[فى وصف الجنة ونعيمها]
ـ[محمد العفاسى]ــــــــ[09 - 12 - 07, 05:16 م]ـ
فلله ما في حشوها من مسرة % وأصناف لذات بها يتنعم
ولله برد العيش بين خيامها % وروضاتها والثغر في الروض يبسم
ولله واديها الذي هو موعد المزيد لوفد الحب لو كنت منهم
بذيالك الوادي يهيم صبابة % محب يري أن الصبابة مغنم
ولله أفراح المحبين عندما % يخاطبهم من فوقهم ويسلم
ولله أبصار ترى الله جهرة % فلا الضيم يغشاها ولا هي تسأم
فيا نظرة أهدت إلى الوجه نضرة % أمن بعدها يسلو المحب المتيم
ولله كم من خيرة إن تبسمت % أضاء لها نور من الفجر أعظم
فيا لذة الأبصار إن هي أقبلت % ويا لذة الأسماع حين تكلم
ويا خجلة الغصن الرطيب إذا انثنت % ويا خجلة الفجرين حين تبسم
فإن كنت ذا قلب عليل بحبها % فلم يبق إلا وصلها لك مرهم
ولا سيما في لثمها عند ضمها % وقد صار منها تحت جيدك معصم
تراه إذا أبدت له حسن وجهها % يلذ به قبل الوصال وينعم
تفكه منها العين عند إجتلائها % فواكه شتى طلعها ليس يعدم
عناقيد من كرم وتفاح جنة % ورمان أغصان به القلب مغرم
وللورد ما قد ألبسته خدودها % وللخمر ما قد ضمه الريق والفم
تقسم منها الحسن في جمع واحد % فيا عجبا من واحد يتقسم
لها فرق شتى من الحسن أجمعت % بجملتها إن السلو محرم
تذكر بالرحمن بمن هو ناظر % فينطق بالتسبيح لا يتلعثم
إذا قابلت جيش الهموم بوجهها % تولي على أعقابه الجيش يهزم
فيا خاطب الحسناء إن كنت % راغبا فهذا زمان المهر فهو المقدم
ولما جرى ماء الشاب بغصنها % تيقن حقا انه ليس يهرم
وكن مبغضا للخائنات لحبها % فتحظى بها من دونهن وتنعم
وكن أيما ممن سواها فإنها % لمثلك في جنات عدن تأيم
وصم يومك الأدنى لعلك في غد % تفوز بعيد الفطر والناس صوم
وأقدم ولا تقنع بعيش منغص % فما فاز باللذات من ليس يقدم