تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

http://alattar.ifrance.com/images/divider.gif

وقد بلغت محبّة علي الطنطاوي لي، وثقته بي، وبلغت أخوتنا وصداقتنا ذروتها العالية عندما اختارني زوجا لابنته "بنان"، وتجاوزت هذه الأخوّةُ والصّداقةُ كل ذروة من الذّرى عندما استشهدت "بنان" الحبيبة في 17/ 03/1981 م في مدينة آخن في ألمانيا، فالتقت منه ومني إلى الأبد جراحٌ بجراح، ودموعٌ بدموع، زذكريات بذكريات، ودعواتٌ بدعوات< O:P>

ولم تندمل قطّ جراح علي الطنطاوي لفقد بنان، ولم تندمل جراحي، ولم يرقأ دمعه ولم يرقأ دمعي، ولم يسكت حزنه، ولم يسكت حزني، إلى أن اختاره الله إلى جواره< O:P>

كتبَ في الحلقة "199" من ذكرياته، بعد سنوات من استشهاد ابنته، بمناسبة يوم عيد: "أنا أكتب هذه الحلقة يوم العيد. ما على ألسنة الناس إلا التهنئات فيها الأمل الحلو، وما في قلبي إلا ذكرياتٌ فيها الألم المرّ .. فأنّى لي الآن، وهذا يومُ عيد، أن أقوم بهذا الذي كنتُ أراه واجباً عليّ؟ كيف أصل إلى القبرين الذين ضمّا أحب اثنين إليّ: أمّي وأبي، وبيني وبينهما ما بين مكّة والشّام، وكيف أصل إلى القبر الثاوي في مدينة آخن في ألمانيا، في مقبرة لا أعرف اسمها ولا مكانها؟ ما كان يخطر في بالي يوماً أن يكزن في قائمة من أزور أجداثَهم بنتي، ويا ليتني استطعتُ أن أفديَها بنفسي، وأن أكون أنا المقتولَ دونها، وهل في الدّنيا أبٌ لا يفتدي بنفسه بنته؟ إذن لمتُّ مرّة واحدة ثم لم أذق بعدها الموت أبداً، بينما أنا أموت الآن كل يوم مرّة أو مرّتين، أموت كلّما خطرَتْ ذكراها على قلبي"< O:P>

وفي أيّامه الأخيرة، وهو في غرفة العناية المركّزة بين الحضور والغياب، كان يُحِسّ مَن يحفّون بسريره من بناته وأصهاره وخُلَّصِ إخوانه، أنه يفتقد بينهم شخصا لا يراه، ويرمز إليهم رمزا واضحاً إلى بنان، ولا يُسعِفُه اللسان، وارتفعت يدُه لتعانق حفيده "أيمن" ابن بنته الشهيدة، وقد حضر إليه من ألمانيا، عندما رآه، ثمّ سقطت اليد الواهنة على السرير، وافترّت شفتاه عن ابتسامة حزينة سعيدةٍ حلوةٍ، امتزج فيها الحزن والسرور والشكوى، ونطقت عيناه وأسارير وجهه بما لا يوصف من الحنان والشكر والأسى، مما لا يعبّر عنه – كما قالوا – قلمٌ ولا لغةٌ ولا كلام< O:P>

http://alattar.ifrance.com/images/divider.gif

لعلّك يا قارئي الكريم تكون الآن، وقد مررتَ بهذه السطور، قد لمحتَ خلالها لمحةً خاطفةً شيئاً من علي الطنطاوي الخطيب، والكاتب الأديب، والمعلّم الفريد، والصديق الوفي، والولد البارّ، والأب النّادر بين الآباء< O:P>

رحمه الله رحمةً واسعةً، وجزاه عنّا أحسن الجزاء، فهيهات أن يجود بأمثاله الزمان

< O:P>

ـ[عبد الله الشمالي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 07:07 م]ـ

بارك الله فيك أخي الحبيب-مالك الطيبي - حوار ممتع وحافل بالفوائد والدرر. جزاكم الله خيرا.

ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 07:09 م]ـ

نعم هو كذلك .. فاحرص عليه بارك الله بك؛

والظاهر أنهم ينزلون الحوار أولا باول على الموقع المذكور .. فاستغنينا بذلك عن غثاء التلفزة!!

ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 07:13 م]ـ

بارك الله فيك أخي صخر ..

وقد سبق أن نشر هذا المقال على موقعنا هذا:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=707950&postcount=2

ـ[صخر]ــــــــ[04 - 12 - 07, 07:20 م]ـ

مكرر .....

ـ[توبة]ــــــــ[04 - 12 - 07, 09:22 م]ـ

جازاك الله خيرا أخي الكريم،قد أمتعت الأعين بقراءة هذه الدرر.

ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[04 - 12 - 07, 11:30 م]ـ

شيخنا الطيبى

احيانا حينما تعلوا همة احدنا قليلا

او يتيسر له معرفة حكم فقهى كان يجهله

او تفسير آية لم يكن يعرفها ونحو ذلك مما يمن الله به على طالب العلم يأبى الشيطان الا ان ينقض عليه فيصور لمسكين مثلى انه على شىء وربما يقوى هذا التصور ان كان جلساء المرء من العوام فيرونه بحرا فى العلوم فيفتنهم ويفتنوه

ولكن يتغير الحال ان كان فى رحاب اهل العلم ارباب الفصاحة والبيان ممن ألان الله لهم ما استصعب على غيرهم وفتح لهم مااستغلق على آخرين

فى رحاب سير اهل العلم سلفا وخلفا يعود المرء الضعيف الى حجمه ويعرف قدره

جزاك الله خيرا شيخنا الطيبى ماكان احوجنى لقراءة هذا الموضوع والروابط المتفرعة

كالعهد بك حين تذكر الشوامخ ممن مضو ا فكأنك تنبه الغافلين مثلى ليفيقوا من سباتهم فجزاك الله خيرا

ملحوظه

اضم صوتى للاخوة الذين يطالبون بترجمة للجد الكريم رحمه الله ولن نتنازل عن هذا المطلب وانا لمنتظرون

محبكم من الكنانة مولدا واقامة ولكن القلب فى شغل وهيام بكل قطعة ارض فيها محمدى والسلام

ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[05 - 12 - 07, 03:22 ص]ـ

بارك الله فيك هيجت فينا الشوق لهؤلاء الأعلام

ـ[محمد بشري]ــــــــ[05 - 12 - 07, 03:36 م]ـ

كلمات مؤثرة جدا للأستاذ العطار خصوصا عند حديثه عن سيد قطب رحمه الله ورفع قدره، وأحب لكم جميعا سماعها على لسان الشيخ لا مطالعتها مفرغة .........

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير