تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السري بن سهل قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: الناس ثلاثة: رجل شغله معاده عن معاشه، ورجل شغله معاشه عن معاده ورجل مشتغل بهما جميعاً، فالأولى درجة الفائزين، والثانية درجة الهالكين، والثالثة درجة المخاطرين.

الحسن بن علويه قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من ربه العفو.

عبد الله بن صالح قال: قال يحيى بن معاذ: الزاهدون غرباء الدنيا والعارفون غرباء الآخرة.

محمد بن الحسين بن المعلى البلخي قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: يا بن آدم طلبت الدنيا طلب من لا بد له منها، وطلبت الآخرة طلب من لا حاجة له إليها، والدنيا قد كفيتها وإن لم تطلبها، والآخرة بالطلب منك تنالها فاعقل شأنك.

عبد الله بن سهل الرازي قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: مفاوز الدنيا تقطع بالأقدام، ومفاوز الآخرة تقطع بالقلوب - وسمعته يقول: يا ابن آدم لا يزال دينك متمزقاً ما دام قلبك بحب الدنيا متعلقاً.

وسمعته يقول: وقيل له من أي شيء دوام غمك? قال: من شيء واحد قيل: ما هو? قال: خلقني ولا أدري لم خلقني.

وسمعته يقول: لا يفلح من شممت منه رائحة الرياسة.

وسمعته يقول: من سعادة المرء أن يكون خصمه فهماً وخصمي لا فهم له. قيل له: ومن خصمك? قال: نفسي تبيع الجنة بما فيها من النعيم المقيم بشهوة ساعة.

وسمعته يقول: للتائب فخر لا يعادله فخر، فرح الله بتوبته.

أبو العباس بن حكمويه الرازي قال: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: لا تستبطئ الإجابة إذا دعوت وقد سددت طرقاتها بالذنوب.

وسمعته يقول: إلهي إن كانت ذنوبي عظمت في جنب نهيك فإنها قد صغرت في جنب عفوك

وسمعته يقول: لو سمع الخلق صوت النياحة على الدنيا في الغيب من ألسنة الفناء لتساقطت القلوب منهم حزناً، ولو رأت العقول بعيون الإيمان نزهة الجنة لذابت النفوس شوقاً، ولو أدركت القلوب كنه المحبة لخالقها لانخلعت مفاصلها ولهاً، ولطارت الأرواح إليه من أبدانها دهشاً، سبحان من أغفل الخليقة عن كنه هذه الأشياء، وألهاهم بالوصف عن حقائق هذه الأنباء.

الحسن بن علي قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: الليل طويل فلا تقصره بمنامك، والنهار نقي فلا تدنسه بآثامك.

عبد الله بن سهل قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: حفت الجنة بالمكاره وأنت تكرهها، وحفت النار بالشهوات وأنت تطلبها، فما أنت إلا كالمريض الشديد الداء، إن صبر نفسه على مضض الدواء اكتسب بالصبر عافية وإن جزعت نفسه مما يلقى طالت به علة الضنا.

عبد الله بن محمد بن وهب قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: ألا إن العاقل المصيب من عمل ثلاثاً: ترك الدنيا قبل أن تتركه، وبنى قبره قبل أن يدخله، وأرضى ربه قبل أن يلقاه.

وسمعته يقول: الدنيا خراب، وأخرب منها قلب من يعمرها، والآخرة دار عمران، وأعمر منها قلب من يطلبها.

وسمعته يقول: أخوك من عرفك العيوب، وصديقك من حذرك من الذنوب.

وسمعته يقول: عجبت ممن يحزن على نقصان ماله كيف لا يحزن على نقصان عمره.

وسمعته يقول: على قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر حبك لله يحبك الخلق، وعلى قدر شغلك بالله يشتغل الخلق بأمرك.

محمد بن محمود السمرقندي قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: إن قال لي يوم القيامة: عبدي، ما غرك بي? قلت: إلهي برك بي.

وسمعته يقول، وسئل: أرنا عارفاً قال: وأين أنتم فأريكم? عجباً لقوم عموا عن العرفاء يطلبون الخلفاء.

وسمعته يقول: استسلم القوم عندما فهموا.

وسمعته يقول: من قوة اليقين ترك ما يرى لما لا يرى.

وسمعته يقول: أيها المريدون إن اضطررتم إلى طلب الدنيا فاطلبوها ولا تحبوها، وأشغلوا بها أبدانكم وعلقوا بغيرها قلوبكم، فإنها دار ممر وليست بدار مقر، الزاد منها والمقيل في غيرها.

وسمعته يقول: رضي الله عن قوم فغفر لهم السيئات، وغضب على قوم فلم يقبل منهم الحسنات.

وسمعته يقول: يا ابن آدم، ما لك تأسف على مفقود لا يرده عليك الفوت? وما لك تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت? وسمعته يقول: التوحيد في كلمة واحدة، ما تصور في الأوهام فهو بخلافه.

وسمعته يقول: طاعة لا حاجة بي إليها لا تمنعني مغفرة لا غناء بي عنها.

وسمعته يقول: هو ألقاهم في الذنب يوم سمى نفسه العفو الغفور.

وسمعته يقول: ذنب أفتقر به إليه أحب إلي من عمل أدل به عليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير