز وجل لا يتبدل0
صدق الله .. فصدقه الله
ويتحرى سعد موعود الله، يطلب الشهادة، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
{من طلب الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه}
فى الأثر القدسي أن الله يقول:
{وعزتي وجلالي! ما اعتصم بي عبد فكادت له السموات والأرض إلا جعلت له من بينها فرجاً ومخرجاً. وعزتي وجلالي! ما اعتصم بغيري عبد إلا أسخت الأرض من بين قدميه، ثم لم أبال في أي واد من أودية الدنيا هلك}
بعض الناس يعمل كأنه خادم أو موظف، حتى إن بعضهم يعمل في الدعوة، فإذا سألته: لماذا لا تواصل؟ قال: يا أخي! نعمل مع أناس لا يقدرون الجهود ولا يعرفون تعبنا، وكأنه موظف في شركة. فأنت تعمل عند الواحد الأحد: يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً [الفتح:29].
رجع سعد بن معاذ إلى الخيمة ينتظر الوفاة، وأخذ عليه الصلاة والسلام يكرر زيارته له ويجلس معه، وفي يوم من الأيام
رفع سعد يديه إلى الواحد الأحد
فقام سعد يدعو:
اللهم إن كنت أبقيت بين رسولك صلى الله عليه وسلم وبين قريش حرباً فأبقني لها، وإن كنت أنهيت الحرب بين رسولك صلى الله عليه وسلم وبين قريش فاقبضني إليك.
فلما انتهى من الدعاء حتى انفجر الجرح!! ليموت كما تمنى شهيدا!!
حكم المنية في البرية جاري ... ما هذه الدنيا بدار قرار
طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفواً من الأقذار والأكدار
تقول عائشة رضى الله عنها: والله الذي لا إله إلا هو، إنني كنت أعرف بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم من بكاء أبي بكر من بكاء عمر على سعد.
{لقد اهتز عرش الرحمن اليوم لموت سعد بن معاذ}
إنها أول كلمة للرسول صلى الله عليه وسلم يقول للناس وللعالم وللدنيا،"لقد اهتز عرش الرحمن اليوم لموت سعد بن معاذ
¥