تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وصية في ختام رمضان تصلح مقالا للإذاعة في المدارس]

ـ[علي تميم]ــــــــ[19 - 10 - 07, 05:55 م]ـ

الكلمة مستفادة من بعض الأفاضل مع بعض التعديلات نفع الله بها

في ختام رمضان

الحمد لله رب العالمين مقلب الليل و النهار ومصرف الشهور و الأعوام وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد:

لقد مرَّ بنا شهرُ رمضان، كطيفِ خيال، مرَّ بخيراتِه وبركاتِه، مضى من أعمارِنا، فهو شاهدٌ لنا أو علينا.

لقد كان السلفُ الصالحُ -رحمهم الله- توجلُ قلوبُهم، وتحزنُ نفوسُهم، عندما ينتهي رمضان، لأنهم يخافون ألا يتقبلَ منهم عملُهم، ولذا فقد كانوا يكثرون الدعاءَ بعد رمضان ستة أشهر أن يتقبل منهم.

فحريٌ بكل عاقل أن ينظرَ في حالِه، وأن يفكرَ في أمرِه، و أن يحافظَ على الاستمرارِ على العملِ الصالح، وإتباعِ الحسنةِ الحسنة، وألا يَنْكُص على عقبيه بهجرِ الطاعات، أو التخفيفِ منها، والولوغِ في المعاصي، فيرتكبَ ما حرمَّ الله، فيضيعَ الصلوات، ويتبعَ الشهوات، ولا يصونَ سمعَه وبصرَه وجوارحَه.

غريبٌ بعضُ الناسِ في فهمِ شعائرَ الدين فلا يعملون الطاعاتِ إلا في مواسمَ معينة، فإذا انتهت كان آخرَ عهدهِم بها! يقول تعالى (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلَها من بعدِ قوةٍ أَنكاثا) فبئسَ القومُ لا يعرفون اللهَ إلا في رمضان، فربُ رمضان، هو ربُ الشهورِ كلِها.

فنداءٌ ووصيةٌ إلى الذين عزموا على العودةِ إلى المعاصي بعد رمضان: أن يتقوا الله سبحانه، فالعمرُ قصيرٌ، والآجالُ محدودةٌ، والأنفاسُ معدودةٌ، فلتعلنوها توبةً صادقةً لا رجعةَ بعدها إلى الذنوب.

أيها الإخوة إن انقضى شهرُ رمضان، فإن عملَ المؤمنِ لا ينقضي قبل الموت، فلئن انقضى صيامُ شهرِ رمضان، فإن المؤمن لن ينقطعَ من عبادةِ الصيامِ بذلك،فالصيامُ لا يزال مشروعاً –ولله الحمد- في العامِ كلِه.

فمن ذلك كما في صحيح مسلم، قال النبيُ صلى الله عليه وسلم:"من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر"ومن الصيام المشروع صومُ أيامِ البيض، وصومُ يومِ عرفة، وعاشوراء.

ولئن انقضى قيامُ شهرِ رمضان، فإن القيامَ مشروعٌ في كلِ ليلةٍ من السنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام" رواه الترمذي

فاجتهدوا في فعل الطاعات، واجتنبوا الخطايا والسيئات، لتفوزا بالحياة الطيبة في الدنيا وبعد الممات، يقول الله تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرَهم بأحسنِ ما كانوا يعملون).

وفقَّ اللهُ لجميعَ لعملِ الخيرات، وتركِ المنكرات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير