تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أبو فهر، وسيد قطب، والإبراهيمي، والباني .. وآخرون في ذاكرة ووجدان عصام العطار]

ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 06:09 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه التقنيات الحديثة، من حاسوب، وشابكة، وأقمار صناعية وغيرها من كبرى نعم الله علينا .. التي تستأهل -لمن أحسن الاستعمال، وسدد وقارب- الحمد الكثير الجزيل؛ (وإن كنَّا اليد السفلى في كل هذه الأبواب .. وليس في اليد العليا -هنا- من خير!!)

فقد قرَّبت البعداءَ، وجمعت إخوة لم يستصبح أحدهم بوجه أحدهم؛ جمعتهم على الحب في الله، وعلى التناصح، والتواصي بالحق، وطلب العلم. قرَّبت البعداء، ويسَّرت لنا سبل التقرّب من علماء، وشخصيات، كنا نقرأ لهم، أو عنهم .. فـ"نراهم بعين الخيال" يكتبون أو يقرؤون أو يخطبون، فنشتاق، ونرجو ... ثم يكبح الخيالَ، والشوقَ، والأمنيَّةَ .. واقعٌ يحول بين المرء وما يريد؛ فإذا بنا نسمع أصواتهم وخطبهم ودروسهم ومواعظهم .. ثم إذا بنا نرى صورهم .. ونرى كيف يخطبون، وكيف يتحدثون، وقسمات وجوههم حين يمازحون، ودمعات أعينهم حين يتذكَّرون .. فالحمد لله الذي أمتعنا بهذه النعم، والله يوفقنا إلى حسن استخدامها (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) ...

ومن هؤلاء -الذين تربَّينا على حبهم- وقراءة كل ما يكتبون من شعر ونثر، والاستماع إلى ما "يهرَّب" من تسجيلات خطبهم! الأستاذ الكبير، أبو أيمن عصام العطار حفظه الله تعالى، ومدَّ في عمره هاديا مهديا ..

نشأنا على حبه: داعيةً من كبار دعاة الإسلام، وخطيبا من أعظم الخطباء، ومجاهدا صابرا محتسبا، وشاعرا مجيدا، وكاتبا بليغا، ومحللا بارعا، وصهرا لعلي الطنطاوي -حبنا الأدبي الأوّل! - .. رحمه الله تعالى

قرأت له -وأنا صغير- كتابه الرائع: "التلميذ الناشئ، والشيخ الحكيم"، وما كان تطاله يد أخوالي -يومها- من أعداد مجلة "الرائد" التي كان الشيخ يصدرها من "آخن" بألمانيا -منفاه، ومحياه منذ ثلاثين سنة أو يزيد؛ ومدفن زوجه الحصان الرزان بنان علي الطنطاوي (أم أيمن) رحمها الله، ورحم أباها، وتقبلها عنده في الشهداء-.

وحفظت -قديما- له ما كان يصلنا من شعره، منشورا في الرائد، أو مطبوعا على حِدَتِه في ديوان، أو ملقىً في تسجيلاته بصوته الجهوري، وأدائه المؤثّر ...

فهل يذكر أحد قصيدته الرائعة المطوَّلة (المقلَّدة): "ثورة الحق" التي مطلعها:

يا شام يا شام يا أرض المحبينا - - هان الوفاء وما هان الوفا فينا

ومنها:

يا شام قد عظُمت قدرا مطالبنا - - يا شام قد بعدت شأوا مرامينا

نمضي مع الله لا ندري أتدنينا - - أقدارنا منكِ أم تأبى فتقصينا

نمضي مع الله لا تدري جوارينا - - متى وأين ترى نلقي مراسينا

نمضي مع الله قدما لا تعوّقنا - - عن المضيِّ -وإن جلَّت- مآسينا

نمضي مع الله والإسلام يهدينا - - الله يمسٍكنا والله يزجينا

نمضي مع الله والجلَّى تنادينا - - راضين راضين ما يختار راضينا ..

منَّ الله عليَّ فرأيت هذا الشيخ (وسبحان الله، ما أشبهه خلقة بشيخه وصهره علي الطنطاوي رحمه الله) أواسط هذا العام الميلادي اللافظِ أنفاسَه الأخيرة، في برنامج أذاعته قناة الجزيرة "لقاء اليوم" وتمنيتُ يومَها لو يطول هذا البرنامج ويطول، لكن مدة البرنامج كانت قصيرة، وأسئلة المحاوِر الفاضل، كانت محصورة في جانب واحد ..

وشاء الله أن ينعمَ عليَّ بإجابة أمنيّتي، فبدأت قناة الحوار في عرض سلسلة مذكرات الأستاذ الكبير عصام العطار (برنامج مراجعات)؛ وقد انقضت أمس الحلقة الثالثة منه ..

- أما في الحلقة الأولى، فقد تكلم الأستاذ عن عائلته الشامية العريقة النسب في التقى والعلم (آل العطار)؛ وعن نشأته العلمية، والفكرية ..

- وأما في الحلقة الثانية، فشرع الأستاذ الفاضل يتحدث عن اتصاله بالعمل الإسلامي، وبدء علاقته مع الشيخ الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله، وغيره .. وأشار إلى علاقته بالشيخ ناصر الألباني رحمه الله تعالى، وعن صداقتهما التي عمَّرت أزيد من نصف قرن، حتى توفى الله الشيخ ناصر إليه .. كما نبَّه سريعا إلى علاقته مع الشيخ ابن باز -رحمه الله- وحب أحدهما لأخيه (وقد كتب عنه في الرائد مقالا جميلا مؤثرا، يوم مات الشيخ رحمه الله)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير