تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذي الحجة ومنه الصيام وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يدع صيام عشر ذي الحجة وقال: (في صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة) يعني لغير الحاج فإن الحاج لا يصوم في عرفة وقال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) وقال في صوم يوم العاشر منه (يكفر سنة ماضية) وقالت عائشة رضي الله عنها: (ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر تعني تطوعا ما كان يصوم في شعبان كان يصومه إلا قليلا) أيها الإخوة هذه أيام يشرع فيها الصيام إذا" فالتعبد لله بالصيام لم ينقطع ولله الحمد على طول السنة ولئن انقضى قيام رمضان فإن القيام لا يزال مشروعا كل ليلة من ليالي السنة حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم ورغب فيه وقال: (أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل) وكان صلى الله عليه وسلم كما قال عنه ربه جل وعلا) إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) وقال تعالى) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وتغلبك في الساجدين) وصح عنه صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له فتعرضوا أيها المسلمون لنفحات الله في هذا الجزء من الليل لعلكم تصيبون رحمة من عنده لعلكم تدعونه فيستجيب لكم تسألونه فيعطيكم فتستغفرونه فيغفر لكم اللهم وفقنا لذلك و أعنا عليه يا رب العالمين أيها المسلمون اتقوا الله اتقوا الله تعالى وبادروا أعماركم بأعمالكم وحققوا أقوالكم بأفعالكم فإن حقيقة عمر الإنسان ما أمضاه في طاعة الله وإن الكيس أيها المسلمون الكيس من دان نفسه أي حاسبها وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمني على الله الأماني اذكروا أيها المسلمون أنكم إذا متم تبعكم ثلاثة أهلوكم وأموالكم وأعمالكم فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع الأهل والمال ويبقي العمل قرينا الإنسان إلى يوم القيامة اللهم اجعل أعمالنا صالحة واختم لنا بحسن الخاتمة يا رب العالمين. عباد الله لقد يسر الله لكم سبل الخيرات وفتح أبوابها ودعاكم لدخولها وبين لكم ثوابها فهذه الصلوات الخمس أكد أركان الإسلام بعد الشهادتين هي خمس في الفعل وخمسون في الميزان من أقامها كانت كفارة له ونجاة يوم القيامة شرعها الله لكم وأكملها بالرواتب التابعة لها وهي اثنتا عشرة ركعة أربع قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر من صلاهن بنى الله له بيتا في الجنة وتختص راتبة الفجر بخصائص منها أنها خير من الدنيا وما فيها كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها المحافظة عليها في الحضر والسفر ومنها أنها تخفف ومنها أنه يقرأ فيها بآيات معينة أو سور معينة يقرأ فيها في الركعة الأولى قل يا أيها الكافرون وفي الثانية بسورة الإخلاص بعد الفاتحة أو يقرأ فيها (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) إلى آخر الآية في سورة البقرة (وقل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) في آل عمران الأولى في الركعة الأولى والثانية في الركعة الثانية وهذا الوتر سنة مؤكدة سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله أما فعله فكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يجعل آخر صلاته بالليل وترا وأما قوله فقد قال صلى الله عليه وسلم (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا) وقال من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم من آخر الليل فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل فالوتر سنة مؤكدة لا ينبغي للإنسان تركه حتى أن أهل العلم اختلفوا في وجوبه فمنهم من أوجبه ومنهم من أكده وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من ترك الوتر فهو رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة وأقل الوتر ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة ووقته من صلاة العشاء الآخرة ولو مجموعة جمع تقديم إلى المغرب إلى طلوع الفجر ومن فاته في الليل قضاه في النهار شفعا فإذا كان من عادته أن يوتر بثلاث فنسيه في الليل أو نام عنه صلاه في النهار أربع ركعات ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير