وهذا هو أصل المسألة .. فتوكل على الحي الذي لا يموت وأطلب منه التوبة وهنا تنتهي مشكلة العودة بعد التوبة للذنب وهو القائل في القرآن: ( .. فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ .. ) الروم 29
والبعض يستهين بالدعاء ويراه شيئا هينا بل وينسى أن الدعاء في الأصل عبادة فالدعاء يكون لحاجة الإنسان لله .. فكيف لا يدعو أحد الله؟؟ أهناك من لا يحتاج لله؟؟
وفي الحديث الذي رواه البخاري في الأدب المفرد و صححه العلامة الألباني في صحيح ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال) من لم يسأل الله يغضب عليه)
وفي الحديث الذي حسنه الشيخ الألباني من حديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدعاء ينفع ممانزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء)
وقد يقول البعض مالنا ندعو وندعو ولا نجد أي إجابة .. فنرد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم, ما لم يستعجل. قيل: يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت, فلم أر يستجاب لي, فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء)
وينبغي لمن يدعو أن يكون حاضر القلب منكسر بين يدي الله مستقبلا للقبلة متطهرا متحريا لأوقات الإجابة فذلك أدعى لأن يجاب دعاؤه
ثانيا: عزل النفس عن مواطن المعصية:
حاول أخي الكريم وأختي الكريمة أن تباعدوا عن المعصية وكل ما يقربكم منها .. أشخاص .. أماكن .. وخصوصا أصدقاء السوأ فهم أكبر الوسائل المعينة للشيطان على إرجاعك لحياة الغي
وقال صلى الله عليه وسلم:" وأمّا جليس السوء كنافخ الكير إمّا أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحا خبيثة" أخرجه البخاري (5534) كتب الذبائح والصيد، ومسلم (2628) كتاب البر والصلة
وقال على بن أبي طالب رضي الله عنه: " لا تصحب الفاجر فإنه يزيّن لك فعله ويود لو أنك مثله"
وقد يأتي لك الشيطان ويقول: (يعني لما تبقى وحش تبقى مع صاحبك ولما تبقى كويس تسيب صاحبك لوحده هي دي الصداقة؟ طيب خليك معاه وساعده)
نقول: وكيف وأنت يا عبد الله لم تتب بعد ولم تثبت قدمك في أرض الإيمان .. كيف وأنت كنت منذ أيام قلائل ذلك العاصي الذي يتنقل بين أنواع المعاصي المختلفة
إننا حين نقر بأن الله يغفر للتائب ويتوب عليه فهذا لا يتعارض مع كون المعاصي ما زالت لها جذور داخلة متغلغلة تحتاج لأن تعزل حتى لا تجد من يسقيها بماء التزيين فتنبت مرة أخرى.
فليس من المعقول أن من عصى الله في سنين ثم يتوب الله عليه سينسى وستنمحي آثار الذنوب من قلبه ومن داخله بل لها رواسب يجب أن يجهد الإنسان نفسه في إزالتها وهذا ما سيأتي معنا في الحلقات القادمة.
وعلى هذا فالبعد البعد عن مواطن المعصية وأصحابها حتى يحصل لك الطهارة كاملة وتنمحي آثار الذنوب كلها .. وحينها تأتي إلى هؤلاء الذين فارقتهم لا رفيقا في المعصية ولكن {وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً} الأحزاب46
والحرص على الصحبة الصالحة ورفقاء الخير فهم الذين تدوم مودتهم إلى يوم القيامة وصدق الله القائل في كتابه:
{الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} الزخرف67
ثالثا: علاج النفس بالصوم:
الصوم من أكبر الوسائل المعينة على الصبر وهو يحفظ الإنسان من نيران الشهوة وواقي للقلب من كثير من سموم الهوى فحاول أن تلزم الصوم بصفة دورية: الثلاث أيام البيض من كل شهر عربي (13/ 14/15) فإن أردت الزيادة فالاثنين والخميس من كل أسبوع .. فإن أردت الزيادة فصم يومأ وأفطر يوما وهذا خير الصيام.
رابعا:تذكر الموت:
ونريد أن يتغير أيضا فكرنا في موضوع التذكير فليس التذكير بعبارات لا تكاد تجاوز الحناجر (كلنا هنموت .. كله فاني ولا دايم إلا وجه الله) بل نريد ذكر للموت بالقلب.
¥