تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قراءة في كتاب «استمتع بحياتك» بقلم د. محمد العريفي

قراءة في كتاب «استمتع بحياتك» د. محمد العريفي: نحن نتعامل مع القلوب لا الأبدان أصبح ظاهراً للعيان وما لا يدع مجالاً للشك، أن المدنية الحديثة وصراعات القوى والهيمنة الدولية الأخيرة يتطلب امتلاك الشعوب القوية لمقدرات الشعوب الضعيفة، بغرض سياسة التحكم عن بعد، وذلك بأسلحة غير تقليدية، فظهرت الفكرة والكلمة كوسيلة بديلة بدلاً من الصاروخ والطيارة فالمبارزة والارتجال والمقاتلة في ساحات القتال اختفت وظهر بديلاً عنها الانترنت والتكنولوجيا الالكترونية المتطورة.

والقلم باعتباره أحد وسائل الفكر والتي باتت بمثابة أسلحة فتاكة تغزو وتهزم جحافل جيوشها أساطين الجهل والظلام، فتبدد بنورها ضلالات الخرافة، وتهدم ببريق أسنتها أوكار البدعة والانحراف، وشاءت مشيئة الله وارادته أن يهب لهذه الأمة من أبنائها مفكرين ومصلحين، قادرين بفضل جهودهم على تجديد الدماء في عروق أفكارها، وبعث واحياء الأمل المنشود في خيرية هذه الأمة وأفضليتها بين الأمم تحقيقاً لقوله عز وجل (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةي أُخْرًجَتْ لًلنَّاسً).

يكتشفون ببصيرتهم لنقاط القوة فينموها، ويعالجون الضعف فيها، ليسير ركب قافلة الأمة بسلام، راسمين منارات وعلامات على طريق النجاح والتميز

ويأتي الشيخ الدكتور محمد العريفي واحداً من هؤلاء المجددين، سن قلمه وسخر فكره وعقليته الفذة ليزود بهما عن حمى وعرى أمته الاسلامية، همه كهم من سبقه من سلف الأمة ومصلحيها والناظر في كتابه والذي بين أيدينا الآن ونقدم له عرضاً موجزاً (استمتع بحياتك) يلاحظ أنه قد خرج في حلة جديدة بهية، كخلاصة أفكار معاشة وتجارب ممارسة، لحياة عاشها مؤلف الكتاب، سمعها من أشخاص وأناس محيطين به قد جادت قريحته في ربط القصص المعبرة بالعناوين المتصدرة للصفحات في شيء عجيب فلا تجد تنافراً بالمرة ما بين العناوين وما حوته الصفحات، بل جاء التوليف بينهم في توليفة عجيبة تشد القارئ وتأخذ بتلابيبه في عالم من الأحداث المتصارعة والمتشابكة، بطريقة قصصية مشوقة اقتداء بأقوال السابقين من أصحاب التأليف الخالدة من توظيف القصة والحكاية المنتزعة من صلب الواقع، واستحضار العبرة والعظة دفعاً للسآمة والملل، لأن النفوس تمل كما تمل الأبدان وتكل تماماً، مادام ذلك يوظف بطريقة فريدة وبحرفية مبتكرة تخدم المؤلف كما فعل الدكتور العريفي في مؤلفه.

فقد ذكرت لبعض القصص والمواقف المعبرة، ما تقر به عين الراغب، باذلا وسط سطور كتابه النصح والارشاد، وكانت ألفاظه متوافقة لما حوته، فكانت ألفاظه تأنق الخاطر في تذهيبها، ومعانيه عني الفهم بالنطق بها، بكلام تنفس السحر عن نسيمه وتبسم الدر عن نظمه، فكان نثره سحر البيان ونظمه قطع الجمان، قد حوى كثيراً من البلاغات في الشعر والخبر، والفصل والفقر مما حسن نظمه ولفظه ومعناه، واستدل بفحواه على مغزاه، فهو نهاية في البيان وغاية في البرهان، مقتضباً في كل صفحات مؤلفه لأثر من الآثار أو حديث نبوي شريف أو متضمناً لآية قرآنية، أو قصة واردة من قصص وأخبار الصالحين من سلف الأمة، ومضاهاتها بموقف حياتي معاش من واقع أحداثه وشخصياته التي نوه عليها أو تعرض بالتفنيد لها في ثوب اصلاحي تربوي تقويمي تخرج من ورائه بفائدة " الحل والاصلاح والعلاج الاجتماعي، ولكن في ثوب شرعي" وهذا ليس جديداً أو مبتدعاً عند واحد مثل العريفي فهو فريد دهره، وقريع عصره، نسيج وحده، فانه له مصنفات كثيرة في العلم والأدب تشهد له بأعلى الرتب، قد حوى كتابه الحكم، وقد رشحه بمحاسن الفقر، ونتائج فكره من لفظ شهي أعطته القلوب فصل المقادة، ومعنى سني جاد صوب الاصابة والاجادة.

لله دره ما أحلى شعره وأنقى نظمه، فهو أحداث ومواقف عاشها المؤلف جمعت بين العبرة والحكمة والدعابة الخفيفة والتي قد من وآراءها عرض الموضوع أو المشكلة واقتراض الحلول والعلاجات الشرعية والاجتماعية بأسلوب الناصح الأمين.

الموضوعات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير