تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما أن تعليل النصوص الشرعية بهذه الطريقة يجيز لمن يريد من أهل الهوى أن يجعل من بعضها خاصا بفترة النبوة دون غيرها ليهدم ما أراد من أصول الدين وفروعه. ولن يعدم صاحب الهوى قرينة يتأولها للوصول إلى ما يريد وهذا يفتح المجال لكل متلاعب وعابث يريد أن يعبث في هذا الدين والذي يقول بتعليل النصوص بهذه الطريقة كأنه ينفي شمول هذا الدين وصلاحه لكل زمان ومكان.

كيف نحسن الرؤية؟

من خلال دراسة قام بها الدكتور الفاضل أيمن كردي, أستاذ الفلك في جامعة الملك سعود, قارن فيها بين الرؤية البصرية والحساب الفلكي بين عام 1400هـ وعام 1422هـ وجد أنه:

1. تطابقت الرؤية مع الحساب 14 مرة من حيث وجود الهلال.

2. تطابقت الرؤية مع الحساب 24 مرة من حيث عدم وجود الهلال.

3. لم تتطابق الرؤية مع الحساب 18 مرة حيث تم التبليع بالرؤية مع عدم ولادة الهلال فلكيا.

4. لم تتطابق الرؤية مع الحساب مرتين حيث ولد الهلال فلكيا ولم يتم التبليغ.

وخلصت الدراسة إلى أن نسبة التطابق بين الحساب الفلكي والرؤية هي 67%.

ومن خلال دراسة الدكتور أيمن كردي أرى أن التطابق بين الرؤية والحساب الفلكي كبير متى قسناه بما سخرناه وقدمناه للرؤية البصرية.

والذي أراه أنه يمكننا زيادة نسبة التطابق بين الرؤية والحساب إلى نسبة قد تصل إلى التطابق التام بينهما ومن أجل تحقيق ذلك أقترح:

1. إنشاء معهد يشرف عليه مجلس القضاء الأعلى أو إحدى جامعات المملكة لتعليم الرؤية البصرية على أصول علمية غير قابلة للجدل ولا يقبل في هذا المعهد إلا من يوثق في ديانته وعقله وبصره. ذلك أن المحتسبين الثقات في طريقهم إلى الانقراض ولا يمكن التعويل على محتسبين قد يبلغون عن الرؤية وقد لا يبلغون.

2. تكوين فريق من الأساتذة المختصين في الفلك من أجل عمل دراسة ميدانية تمسح المملكة بحثا عن أفضل المواقع لرصد الأهلة.

3. إنشاء عدد كبير من المراصد في الأماكن التي يحددها الفريق يعمل فيها خريجوا المعهد الفلكي.

أظن أننا متى قمنا بذلك سوف تقترب الرؤية من اليقين وسوف نضمن بإذن الله أن صيامنا وفطرنا في غاية التثبت والدقة ذلك أنه كلما ازداد عدد الراصدين كلما قل الخطاء وسوف نضمن بعد ذلك عدم التزوير والكذب في الرؤية من أجل مصلحة دنيوية كما يقول الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله.

وأتمنى أن تقوم البلاد المسلمة جميعها بعمل هذا حتى نصل إلى وحدة في صيامنا وفطرنا.

وكما بينا من قبل أن السبب في تمسك القائلين بالحساب هو دقته العالية في حساب الاقتران, فمتى ما قمنا بما اقترحته سوف نصل بإذن الله إلى درجة عالية من الدقة والضبط للرؤية يرتضيها القائلون بالحساب وبذلك نبتعد عن الحساب الفلكي واضطرابه الكبير والله ولي التوفيق.


1. الشيخ يوسف القرضاوي, "الحساب الفلكي وإثبات أوائل الشهور",
http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/2004/10/article01b.shtml
2. الشيخ مصطفى الزرقا, " لماذا الاختلاف حول الحساب الفلكي؟ ",
http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/2004/10/article01a.shtml3
الدكتور محمد بخيت المالكي "ملاحظات على أسباب الاختلاف بين الرؤية الشرعية والحساب الفلكي لهلال الشهر الإسلامي" مجلة السنة, العدد 101, رمضان 1421هـ.

ـ[أبو محمد الفرحي]ــــــــ[21 - 12 - 07, 02:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أبو إبراهيم الجنوبي جزاك الله خيرا على هذا النقل
في اعتقادي أن الحوار حول هذا الموضوع لا يجد طريقه الصحيح ففي كل مرة ينجر الحوار إلى الحساب الفلكي وهل يستعاض به عن الرؤية الشرعية أم لا.
المشكل المطروح هو ما يلي:
أصبح من المعروف أن السعودية تستهل قبل البلدان الإسلامية التي تعتمد الرؤية الشرعية في الشرق والغرب مثل باكستان والهند وإيران والمغرب. فقد أصبح مألوفا عندنا في المغرب أن تصوم ليبيا أولا ثم السعودية ومن يتبِعها ثم المغرب وهذا العام رأينا أن السعودية انضافت إلى ليبيا وتوافقت معها في رمضان وفي ذي الحجة ومعلوم أن ليبيا تعتمد معيارا فلكيا لا علاقة له بالرؤية الشرعية وهو الاقتران قبل الفجر وهو معيار استباقي يؤدي إلى استباق الشهر الشرعي بيوم أو يومين والمعطيات العلمية والواقع يؤكدان هذه الحقيقة.
وفي رأيي هناك سبب رئيسي وراء هذا الأمر وهو اعتماد تقويم أم القرى في الأشهر التي لا تترتب فيها عبادة وتقويم أم القرى يعتمد معيارا فلكيا استباقيا من الدرجة الثانية (الدرجة الأولى حازتها ليبيا) وهو اعتماد غروب القمر بعد غروب الشمس ولو بوقت وجيز. وعند حضور شهر رمضان أو شهر ذي الحجة يدعى الناس العامة منهم والخاصة إلى مراقبة الهلال في اليوم الـ29 حسب التقويم الفلكي والذي هو في الحقيقة اليوم الـ28 لو اعتبرنا التقويم الشرعي (كما هو الحال في المغرب الذي يعتمد الرؤية الشرعية سائر العام) ويشهد أناس قليلون برؤية الهلال (وهو أمر متوقع وله أسبابه) ويتم إثبات شهاداتهم رغم أنف الواقع ويُشهر سيف السنة في وجوه المعترضين ولو اتُبعت السنة حقيقة لعصمتنا من ترائي الهلال قبل الموعد ولما فتح المجال لشهادات معزولة أخذت أكثر من حجمها بسبب الاتصالات المتاحة في هذا الزمن. ولو اتُبعت السنة حقيقة لعادت الأمور إلى نصابها ولعادت الرؤية عامة يتواطأ فيها الناس عالمهم وأميهم.
فلو أن هذه العقلية الاستباقية تغيرت لرجونا أن تتغير الأمور إلى الأفضل والله المستعان

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير