تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلياس) فقد صاموا يوما من شوال و9 ساعات و25 دقيقة متعمدين وتلك مخالفة لسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وعصيان له وإن أفطروا فقد صاموا رمضان 28 يوما فقط متعمدين لعلمهم السابق بالحساب اليقيني. ولو كان الشهر متوسطا أي 29 يوما و12 ساعة و 55 دقيقة فسوف يفوتهم من رمضان 40 ساعة عامدين متعمدين ويولد هلال شوال في الساعة الثانية و55 دقيقة بعد الظهر ويكونون قد دخلوا في اليوم الثامن والعشرين من صيامهم فإن صاموا اليوم الذي بعده فهو أول يوم من شوال وهذه كالمخالفة الأولى. كما أن من اشترط للرؤية البصرية 24 ساعة أو أكثر فقد وقع في نفس الخلل والاضطراب وقد يفوته من رمضان 48 ساعة متعمدا وقد يصوم يومين من شوال متعمدا وبذلك سوف يؤدي الحساب الفلكي إلى فرق في الصيام بين المسلمين قد يتجاوز يومين. ومن اشترط للرؤية البصرية 10 ساعات أو أقل سوف يقع في نفس الاضطراب أيضا.

ونستطيع أن نطبق ما سبق على الفريق الذي يوجب الصيام متى ولد الهلال قبل الغروب ولو بثوان معدودة. فلو ولد الهلال في مدينة ما بعد الغروب بدقيقة واحدة وكان الغروب في تلك المدينة الساعة 6 مساء وبهذا فلن يصوم الناس يومهم التالي وسوف يفوتهم من رمضان 24 ساعة إلا دقيقة واحدة عامدين متعمدين ولو فرضنا شهر رمضان من الأشهر القمرية القصيرة فسيفوتهم 23.9833 ساعة من رمضان وسوف يصومون 702.5833 - 23.9833=678.6 ساعة وهذا يعني أن تلك البلاد سوف تصوم 28 يوما و 6.6 ساعة من ليلة 29. كما أن هلال شوال سوف يولد في ليلة 29 من ولادة هلال رمضان فلكيا وذلك في الساعة 12 و34 دقيقة بعد منتصف الليل ويكون الناس في تلك الليلة التي يولد فيها هلال شوال الساعة 12 و34 دقيقة قد صاموا 28 يوما و 12 ساعة و35 دقيقة من الليل ومما هو معلوم فلكيا أن ذلك اليوم من شوال فإن صام الناس ذلك اليوم فقد صاموا يوما من شوال عامدين متعمدين وتلك مخالفة لسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وعصيان له وإن أفطروا فقد صاموا رمضان 28 يوما فقط عامدين متعمدين لعلمهم السابق بالحساب اليقيني.

ومن اضطراب الحساب الفلكي ايضا لدى أصحاب الفريقين الثالث والرابع, أنهم ربما أدخلوا يومين أو أكثر من شهر شعبان في رمضان ويومين أو أكثر من رمضان في شوال. فلو أننا سرنا على نظام إلياس وولد الهلال الساعة الثانية بعد الفجر فسوف يفوت الناس 40 ساعة من شهر رمضان ثم إن هلال شوال متى كان الشهر قصيرا سوف يولد في الساعة الثامنة و35 دقيقة صباحا أي قبل المغرب ب 9 ساعات و25 دقيقة تقريبا وهذا يخالف شرط إلياس ويكون الناس في ذلك اليوم الذي يولد فيه هلال شوال الساعة الثامنة و35 دقيقة قد دخلوا في اليوم ال 28 من صومهم ومما هو معلوم فلكيا أن اليوم الذي بعده يكون من شوال. ولو أنه غم عليهم في ليلة الثلاثين, فليس أمامهم إلا أن يسيروا مع النص "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن أغبي عليكم فأكملوا عِدَّةَ شعبان ثلاثين" أو يخالفوه. فإن ساروا مع النص وأكملوا عدة شعبان ثلاثين سوف يصومون في اليوم الرابع من رمضان ويكون قد فاتهم من رمضان 3 أيام (57 ساعة و25 دقيقة) وإن خالفوا النص فسوف يكون شعبان 28 يوما (على راي إلياس) ويكملونه بيوم من رمضان إضافة إلى مخالفة النص النبوي الكريم. ولن يقتصر الأمر على ذلك إن غم عليهم ليلة الثلاثين من رمضان فربما أدخلوا أربعة ايام من رمضان في شوال. كما أن الأمر لا يختلف كثيرا عند الفريق الرابع طال الشهر أو قصر.

واقول إن الذي يريد أن يرفع الحرج عن الأمة المسلمة بالحساب الفلكي كلفها بما لايطاق وذلك أنه يوجب على كل مسلم في البلاد المسلمة وغير المسلمة أن يكون معه جهاز قياس الإحداثيات ( GPS) حتى يعرف إحداثياته على الكرة الأرضية ويوجب عليه أيضا أن يعلم متى يولد الهلال في مدينته بل في بيته. بل يوجب على كل شاهد أن يحمل هذا الجهاز معه حتى تقبل شهادته أو ترد.

وها نحن أثبتنا أن الحساب الفلكي لا يمكن أن يكون وسيلة تؤدي إلى المقصد الشرعي بطريقة أوفى وأكمل من الرؤية البصرية أو التلسكوبية وذلك لاضطراب هذه الوسيلة اضطرابا شديدا لا يمكنها من منافسة الوسيلة الظنية (الرؤية) وعندي أن الظني غير المضطرب مقدم على اليقيني المضطرب ذلك أن الظني مغتفر خطاؤه واليقيني غير مغتفر. وبعد هذا كله يجوز لنا أن نقول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير