ويكفي أن تعلم ما لأدنى أهل الجنة من النعيم ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((سأل موسى عليه الصلاة والسلام ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له: أدخل الجنة. فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟. فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا؟. فيقول: رضيت ربي. فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله فيقول في الخامسة رضيت ربي. فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول: رضيت ربي. قال ربي فأعلاهم منزلة. قال: أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر)) رواه مسلم.< o:p>
هذه الجنة التي سمعنا بعض أوصافها هل اشتقت إليها فكم من صالح وصالحة اشتاقا إلى الجنة واشتاقات إليهم الجنة من حسن أعمالهم، وطيب أخبارهم، ولذة مناجاتهم.< o:p>
وأينما تأملت في سير الصالحين لتجدن طلب الجنة يملأ قلوبهم ويشغل نفوسهم .. قد تعلقت بها أرواحهم حتى لم تقم لغيرها وزنا .. فهان عليهم كل شيء في سبيل الوصول إليها.< o:p>
هجروا لذيذ النوم والرقاد، وبكوا في لأسحار، وصاموا النهار، وجاهدوا الكفار،، ارتفع قدر الجنة عندهم، حتى لم يرضوا لها ثمناً إلا أرواحَهم التي بين جنوبهم .. من هؤلاء: < o:p>
خيثمة بن الحارث رضي الله عنه , إستهم يوم بدر مع ابنه سعد .. أيهما يخرج فخرج سهم ولده سعد .. فقال له أبوه: يا بنى آثرني اليوم .. فقال له سعد: يا أبتى لو كان غير الجنة فعلت .. فخرج سعد إلى بدر فقتل فيها .. ومازال أبوه خيثمة يتطلع إلى الجنة حتى كان يوم أحد , فأتى إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال: يا رسول الله لقد أصبحت مشتاقا إلى مرافقة ابني سعد في الجنة , وقد كبرت سني , ورق عظمى , وأحببت لقاء ربى , فادعوا الله يا رسول الله أن يرزقني الشهادة ومرافقة سعد في الجنة .. فدعا له النبي عليه الصلاة والسلام بذلك .. فقتل في احد شهيدا رضي الله عنه وأرضاه. < o:p>
وهذا سيدبنى سلمة، عمرو بن الجموح رضي الله عنه , كان رجلا أعرج شديد العرج .. فلما كان يوماحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدتللمتقين .. فقام وهو أعرج فقال: والله انى لأرجوا أن أطأ الجنة بعرجتى هذه .. فقاتل حتى قتل رضي الله عنه.< o:p>
ومن هؤلاء جعفر بن أبي طالب، جعفر الطيار، حضر معركة مؤتة واستلم الإمارة بعد استشهاد زيد بن حارثة، قال ابن الزبير وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة،: والله لكأني أنظر إلى جعفر حين أقتحم عن فرس له شقراء ثم عقرها ثم قاتل حتى قتل.< o:p>
كان يحمل الراية بيده اليمنى فإذا بها تقطع ثم مسكها بيده اليسرى، ولسان حاله: أموت وتقطع يدي ولا تسقط راية الإسلام.< o:p>
فلما حملها بيده اليسرى قطعت يده اليسرى، فأصبح بلا يدين، وما تظنه فاعلاً؟ لقد أمسك مسك الراية بعضديه وضمهما على الراية، فإذا بالرماح تكثر على ظهره، وهو يتلفظ أنفاسه الأخيرة ويقول:< o:p>
ياحبذا الجنة واقترابها ... طيبة وبارد شرابها< o:p>
وهذه المرأة السوداء:عَنْ عطاء بن أبي رباح قال، قال لي ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ألا أريك امرأة مِنْ أهل الجنة؟ فقلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع اللَّه تعالى لي. قال: فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع اللَّه أن لا أتكشف، فدعا لها. مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ< o:p>
الخصال الموصلة إلى الجنة: < o:p>
الجنة لها مهر ومن مهرها: < o:p>
الإيمان والتوحيد: < o:p>
( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:82) < o:p>
وفي معجم الطبراني وغيره عن النبي-صلى الله عليه وسلم -: لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون< o:p>
¥