تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كَيْف نثبت بَعَد رَمَضَان؟؟؟ يَلَمْلَم لِلرَّحِيلِ ونلَمْلَم للمَرَاجَعهِ

ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 07:01 ص]ـ

ياشهر رمضان ترفّق، دموع المحبين تدفّق، قلوبهم من ألم الفراق تشقّق

كَيْف نثبت بَعَد رَمَضَان؟؟؟ يَلَمْلَم لِلرَّحِيلِ ونلَمْلَم للمَرَاجَعهِ

ها هو رمضان الكريم يلملم أوراقه وسجلاته وفيها ما فيها من اعمال العباد ولينطلق بها الى رب البريه عز وجل وهو اعلم بما فيها بعد ما كان ضيفا عزيزا غالي على القلوب لمدة شهر بكامله فهل احسنا الضيافة ...

وقد مضى هذا الشهرُ وقد أحسن فيه أناسٌ وأساء آخرون، وهو شاهدٌ لنا أو علينا، شاهدٌ للمشمِّر بصيامه وقيامه، وعلى المقصِّر بغفلته وإعراضه، ولا ندري -يا عباد الله- هل سندركه مرة أخرى، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرِّق الجماعات. فسلام الله على شهر الصيام والقيام، لقد مر كلمحة برق، أو غمضة عين، كان مضماراً يتنافس فيه المتنافسون، وميداناً يتسابق فيه المتسابقون، فكم من أكُفٍّ ضارعةٍ رُفعت! ودموعٍ ساخنةٍ ذُرِفت! وعَبَراتٍٍٍ حرَّاءَ قد سُكِبَت؟! وحُق لها ذلك في موسم المتاجرة مع الله، موسمِ الرحمة والمغفرة والعتق من النار (1).

اسفي على اناس لا يعرفون الله الا في رمضان ولمَّا سُئِل بشر الحافي رحمه الله عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان!

شهر رمضان ياعباد الله كنا فيه وهو موسم خير و مشعر زمني تتغير فيه النفوس بجول الله قال العلامة ابن القيم رحمه الله: في زاد المعاد في خير هدى البعاد [2 27] "هو [الصوم] لجام المتقين، وجُنَّة المحاربين ورياضة الأبرار والمقربين، وهو لربّ العالمين من بين سائر الأعمال، فإن الصائم لا يفعل شيئاً، وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها، إيثاراً لمحبة الله ومرضاته، والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة، وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده فهو أمر لا يطلع عليه بشر، وتلك حقيقة الصوم.

وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة وحمايتها من التخليط الجالب لها المواد الفاسدة) أ. هـ

هاااااا وقد رحل وودعناه واشتقنا اليه قال ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف [1/ 232] يا شهر رمضان ترفق دموع المحبين تدفق قلوبهم من ألم الفراق تشقق عسى وقفة للوداع تطفىء من نار الشوق ما أحرق عسى ساعة توبة و إقلاع ترفو من الصيام كلما تخرق عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق عسى أسير الأوزار يطلق عسى من استوجب النار يعتق

عسى و عسى من قبل وقت التفرق ... إلى كل ما ترجو من الخير تلتقى

فيجبر مكسور و يقبل تائب ... و يعتق خطاء و يسعد من شقى .. الخ أ. هـ

اللهم تقبل صيامنااا و قيامناااا و بلغنا رمضان القادم ...

وحرى بنا ان نلملم نحن ايضاً شتات افكرنا ولنقبل على انفسنا متسائلين احوال الناس بعد رمضان احد ثلاثه:

الاول ـ ما ازداد في رمضان من الا ايمانا ومن الصالحات الا اعمالا واقبالا فقد ذاق حلاوة الطاعة فيه فبكى لفراقه ونشط لما بعده.

الثاني ـ انقلب بعده على عقبيه خسرانا وانكب على وجهه منتكسا حيرانا فعاد لشهوته مرتميا في احضان الشيطان وبعد تحرره من اصفاد رمضان (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً [النحل: 92] (2)

فهذا احوج ما يكون الى دعائنا ونصيحتنا فلا تبخلوا عليه.

الثالث ـ وهو الذي تاب فتاب الله عليه في رمضان ولكنه يخاف نفسه الامارة بالسوء و الشيطان والدنيا واصدقاء السوء ان يعودوا به الى سيرته الاولى قبل رمضان فهذا يسأل كيف اثبت واستقيم على حالي الرمضاني وما هي اهم الوسائل الثبات .. ارشدوني .. ؟؟ وها نحن نعرض عليكم اهم ما جاء في القرءان الكريم و السنة النبوية من اساليب الاستقامة ووسائل الثبات لينتفع بها منها الجميع.


(1) محاضرة الشيخ عبد الرحمن السديس خطيب الحرم المكي.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير