تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان أبو بكر بن عياش يقول: لو سقط من أحدكم درهمٌ لظل يومه يقول: إنا لله .. ذهب درهمي، وهو يذهب عمره

ولا يقول: ذهب عمري،

كان لله أقوام يبادرون الأوقات، ويحفظون الساعات، ويلازمونها بالطاعات.

وقال ثابت البُناني: ما تركت في المسجد سادنة إلا وختمت القرآن عندها.

وقيل لعمرو بن هاني: لا نري لسانك يفتر من الذكر فكم تسبح كل يوم؟

قال: مائة ألف، إلا ما تخُطى الأصابع.

وصام منصور بن المعتمر أربعين سنة، وقام ليلها وكان الليل كله يبكي، فتقول له أمه: يا بني، قتلت قتيلاً؟ فيقول:أنا أعلمُ بما صنعتُ بنفسي.

قال الجماني: لما حضرت أبو بكر بن عياش الوفاة بكت أخته، فقال: لا تبك، وأشار إلى زواية في البيت، إنه قد ختم أخوك في هذا الزواية ثمانية عشر ألف ختمة.

كان بعض السلف يقول: صم الدنيا واجعل فطرك الموت،

الدنيا كلها شهر صيام المتقين يصومون فيه عن الشهوات المحرمات، فإذا جاءهم الموت فقد انقضى شهر صيامهم واستهلوا عيد فطرهم.

وقَد صُمتُ عَن لذاتِ دَهرِي كُلَّه ... ويَومَ لِقاكُم ذَاكَ فِطرُ صِيامِي.

من صام اليوم عن شهواته أفطر عليها بعد مماته، ومن تعجل ما حُرَّمَ عليه قبل وفاته؛ عوقب بحرمانه في لآخرة وفواته،

قال الله تعالى: {أَذهَبتُم طَيّبَاتِكُم فِى حَيَاتِكُمُ الدُّّّنياَ وَاستَمتَعتُم بِهَا}

يقول كعب: (من صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا خرج رمضان عصى ربه فصيامه عليهمردود، وباب التوفيق في وجهه مسدود).

ترحَّلَ الشَّهرُ –وا لهفاهُ – وانصَرَمَا ... واختُصَّ بالفوزِ في الجنَّاتِ من خَدَمَا

وأصبحَ الغَافِلُ المسكينُ منكسراً ... مثلي! فيَا وَيحَهُ يا عُظمَ مَا حُرِمَا!

من فاتَهُ الزَّرعُ في وقتِ البذارِ فَمَا ... تراهُ يحصُدُ إلاَّ الهمَّ والنَّدَمَا

طُوبى لِمَن كانتِ التَّقوى بضاعتَه ... في شهرِهِ وبحبلِ اللهِ مُعتَصِمَا

لا للانقطاع

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ). متفق عليه

تقول عائشة رضي الله تعالى عنها. كان عمله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ديمة]

لما سئل بشر الحافي - رحمه الله - عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخرمضان تركوا قال: (بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان).

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون , فأن الله لا يمل حتى تملوا , وإن أحب الأعمال إلى الله مادام وإن قل" [رواه البخاري ومسلم]

وليس في سياط التأديب للنفس أجود من سوط عزم , وإلا وَنَت وأَبَت ,لأن فساد الأمر في التردد.

والنفس من أعجب الأشياء مجاهدة

لأن أقواماً أطلقوها فيما تحب , فأوقعتهم فيما كرهوا.

وآخرين بالغوا في خلافها حتى منعوها حقها , وإنما الحازم من تَعلمَ منه نفسُه الجد وحفظ الأصول ,

فإذا ما أفسح لها في مباحٍ ,لم تتجاسر أن تتعداه ,لأن تفقد النفس حياة , وإغفالها لون من ألوان القتل صبراً.

والنفس كالطفل إن تهمله شب على ... حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم.

فلنحرص ولو على القليل من صيام النفل، ولنداوم ولو على القليل من القيام، ولنقرأ كل يوم ولو القليل من القرآن،

ولنتصدق ولو بالقليل من المال والطعام، وهكذا في سائر الأعمال، ولنحيي بيوتنا ولنشجع أولادنا وأزواجنا.

* قال عبدالله بن عمرو بن العاص رصي الله عنهما: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا عبد الله ,لا تكن مثل فلان , كان يقوم الليل فترك قيم الليل " [متفق عليه].

ومن أراد أن يرى التلطف بالنفس , فليداوم النظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم

وليستمع إلى قوله:" إن هذا الدين متين , فأوغلوا فيه برفق فإن المنبت لا أرضاً قطع ولاظهراً أبقى " [رواه أحمد]

وعند البخاري في صحيحه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الدين يسر , ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه".

وقفة محاسبة قبل الرحيل

العاقل اللبيب من جعل رمضان مدرسة لبقية الشهور بالاستمرار والمداومة على الطاعات والواجبات، ولو كانت قليلة؛ فقليل دائم خير من كثير منقطع.

العبادات فرضت فى الإسلام ليس للأداء بل لحكمة وهو تحقيق التقوى

ومن اعظم ثمار الصيام، تربية القلوب على مراقبة الله وتعويدها على الخوف والحياء منه.

ويقول القسطلاني -رحمه الله- معدداً ثمرات الصوم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير