تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشجرة، وزير الماء يجب ان يكون بحمالة وغطاء ونظر الوالي العاقل الى الحرس وقال يا صابر هذه عشرة دنانير اشتر بها زيراً واغسله واملأه ماء وضعه تحت الشجرة واختر احد اصحابك ليساعدك في ملء الزير مرة بعد مرة وانت ايها الوزير عليك الاشراف على هذا الموضع لأني اريد الزير ان يكون نظيفا دائما والناس يشربون منه ماء صافيا زلالا. اخذ صابر الدنانير وذهب لشأنه، وصار الوزير يكيل المديح لسيدنا، والله ما اعطاك الملك الا لأنك اذكى الناس واطيبهم، واكرمهم، تم حل ازمة الماء ببساطة وسهولة بواسطة زير بحمالة وغطاء. واسترسل الوزير في كلامه المزوق وسيدنا يعرف ان كله ملق ومداهنة. ومرت الايام والشهور والاعوام. وكان سيدنا الوالي يتحدث مع الوزير في شئون البلاد، فرأى زيراً صغيراً تحت الشجرة فالتفت الى الوزير وقال، هل تذكر الزير الذي وضعناه تحت الشجرة ليشرب منه الناس، اما كانت فكرة لطيفة وقال الوزير لطيفة انها فكرة عبقرية يا سيدنا .. لقد طورناها وعدلناها. ماذا؟ قال الوالي ماذا تعني بتطويركم إياها؟! زير وغطاء وماء وكوز .. ماذا وكيف يمكن ان تتطور هذه؟! قال الوزير: سيدي تعرفون اننا دائما في تطور وتحسن نحن في مقدمة البلاد النامية، وكل شيء لا بد ان يساير الزمن فقال الوالي وكيف ساير الزير الزمن؟ فاجاب الوزير بعد مدة وجدنا الاقبال على الزير يزداد واستعذب الناس شرب الماء من الزير ذات مرة كسر الزير، وطلب صابر نقودا لشراء واحد اخر، ولكن رأيت ان الاقبال على شرب الماء من الزير يزداد والناس تتزاحم حوله فقررت تحويله الى مرفق عام شعبي، فأنشأنا غرفتين لصابر وزميله ووضعنا اثاثا بسيطاً من اجل راحتهما، ووفقا للقواعد المالية تقرر انشاء جهاز اداري للزير، لان الدولة صار لها مبنى واثاث، وعينا رئيس قلم وكاتبين واحد للعهدة، وواحد للشؤون المالية فتعجب سيدنا وقال شؤون مالية، ماذا تقول يا رجل؟! زير ماء وغطاء وكوز تصبح شؤونا مالية؟! فقال الوزير حلمك يا سيدنا، للادارة اصول وللضبط والربط قواعد والدولة لن تدع مالها وممتلكاتها سائبة، ما دام للدولة مبنى لا بد من موظفين وادارة مالية، فاقتضى الامر ان نفتح، اعتمادا ماليا لمأمورية الزير، ووضعنا خزانة للنقود، اودعناها سلفة، لان الزير قد ينكسر، والغطاء يتلف والكوز يضيع. فقال الوالي: ما شاء الله .. ما شاء الله .. ثم ماذا؟ فقال الوالي اننا خدمك نسير في عملنا على احدث الطرق في الادارة والضبط المالي، لاننا سننتقل من عالم الدول النامية، الى عالم الدول التي تم نموها قال الوالي كنت تتكلم عن الادارة المالية والخزانة والسلفة، نعم يا سيدنا لقد انشأنا اربع ادارات فرعية، ادارة للفخار، وادارة للحديد، وادارة للخشب وادارة للصفيح فقال الوالي والماء ليس له ادارة فقال الوزير نعم يا سيدنا انك صاحب الافكار الذهبية غداً باذن الله ننشىء للماء ادارة، ثم ذكر الوزير انه امر بانشاء مبنى بكلفة مائة الف دينار من اجل ادارة عموم الزير، وقال الوالي وما هو المبلغ المخصص لادارة عموم الزير؟ قال الوزير بالضبط لا اذكر ولكن حوالي اربعين الف دينار، لان ادارة عموم الزير مرفق خدمات، الاعتبار الاول لما يؤديه للامة من نفع، وفي سبيل النفع يهون اي مبلغ يتكلفه. فقال الوالي ماذا عن الماء .. الماء .. قال الوزير من اجل الماء ركبنا طلمبة حديثة لرفع الماء وتنقيته وفق احدث الاساليب، وان ادارة عموم الزير، على اتصال مع مختلف دوائر الدولة، ومع وزارة الاشغال والخزانة والاقتصاد والخارجية والداخلية، فتعجب الوالي وقال مع وزارة الخارجية، ما علاقة ادارة عموم الزير مع وزارة الخارجية؟! من اجل المشاركة في المؤتمرات لان ادارة عموم الزير اصبح لها شهرة عالمية، ومديرها يحضر مؤتمرات في باريس ولندن ونيويورك. قال الوالي: هل يوجد في الدول الاخرى ادارات لعموم الزير؟! قال الوزير لا يا سيدنا نحن نفتخر بتجربتنا الرائدة وراح يشرح كيف سنخرج من عنق الزجاجة وننتقل الى طابور الامم التي تم نموها. وفي اليوم التالي قرر الوالي ان يقوم بزيارة الى ادارة عموم الزير وطلب من الوزير ان يلحق به هناك، وعندما وصل الوالي شاهد مبنى شاهقا فخما مكتوبا عليه بخط انيق على مدخله، ادارة عموم الزير، وناس داخلين وناس خارجين وسيارات تتحرك وحركة كبيرة متصلة وعرضحلات واوراق دمغة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير