تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خواطر فتى ...]

ـ[صخر]ــــــــ[14 - 12 - 07, 02:43 م]ـ

الحمد لله وحده:

هذه كلمات وخواطر كنت قد قيدتها من مدة أحببت ان اتحفكم بها فماكان من صواب فحق ذاك في عنقي وإن أخطأت فأنتم أهل إعذاري:

ينبغي على كل مؤلف ومشارك في ميدان الدعوة الإسلامية أو البحث العلمي أن يتسم بصفات منها الاخلاص والتواضع بالاضافة إلى أمور لابد منها هي بمثابة شرط الصحة في صفات الباحث بل لا أبالغ إن قلت هي ركن فيه: كالرصانة العلمية والتأصيل المنهجي والتجرد للبرهان الواضح وترك الدعاوي والظنون والاستعلاء على أفة التقليد والتعصب المقيتين إلى غيرها من الامور الواجب توفرها في الباحث والمشتغل في ميدان التأليف العلمي وإلا فلتكسر الاقلام و ليس هذا بعشك يا حمامة فادرجي.

وما سبب هذه الفوضى العارمة في الساحة العلمية وكثرة الدعاوى العريضة إلا بسبب انتفاء هذه الصفات عن العديد ممن تصدروا للتأليف أو حتى التدريس والمشيخة فترى أنصاف المتعلمين من المتسلفة الجدد أتباع كل ناعق يرددون في أسفارهم البالية وتسجيلاتهم المملة حرمة تقليد الاوائل –وهذا حق أريد به باطل- لكن عند المحك والامتحان ترى مايخالف العقل والنقل ,فروا من تقليد الاسلاف فقلدوا الخلف الأجلاف وهذا لعمري دليل على الضحالة والسخف فلكأنهم انتقلوا من زاوية من النار إلى زاوية أخرى فياليت شعري مالفرق بين الامرين؟!!! مالفرق بين حنفي متعصب لابي حنيفة وبين مدع للسلفية متعصب لفلان أو علان ممن في الساحة اليوم وإذا سألته عن الحجة والبرهان في كلامه يقول كلام الشيخ معتبر والنص ليس على ظاهره والمصلحة تقتضي كذا وكذا والقاعدة الفقهية تقول درء المفسدة أولى من جلب المصلحة وغيرها من الجمل التي مللنا سماعها منهم فإذا ألزمته بالحجة والبرهان انبرى كالسهم قائلا من سبقك بهذا ومن سلفك؟ ولم يدر أن سلفه في هذا الاستبغال الفكري-إن صح التعبير-هم الكفار قال الباري جل وعلا:"وإذاقيل لهم اتبعوا ماأنزل الله قالوابل نتبع ماألفينا عليه أبائنا":"قالوا حسبنا ماوجدنا عليه أباءنا":"ماسمعنا بهذا في الملة الاخرة إن هذا إلا اختلاق" ماأشبه اليوم بالبارحة ولكأن التاريخ يعيد نفسه و لكأني بهؤلاء لواتيتهم بالبرهان والحجة الساطعة القاطعة يقولون لن نومن لك حتى تنزل علينا من السماء كتابا نقرؤه سبحان الله أصلوا قواعد أوحى بها إليهم الشيطان:"وإن الشياطين ليوحون إلى أولياءهم ليجادلوكم" ثم انطلقوا من خلالها يصنفون الناس بين الظن واليقين وكل من خالف المنهج فليس بسلفي ومن نصح الحاكم فهو قطبي وجعلوا المخلوقين حجة في كل شيء حتى في المعتقد فالحق ماجاء به فلان من العلماء وماسواه فلغو غير معدود والجرح والتعديل بيد بعض من أعراب البادية لا تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا وصار بائع العصير يتكلم في الرجال فيقول فلان ليس بشيء وفلان أسد السنة وفلان لايساوي بعرة.

الله المستعان لكأني بيحيى ين معين وابن المديني قد خرجوا من قبورهم وصاروا بين الاحياء.

يسبحون بحمد المنهج أناء الليل وأطراف النهار وردهم اليومي فلان خالف المنهج ولئن سئلته السبب رد عليك:السلفية هي التصفية والتربية فصدقوا في الاولى وكذبوا في الثانية

فلكم صفوا من مشائخ الصحوة المباركة إما بالتقرب إلى الاسياد بالتبيلغ عن الخوارج –فالخوارج كلاب أهل النار-والحاكم ظل الله في ارضه وخليفته على عباده والخروج عليه أكبر بدعة على وجه الارض

ولكم صفوا من إخوانهم ممن وافقوهم في المشرب لكن خالفوهم في التطبيق فترى الولاء والبراء يعقد على الشيوخ والله لو كانوا في زمن الاولين ما صلح لهم إلا أن يكونوا تلاميذ عند خادم طويلب علم.

سبحان الله من لايتقن قراءة كتاب الله وإذا تكلم أوجع الاذان وأذى الارواح قبل الابدان يقال فيه إمام؟؟ والله إن الحال يبكي والواقع يدمي

ترى الواحد منهم لا يعرف كيف يغسل مقعدته يتكلم في أمور يجمع لها عمر اهل بدر لعظمها وهولها لكن اقول صدق القاضي عبد الوهاب المالكي إذ يقول:

متى يصل العطاش إلى ارتواء****إذا استقت البحار من الركايا

ومن يثني الاًصاغر عن مراد****وقد جلس الأكابر في الزوايا

وإن ترفع الوضعاء يوما ****على الرفعاء من إحدى الرزايا

إذا استوت الأسافل والأعالي****فقد طابت منادمة المنايا

ومع المحبة والسلام ...

"صخر المصمودي"

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير