وقد وجدتها فنقلتها لكم .... لما فيها من فائدة ....
---
يقول الشيخ الدكتور / محمد العريفي وفقه الله:
أذكر أني دعيت في ليلة من ليالي شهر رمضان قبل سنتين إلى لقاء مباشر في إحدى القنوات الفضائية ..
كان اللقاء حول أحوال العبادة في رمضان ..
وكان انعقاد اللقاء في مكة المكرمة في غرفة بأحد الفنادق مطلة على الحرم ..
كنا نتحدث عن رمضان .. والمشاهدون يرون من خلال النافذة التي خلفنا المعتمرين والطائفين .... خلفنا على الهواء مباشرة ..
كان المنظر مهيباً ..
والكلام مؤثراً ..
حتى إن مقدم البرنامج رق قلبه وبكى أثناء الحلقة.
كان الجو إيمانياً ..
ما أفسده علينا إلا أحد المصورين!! .....
كان يمسك كاميرا التصوير بيد .. واليد الثانية فيها سيجارة ..
وكأنه يريد أن لا تضيع عليه لحظة من ليال رمضان إلا وقد أشبع رئتيه سيجاراً!! ...
أزعجني هذا كثيراً .. ... وخنقني وصاحبي الدخان ..
لكن لم يكن بدٌ من الصبر ..... فاللقاء مباشر .. وما حيلة المضطر إلا ركوبها!!
مضت ساعة كاملة ..... وانتهى اللقاء بسلام ..
أقبل إليّ المصور - والسيجارة في يده!! ... - شاكراً مثنياً ..
فشددت على يده وقلت:
وأنت أيضاً أشكرك على مشاركتك في تصوير البرامج الدينية .... ولي إليك كلمة لعلك تقبلها ..
قال: تفضل .. تفضل ..
قلت: الدخان والسجا ... ..
فقاطعني: لا تنصحني ..... والله ما فيه فائدة يا شيخ ..
قلت: طيب اسمع مني ....
أنت تعلم أن السجاير حرام وأن الله يقول .....
فقاطعني مرة أخرى وقال: يا شيخ لا تضيع وقتك ..... أنا مضى لي أكثر من أربعين سنة وأنا أدخن .....
الدخان يجري في عروقي ..... ما فيه فااااائدة ..... كان غيرك أشطر!!
قلت: يعني ما فيه فائدة؟!!.
فأحرج مني وقال: ادع لي .. ادع لي ..
فأمسكتُ يده .... وقلت: تعال معي ..
قلت: تعال ننظر إلى الكعبة ....
فوقفنا عند النافذة المطلة على الحرم ..... فإذا كل شبر فيه مليء بالناس .....
ما بين راكع وساجد .. ومعتمر وباكِ .....
كان المنظر فعلاً مؤثراً ....
قلت: هل ترى هؤلاء؟.
قال: نعم ..
قلت: جاؤوا من كل مكان ..... بيض وسود .. عرب وأعاجم .. أغنياء وفقراء .....
كلهم يدعون الله أن يتقبل منهم ويغفر لهم ..
قال: صحيح .. صحيح ..
قلت أفلا تتمنى أن يعطيك الله ما يعطيهم؟.
قال: بلى ..
قلت: ارفع يديك .. وسأدعو لك .. أمّن على دعائي. (قل آمين).
رفعت يدي ....
وقلت: اللهم اغفر له .. قال: آمين ..
قلت: اللهم ارفع درجته، واجمعه مع أحبابه في الجنة .. قال: آمين:
قلت: اللهم اجعله يتقلب في أنهار الجنة .... قال: آمين.
قلت: اللهم ارزقه من الحور العين .... قال: آمين.
ولا زلت أدعو .... حتى رقّ قلبه .... وبكى ..... وأخذ يردد: آمين .. آمين .. آمين.
فلما أردت أن أختم الدعاء ..
قلت: اللهم إن ترك التدخين فاستجب هذا الدعاء .... وإن لم يتركه فاحرمه منه ..
فانفجر الرجل باكياً .. وغطى وجهه بيديه وخرج من الغرفة ..
مضت عدة شهور .. ... فدعيت إلى مقر تلك القناة للقاء مباشر ....
فلما دخلت المبنى فإذا برجل بدين يقبل عليَّ ثم .... يسلم علي بحرارة .. ويقبل رأسي .. وينحني على يدي ليقبلها .. وهو متأثر جداً ..
فقلت له: شكر الله لطفك .. وأدبك .. وأقدر لك محبتك .. لكن اسمح لي فأنا لم أعرفك؟! ..
فقال: هل تذكر المصور الذي نصحته قبل سنتين ليترك التدخين؟!
قلت: نعم ..
قال: أنا هو .. والله يا شيخ إني لم أضع سيجارة في فمي منذ تلك اللحظة ..
---
جزى الله الشيخ محمد العريفي خير الجزاء .... ونفع بجهوده .... وجمعنا وإياه ووالدينا ومن نحب في الفردوس الأعلى.
القصة جميلة في عمومها وأجمل منها حرص الشيخ على الدعوة والإفادة وحكمته حفظه الله تعالى ورعاه, لكنَّ في بعضها مخالفةً للسنة -وجل من لا يسهو - وهي الجملة الأخيرة من دعاء الشيخ بحرمان الرجل من المغفرة والجنة إن لم يترك التدخين وهذا دعاءٌ عليه بالخزي والإبعاد عن رحمة الله في ساعة ومكان هما مظنة إجابة الدعاء فهبْ أنَّ الرجل ساءت خاتمته ومات على غير ما يرضي الله الا تكون تلك الدعوة وبالاً عليه إن أجيبت؟
ولذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا حدَّ شارب الخمر رضي الله عنه فانصرف قال بعض القوم أخزاك الله , أنكر عليهم صلى الله عليه وسلم وقال: (لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم)
قال ابن حجر: (قوله لا تقولوا هكذا وفي الرواية الأخرى لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم ووجه عونهم الشيطان بذلك أن الشيطان يريد بتزيينه له المعصية أن يحصل له الخزي فإذا دعوا عليه بالخزي فكأنهم قد حصلوا مقصود الشيطان) الفتح12/ 67
ولا يرِدُ على عدم جواز سب العاصي المعيّن والدعاء عليه بالإبعاد عن رحمة الله , ما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعن شارب الخمر والممتنعة عن فراش زوجها والنامصة وغيرهم من أصناف العصاة لأن لعن المعين والدعاء عليه من اعظم أسباب الصد عن سبيل الله لوسوسة الشيطان له كردة فعل على الداعي عليه بأن يتمادى ويزيد في غيه سيما إذا كان مُستَغضَباً بل قد يكفر بالله إن كان شديد الحنق والحمق ولذلك فإن ما جاء في السنة كان لعنا ودعاءاً على أوصاف لا على أشخاص والفرق بينهما واضحٌ إذا الأول تنفير ومدخل للشيطان على العاصي أن يزيد ويتمادى بخلاف ما إذا كان الدعاء على وصفٍ معين فان فيه زجرا وردعا عن الاتصاف بالفعل ودعوةً للملازم له على الإقلاع عنه ..
¥