تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اللص الفقيه! ..... (قصة طريفة).]

ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 12 - 07, 06:41 ص]ـ

قال ابن الجوزي رحمه الله في كتاب الأذكياء:

في ذكر طرف من فطن المتلصلصين

أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أخبرنا عبد الله الحميدي، قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران، قال: أخبرنا أبو الحسين بن دينار، قال: أنبأنا أبو طالب عبيد الله ابن أحمد الأنباري، قال: حدثنا يموت بن المزرع عن المبرد، قال: حدثني أحمد بن المعدل البصري قال:

كنت جالسا عند عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون فجاءه بعض جلسائه فقال أعجوبة.

قال: ما هي؟.

قال: خرجت إلى حائطي بالغابة فلما أن أصحرت وبعدت عن البيوت، بيوت المدينة، تعرض لي رجل فقال: اخلع ثيابك.

فقلت: وما يدعوني إلى خلع ثيابي.

قال: أنا أولى بها منك.

قلت: ومن أين؟.

قال: لأني أخوك؛ وأنا عريان وأنت مكس.

قلت: فالمواساة.

قال: كلا؛ قد لبستها برهة، وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها.

قلت: فتعريني، وتبدي عورتي.

قال: لا بأس بذلك؛ قد روينا عن مالك أنه قال لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا.

قلت: فيلقاني الناس، فيرون عورتي.

قال: لو كان الناس يرونك في هذه الطريق ما عرضت لك فيها.

فقلت: أراك ظريفا؛ فدعني حتى أمضي إلى حائطي وأنزع هذه الثياب فأوجه بها إليك.

قال: كلا؛ أردت أن توجه إلى أربعة من عبيدك فيحملوني إلى السلطان فيحبسني ويمزق جلدي ويطرح في رجلي القيد.

قلت: كلا؛ أحلف لك أيمانا أني أوفي لك بما وعدتك ولا أسوءك.

قال: كلا؛ إنا روينا عن مالك أنه قال لا تلزم الأيمان التي يحلف بها للصوص.

قلت: فأحلف أني لا أحتال في أيماني هذه.

قال: هذه يمين مركبة على أيمان اللصوص.

قلت: فدع المناظرة بيننا؛ فوالله لأوجهن إليك هذه الثياب طيبة بها نفسي.

فأطرق ثم رفع رأسه؛ وقال: تدري فيم فكرت؟.

قلت: لا.

قال: تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا فلم أجد لصا أخذ نسيئة؛ وأكره أن أبتدع في الإسلام بدعة يكون على وزرها ووزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة .... اخلع ثيابك.

قال: فخلعتها فدفعتها إليه فأخذها وانصرف.

ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[07 - 12 - 07, 01:36 ص]ـ

ما أحسن اختارك, أضحك الله سِنَّك

ما أسرع بديهته؟؟:: تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا فلم أجد لصا أخذ نسيئة؛ وأكره أن أبتدع في الإسلام بدعة يكون على وزرها ووزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة .... اخلع ثيابك

ـ[لامين المغاربي]ــــــــ[07 - 12 - 07, 02:30 ص]ـ

أضحك الله سنّك

ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[07 - 12 - 07, 02:32 ص]ـ

احدى ابداعاتك ياشيخنا

وواضح انه سريع البديهه حاضر الرد مستحضر الدليل فياليتنا مثله (فى الفقه طبعا) ابتسامه

ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[07 - 12 - 07, 04:08 ص]ـ

هذا لص من أهل الرأي (ابتسامة).

ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[07 - 12 - 07, 04:20 ص]ـ

بل جمع بين "الرأي" و "الرواية"

فكأنه تلمذ لـ"الأسديين"؟؟! (ابتسامة) بارك الله فيكم فقد أمتعتم

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 12 - 07, 04:44 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أبا محمد

وموضوع الأخ هشام الهاشمي مفيد في هذا الباب، فقد جمع كثيرا من قصصهم

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90174&highlight=%C7%E1%E1%D5%E6%D5

ولعل هذه القصة التي سقتها هي أصل هذه القصة التي ساقها السبكي، وهي أول مشاركة في موضوع الأخ هشام الهاشمي، وقد أخذتها من مشاركته ثم راجعتها على الأصل، وضبطت نصها ورتبتها ثم علقت عليها تعليقات يسيرة في أحد المنتديات ثم وضعتها في الملتقى بعد ذلك للاستفادة من توجيه المشايخ حول التعليقات

قَالَ القَاضِي: يا هذا؛ قد أعيتني مضاءةُ جنانكَ، وذرابةُ لسانكَ، وأخذُكَ علي الحُججَ من كلِّ وجهٍ، وأتيتَ بألفاظٍ كأنهَا لسعُ العقارِبِ، أقمْ هَا هُنا حتى أمضيَ إلى البستَانِ، وأتَوَارى بالجُدرانِ، وأنزِعَ ثيابي هذهِ، وأدفعَهَا إلى صبيٍّ غيرِ بالغٍ، تنتفعَ بها أنتَ، ولا أُنْهَتَكَ أَنَا، ولا تَجري على الصَّبِيِّ حُكومةٌ، لِصِغَرِ سِنِّهِ، وضَعْفِ مُنَّتِهِ.

قَالَ اللِّصُّ: يا إنسانُ؛ قد أطلتَ المناظَرَةَ، وأكثرتَ المحاورَةَ، ونحنُ على طريقٍ ذي غَرَرٍ، ومكانٍ صعبٍ وعِرٍ، وهذِهِ المُرَاوَغَةُ لا تُنْتِجُ لكَ نفعًا، وأنتَ لا تستطيعُ لما أَرُوْمُهُ منكَ دفعًا، ومع هذا؛ أفتزعمُ أنكَ من أهلِ العلمِ والروايَةِ، والفهمِ والدرايَةِ، ثُمَّ تَبْتَدِعُ!

وقد رويَ عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ ((الشَّرِيْعَةُ شَرِيْعَتِي وَالسُّنَّةُ سُنَّتِي فَمَنِ ابْتَدَعَ فِيْ شَرِيْعَتِي وَسُنَّتِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ)) (5)

قَالَ القَاضِي: يا رجلُ، ومَا هذا منَ البِدَعِ؟!

قَالَ اللِّصُّ: اللصوصيةُ بنسيئةٍ بدعَةٌ (6)، انزعْ ثيابكَ، فقد أوسعتَ من ساعةٍ مِحَالَكَ، ولم أشدُدْ عقالكَ، حياءً من حسنِ عبارتِكَ، وفقهِ بلاغتِكَ، وتقلُّبِكَ في المناظَرَةِ، وصبرِكَ تحتَ المُخَاطَرَةِ.

فَنَزَع القَاضِي ثِيَابَهُ، ودَفَعَهَا إِلَيْهِ، وَأَبْقَى السَّرَاوِيْلَ.

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110763

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير