تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واعلم بأنك بعد الموت لاقيها< o:p>

فتخيل الآن نفسك وأنت تحشر و تساق إلى الجنة قال تعالى: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا) (85) روى ابن أبي حاتم عن ابن مرزوق: قال: يستقبل المؤمن عند خروجه من قبره أحسن صورة رآها، وأطيبها ريحًا، فيقول المؤمن: من أنت؟ فيقول: أما تعرفني؟ فيقول: لا إلا أن الله قد طيب ريحك وحسن وجهك. فيقول: أنا عملك الصالح، وهكذا كنت في الدنيا، حسن العمل طيبه، فطالما ركبتك في الدنيا، فهلم اركبني، فيركبه. فذلك قوله: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا}.< o:p>

وفي مسند أحمد عن عليّ، رضي الله عنه، أنه قرأ هذه الآية: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} قال: لا والله ما على أرجلهم يحشرون، ولا يحشر الوفد على أرجلهم، ولكن بنوق لم ير الخلائق مثلها، عليها رحائل من ذهب، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة. < o:p>

فإذا وصلت إلى الجنة فتحت لك أبوابها وما بين مصراعي الباب الواحدة مسيرة أربعين عامًا واستقبلك خزنتها بالترحيب والتهاني قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)} الزمر.< o:p>

قال ابن كثير: {زُمَرًا} أي: جماعة بعد جماعة: المقربون، ثم الأبرار، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كل طائفة مع من يناسبهم: الأنبياء مع الأنبياء والصديقون مع أشكالهم، والشهداء مع أضرابهم، والعلماء مع أقرانهم، وكل صنف مع صنف، كل زمرة تناسب بعضها بعضا.< o:p>

في الصحيحين عن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: < o:p>

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَتْفِلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ أَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ الْأَنْجُوجُ عُودُ الطِّيبِ وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ.< o:p>

نعم جمال أهل الجنة يفوق الخيال.< o:p>

فيا عبد الله هاهي أبواب الجنة قد تفتحت لك فهبت عليك من نفاحاتها ورحماتها ونسيمها وها أنت الآن تضع أول قدم في الجنة، سئل الإمام أحمد متى يجد العبد طعم الراحة قال عندما يضع أول قدم في الجنة.< o:p>

وها أنت الآن تنقل الخطا في دروب الجنة وترى فيها ما يفوق الوصف ويقصر دونه الخيال، فالجنة كما ورد في بعض الآثار لا مثل لها: (هي نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيره، في مقام أبدا، في حبرة ونضرة في دور عالية سليمة بهية).< o:p>

وقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن بناء الجنة، فأسمعنا في الإجابة وصفا عجبا، فقال: (لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، ولا يبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم) رواه أحمد وصححه الألباني. < o:p>

قال ابن القيم: وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده، وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه. < o:p>

فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران. < o:p>

وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر. < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير