تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[السر في بركة بعض الكتب؟!]

ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[27 - 10 - 07, 12:51 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تأملتُ الكتب التي وضع الله لها القبول في الأرض فرأيتُ أمراً عجباً! وجعلت أحلق بخاطري في الكتب التي بارك الله فيه سواء من المتقدمين أو من المتأخرين فرأيت ما أدهشني، وجعلني أتيقن أن ذلكم أمرٌ إلهي عجيب لا قدرة ولا قوة للمخلوق فيها إلا الأسباب التي يبذلها، وإن شئت مصداق ما أقول فإني أضرب لك مَثَلين اثنين لعالمين جليلين أحدهما متقدم – نسبياً – والأخر متأخر فأقول وبالله أصول وأجول:

انظر – رحمك الله – إلى كتب ولي الله بلا مدافع ومحرر المذهب بلا منازع أبي زكريا يحيى بن شرف النووي – عليه رحمة الله – كيف أن الله عز وجل بارك في كتبه بركة عجبية، فهذا – مثلاً - كتابه المشهور (رياض الصالحين): فإن الله سبحانه هو وحده الذي يعلم في كم مسجد يُقرأ هذا الكتاب، وهو وحده العالم عدد الرحمات التي دُعيت له فما من قارئ إلا ويقول (قال النووي رحمه الله – قال المؤلف رحمه الله – قال رحمه الله)! ولا تكاد تخلو مكتبة إسلامية في العالم منه بطبعات مختلفة ومتنوعة!

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((بيت لا تمر فيه جياع أهله)) [رواه مسلم]

فأنا أقول: بيت لا (رياض) فيه جهالٌ أهله!

وهذا الحافظ الذهبي – وحسبك به – يقول ((فعليك يا أخبي بتدبر كتاب الله وبإدمان النظر في الصحيحين وسنن النسائي ورياض النواوي وأذكاره تفلح وتنجح)) [السير 19/ 340]

هل تظن أن انتشار هذا الكتاب كان اعتباطاً؟

يقول الفقيه الكبير محمد بن عثيمين – رحمه الله –:

((والظاهر – والله أعلم – أنه من أخلص الناس في التأليف، لأن تأليفاته –رحمه الله – انتشرت في العالم الإسلامي، وكتبه مبثوثة في العالم مما يدل على صحة نيته، فإن قبول الناس للمؤلفات من الأدلة على إخلاص النية)) انتهى بتصرف [شرح النووية ص7]

قال أبو محمد – ستره الله -: هذه -والله- التي لا نطيق نسأل الله الإعانة، ولو قلبت صفحات (الرياض) وأطلت النظر فيه لعلك تقول:

ومن يعجز عن مثل هذا؟

وهل زاد على أن اختار أحاديث وبوب عليها؟

فالجواب: هي النية والبركة يا أخي، وفقنا الله وإياك.

وقل مثل ذلك في (الأربعين النووية) التي يحفظها كل طالب عالم.

و (شرحه على مسلم) الذي لا يستغني عنه ناظرٌ في مسلم.

و (مجموعه) الذي لا يستغني عنه شافعي أو فقيه غيره.

و (أذكاره) التي يحتاج إليها الذاكرون لله كثيراً والذاكرات.

أما الرجل الثاني – الذي وعدتُ به – فهو الشيخ الفقيه العلامة الناصح الصالح صالح بن فوزان الفوزان السلفي الأثري – سنح الله في عمره على طاعته –

فمع أن الشيخ – حفظه الله ومتع به – حي يرزق إلا أن كتبه وفتاواه ورسائله شرقت وغربت!

فخذ كتابه مثلاً: (الملخص الفقهي) الذي سارت به الركبان وطاف أرجاء المعمورة:

أولاً: هو مقرر في بعض الجامعات، ككلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود، بل إن في كلية الشريعة بالجامعة نفسها كان كثير من الدكاترة إذا ضاقت بهم السبل ولم يسعفهم الوقت أحالوا الطلاب على الملخص.

ثانياً: لا أحصي كم مرة رأيته يُقرأ على العامة في المساجد، حتي إني رأيت في إحدى الدول العربية – خارج المملكة – أحد طلاب العلم له درسان في الكتاب: أحدهما للعامة والشرح الثاني: لطلاب العلم.

هل تظن أنه لا توجدات مختصرات فقهية غير هذا الكتاب؟

وهل تظن أن الشيخ أتى بجديد في كتابه؟

الكتاب عبارة عن حلقات كانت تذاع في (إذاعة القرآن الكريم) ثم طُلب من الشيخ طباعته فطُبع.

أما مادة الكتاب فيقول الشيخ في مقدمته للكتاب ص5:

((وقد لخصته من كتاب (شرح الزاد / الروض المربع) ومن حاشيته للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، مع بعض التنبيهات مني إذا مرت مناسبة)) انتهى

وكتابه (التحقيقات المرضية) مقرر في كلية الشريعة بالرياض.

وكتابه: (التوحيد) مقرر في المعهد العلمي بالرياض.

وله (شرح على الزاد) مقرر في المعهد العلمي كذلك.

هذا فضلاً عن شروحاته على كتب العقيدة التي يتسابق الناس إليها لكون الشيخ محققاً في هذا الباب كشرحه على التوحيد ووالواسطية والطحاوية وغيرها، مما يدل على أن بين الرجل وربه علاقة.

وبالجملة: فإن الشيخ – حفظه الله – ممن وضع لكتبه القبول في الأرض وهذا أوضح من أن يضرب له أمثلة.

أسأل الله عز وجل أن يعيننا على إخلاص النية.

وأن يبارك لنا في القول والعمل.

وأختم بخير كلام إذ يقول الله عز وجل:

(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ 17) الرعد

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ـ[ذات المحبرة]ــــــــ[28 - 10 - 07, 12:27 ص]ـ

أحسن الله إليكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير