تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الهلال فسيتمكن عندئذ من معرفة ما شاهده هذا الشاهد، أما إن كان من يتلقى الشهادة غير ملم بأساسيات رؤية الهلال فعندها تكمن المشكلة و تقع الأخطاء! فنجد في السنة الشريفة وتطبيق الصحابة الكرام رضي الله عنهم دليل واضح قطعي كتثبت القاضي إياس بن معاوية ورد شهادة أحدهما وهو الصحابي الجليل أنس بن مالك عندما رأى شكل هلال بسبب الشعرة المنحنية أمام عينه.

عودة لهلال شهر ذي الحجة، فعلى الرغم من غروب القمر قبل الشمس يوم الأحد أعلن مجلس القضاء الأعلى في السعودية رؤية الهلال، وإننا نتساءل كيف تقبل هذه الشهادات على الرغم من وجود الأدلة القطعية التي تؤكد خطأ هذه الشهادات؟ لماذا يتم تجاهل العلم بهذه الطريقة؟ هل يحاول المسؤولون إخبارنا أنهم غير واثقين بدقة الحسابات الفلكية؟ ونستغرب هنا أشد الاستغراب لا لتشكيكهم بالحسابات الفلكية بل لعدم اهتمامهم بالتأكد منها، فالتأكد منها لا يحتاج لجهد ولا حتى لوقت، بل يحتاج لرغبة بذلك وحسب! فها نحن نتحدى أن تخالف مواعيد غروب القمر المواعيد المحسوبة مسبقا، فقد قال جل وعلى "الشمس والقمر بحسبان" فإن كنا لا نرى أحيانا غروب القمر في أول وآخر يومين من الشهر فقد تبقى 25 يوما تقريبا بإمكان أي مشكك أن يراقب بعينه المجردة كيف سيغيب القمر في نفس الدقيقة المحسوبة مسبقا، إننا على أتم استعداد لتقديم مواعيد غروب القمر لأي منطقة في العالم حتى يتأكد المشككون! يأسفنا ويعيبنا أن نناقش هذه المسألة في القرن الواحد والعشرين في العصر الذي استخدم فيه الغرب الحسابات الفلكية فوصلوا إلى المريخ والزهرة التي نراها من الأرض فيظنها البعض الهلال! هذه هي مواعيد غروب القمر في مكة المكرمة لخمسة أيام قادمة فليراقبوا وليتأكدوا من خطأ بداية شهر ذي الحجة: الأربعاء 12 ديسمبر 2007م (20:03)، الخميس (21:00)، الجمعة (21:57)، السبت (22:52)، الأحد (23:4 Cool، ومما هو أسوأ من ذلك هو ادعاء البعض أن الحسابات الفلكية دقيقة دائما باستثناء الفترة القريبة من تولد الهلال، وعلى قدر فداحة هذا الطرح فهو أسهل للدحض، فمواعيد كسوف الشمس محسوبة لأجزاء من الثانية و قد قمنا فعلا عام 1999م بتوقيت الكسوف أمام جموع من الحاضرين وشاهد الحاضرون كيف غادر قرص القمر الشمس في نفس الثانية المحسوبة مسبقا، فحساب موقع القمر لحظة الاقتران مشهود بدقتها بأدلة شاهدها القاصي والداني! في الحقيقة لقد كانت دقة الحسابات الفلكية في العهد البابلي قبل آلاف السنين أكثر دقة من مقدار الخطأ الذي ينسبه البعض للحسابات في عصرنا الحالي.

ومن الجدير بالذكر أن رؤية الهلال يوم الإثنين (دع عنك الأحد) في منطقتنا كانت بغاية الصعوبة أو غير ممكنة، ففي الهند لم يتمكن أحد من فرق الرصد من رؤية الهلال، وهذا مطابق للحسابات الفلكية المسبقة، وكذلك لم تتمكن فرق التحري الرسمية في باكستان من رؤية الهلال، وفي إيران لم يتمكن الراصدون المزودون بالمناظير الفلكية من رؤية الهلال حتى من قمم الجبال! وفي سلطنة عمان تمت محاولة تحري الهلال باستخدام مراقب فلكية محوسبة بقطر 10 بوصة و14 بوصة، وكذلك لم يتمكن الراصدون من رؤية الهلال، وفي المملكة المغربية التي تتحري هلال كل شهر هجري من أكثر من 200 موقع وتشارك القوات المسلحة بعملية التحري لم تستطع أي من فرق الرصد رؤية الهلال! وفي الأردن حاول راصدون رؤية الهلال باستخدام مرقب بقطر 10" ولم ير الهلال، وفي الجزائر حاول الراصدون رؤيته باستخدام المناظير ولم ير الهلال أيضا، وفي مصر لم يتمكن الراصدون من رؤية الهلال بالعين المجردة! ولم يتمكن الراصدون من رؤية الهلال في السعودية حتى باستخدام المرقب، وكذلك لم ير الهلال من الكويت حتى باستخدام المناظير! لاحظ أننا نتحدث عن يوم الإثنين وليس الأحد! فإن كان الشهود العدول قد شاهدوا الهلال بالعين المجردة يوم الأحد فهذا يعني أن الهلال يوم الإثنين هو ابن ليلتين أي أنه كبير وواضح جدا يراه حتى ضعيف البصر، فلماذا يا ترى لم يره المتخصصون من قمم الجبال من مختلف مناطق العالم يوم الإثنين! هل يعقل أن يجعل الله سبحانه وتعالى علامة بدء الشهر عبارة عن علامة معقدة وصعبة لا تتيسر إلا للندرة! ولا تتيسر إلا في منطقة واحدة في العالم دوما! هذا يتنافى مع حكمة الله عز وجل بجعل علامة بدء الشهر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير