تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأمامنا سفر طويل ... بعده يأتي السكن

إما إلى (نار الجحيم) ... أو الجنان: (جنان عدن)

أقسمت ما هذي الحياة ... بها المقام أو (الوطن)

فلم التلوّن و الخداع؟ ... لم الدخول على (الفتن)؟!

يكفي مصانعة الرعاع ... مع التقلب في المحن

تبا لهم من معشر ... ألفوا معاقرة (النتن)

بينا يدبّر للأمين ... أخو الخيانة (مؤتمن)!

تبا لمن يتملقون ... و ينطوون على (دخن)

تبا لهم فنفاقهم ... قد لطّخ (الوجه الحسن)

تبا لمن باع (الجنان) ... لأجل (خضراء الدمن)

الخاسرون فى رمضان

في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، فقال:

(آمين .. آمين .. آمين .. قيل: يا رسول الله! إنك صعدت المنبر فقلت: آمين. آمين. آمين. قال: إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له؛ فدخل النار فأبعده الله -فكم هم أولئك المبعدين عن رحمة الله؟ - قل: آمين. فقلت: آمين ... ) الحديث.

متى يزرع من فرط في وقت البذار، فلم يحصد غير الندم والخسار؟!

مساكين هؤلاء! فاتهم رمضان وفاتهم خير رمضان؛ فأصابهم الحرمان وحلت عليهم الخيبة والخسران،

قلوب خلت من التقوى فهي خراب بلقع، لا صيام ينفع ولا قيام يشفع، قلوب كالحجارة أو أشد قسوة، حالها في رمضان كحال أهل الشقوة،

لا الشاب منهم ينتهي عن الصبوة، ولا الشيخ ينزجر فيلحق بالصفوة.

أيها الخاسر! رحل رمضان وهو يشهد عليك بالخسران؛

فأصبح لك خصماً يوم القيامة!

رحل رمضان وهو يشهد عليك بهجر القرآن؛ فيا ويل من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان! فيا من فرط في عمره وأضاعه!

كيف ترجو الشفاعة؟ أتعتذر برحمة الله؟ أتقول لنا: إن الله غفور رحيم؟ نعم.

لكن إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:56]

العاملين بالأسباب .. الخائفين المشفقين.

سئل ابن عباس عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد الجمعة والجماعات، فقال رضي الله تعالى عنه: [هو في النار].

فيا أيها الخاسر! نعم. رحل رمضان وربما خسرت خسارةً عظيمة، ولكن الحمد لله، فما زال الباب مفتوحاً والخير مفسوحاً، وقبل غرغرة الروح، ابكِ على نفسك وأكثر النوح، وقل لها:

ترحل الشهر وا لهفاه وانصرما ... واختص بالفوز في الجنات من خدما

وأصبح الغافل المسكين منكسراً ... مثلي فيا ويحه يا عظم ما حرما

من فاته الزرع في وقت البذار ... فما تراه يحصد إلا الهم والندما

طوبى لمن كانت التقوى بضاعته ... في شهره وبحبل الله معتصما

لا تكن كنتيا

يروى أن الإمام الصنعاني عبد الرزاق سأل يوماً معلمه معمر بن راشد الأزدي عن (الكنتي)

فقال معمر: الرجل يكون صالحا ثم يتحول رجل سوء.

قال أبو عمرو: يقال للرجل إذا شاخ (كنتي) كأنه نسب إلى قوله: كنت في شبابي كذا. قال:

فأصبحت كنتيا وأصبحت عاجنا ... وشر خصال المرء كنت وعاجن

عجن الرجل إذا قام معتمداً على الأرض من الكبر.

وقد صح عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه كان يستعيذ بالله من (الحور بعد الكون) في دعاء سفره

وقد فسره الإمام الترمذي بـ (إنما هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الطاعة إلى المعصية، إنما يعني الرجوع من شيء إلى شيء من الشر).

قال ابن الأثير: يعني: أعوذ بك من النقص بعد الوجود والثبات

قال أبو عمر بن عبد البر (يعني رجع عما كان عليه من الخير

كن ربانيا ... ولا تكن رمضانيا

فقد قيل لأحد الصالحين أيهما أفضل: رجب أم شعبان؟ فقال: كن ربانيا ولا تكن شعبانيا!!

اثبت و تصطبر ورب نفسك وألزمها الصواب. املك زمام المبادرة.

رب رمضان رب الشهور كلها

لا نقول: كونوا كما كنتم في رمضان من الاجتهاد والحرص على الخيرات،

فالنفس لا تطيق ذلك، ورمضان له فضائل وخصائص

و لكنا نقول:

لا للانقطاع عن الأعمال الصالحة،

(*) باع قوم من السلف جارية، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها ..

فسألتهم .. فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان.

فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان!، لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان، رودني إليهم.

كان الحسن يقول: عجبت لأقوام أمروا بالزاد، ونودي فيهم بالرحيل، وجلس أولهم على آخرهم و يلعبون!!

وكان يقول: يا ابن آدم، السكين تشحذ، والتنور يسجر، والكبش يعتلف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير