[يحتاج مشورتكم يا أهل الملتقى!]
ـ[حاج]ــــــــ[02 - 11 - 07, 06:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول صاحبي وهو يشكو همه لا من باب السخط إنما من باب الحصول على إرشاد ونصيحة:
منذ سنوات (4 - 5) وهو يقرع أبواب الرزق ولا تفتح له لم يجد إلا وظيفة بسيطة جدا (مدرس قرآن) وكلكم ييعرف زهادة مكافأته
أضف لذلك أنه طرق أبواب كثير من الأسر ليستعف فلم يجد بابا مفتحا
وهو مع هذا كله:
يكثر الضراعة واللجأ في الأسحار وعند الإفطار
يبادر للصدقة كلما توفر معه شيء
من شهور وهو ملازم للاستغفار (ألف مرة لا أدري هل يعتبر ملازمة أو قليل)
يحرص مؤخرا على الصلة والبر
ويسألكم
هل فاته شيء من أبواب الخير أن يطرقه لعل الله الكريم أن يجعله سببا لرزقهولا تنسوه من صالح دعائكموجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - 11 - 07, 10:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم حاج وفقني الله وإياك
أولاً: أسأل الله الكريم العليم الحكيم أن يرزق صاحبنا ويغنيه غنى يقوم فيه بحق الله ويكف به وجهه عن الناس ويجعل حاجته وخلته بيده سبحانه لا بيد خلقه.
ثانياً: يجب على المسلم أن يؤمن بقضاء الله وقدره وأن ما يصيبه إنما هو بقدر الله عز وجل وأن ذلك مكتوب عليه وهو في ذلك ينبغي له الصبر حال الضراء والشكر حال السراء، وأن يحتسب الجر عند الله فكل ذلك من البلاء الذي يؤجر عليه المؤمن ويرفع درجته عند الله او يكفر به من ذنوبه، ولينظر المرء في حال الخلق ممن هم دونه في الحال ممن حرموا بعض النعم في دينهم او أبدانهم أو عقولهم.
ثالثاً: ينبغي أن يعلم المسلم أن حال العسر أحيانا لم ينج منها أنبياء الله وهم أفضل الخلق وقد خرج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما في ليلة وهم أفضل من يمشي على الأرض تلك الساعة وأقربهم إلى الله خرجوا من بيوتهم ما أخرجهم إلا الجوع كما ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: خرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال: " ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ " قالا الجوع يا رسول الله قال: " وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوموا " فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلما رأته المرأة قالت مرحبا وأهلا فقال لها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أين فلان؟ " قالت ذهب يستعذب لنا من الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصاحبيه ثم قال الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني قال فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال كلوا من هذه وأخذ المدية فقال له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إياك والحلوب " فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأبي بكر وعمر: " والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم ".
وكذا كان أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد روى البخاري في صحيحه عن محمد قال: كنا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخط فقال بخ بخ أبو هريرة يتمخط في الكتان لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى حجرة عائشة مغشيا علي فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون ما بي إلا الجوع.
وهكذا حال المؤمن يتقلب بين الرخاء والشدة والعسر واليسر ليقوم بحق الله من العبادة لكل حال من الصبر والشكر.
رابعاً: يجب على المؤمن التحمل والصبر وأن لا يستعجل الإجابة فالله عز وجل حكيم عليم فربما يؤخر الإجابة لخير أراده بالعبد من كثرة الطاعة والدعاء أو عمران قلبه بالإيمان والتقوى حتى لا ينتكس بعد الغنى فربما يكون دعاؤه واستغفاره لغرض دنيوي فيريد الله به خير الدنيا والآخرة كرماً منه وفضلاً، وربما يعلم الله عز وجل أن الغنى لا يصلح لهذا المرء لأنه يفسد دينه وآخرته.
خامساً: ينبغي للمرء أن يفعل أسباب الرزق ومنها:
1 - تقوى الله عز وجل والبعد عن المعاصي ظاهرها وباطنها.
2 - والدعاء والالتجاء إلى الله لا سيما أوقات الإجابة.
3 - وكثرة الاستغفار.
4 - وكثرة ذكر الله.
5 - والصدقة عند القدرة.
6 - والإحسان إلى الخلق وحب الخير لهم وسلامة الصدر للمؤمنين.
7 - وصلة الرحم.
8 - والتوكل على الله بالقلب والجوارح بأن يسعى لطلب الرزق فيفعل الأسباب المادية الجالبة للرزق مع الاستعانة به سبحانه على تيسير أموره وإصلاح شأنه.
9 - وشكر الله عز وجل على نعمه المتوالية التي تنزل عليه ليلاً ونهاراً في دينه وبدنه وأهله.
¥