وسمعته يقول: إلهي كيف لا أرجوك تغفر لي ذنباً رجاؤك ألقاني فيه? وسمعته يقول: إن الحكيم يشبع من ثمار فيه.
وسمعته يقول: كيف أحب نفسي وقد عصتك? وكيف لا أحبها وقد عرفتك? وسمعته يقول: إن وضع علينا عدله لم تبق لنا حسنة، وإن أتى فضله لم تبق لنا سيئة.
وسمعته يقول: إن غفرت فخير راحم، وإن عذبت فغير ظالم.
وسمعته يقول: إلهي ضيعت بالذنب نفسي، فارددها بالعفو علي.
وسمعته يقول: إلهي ارحمني لقدرتك علي أو لحاجتي إليك.
وسمعته يقول: مسكين من علمه حجيجه ولسانه، وفهمه القاطع لعذره.
وسمعته يقول: ذنوب مزدحمة على عاقبة مبهمة. ثم قال: إلهي سلامة إن لم تكن كرامة.
وسمعته يقول: وسئل ما العبادة? فقال: حرفة حانوتها الخلوة وربحها الجنة.
وسمعته يقول: ما من رباني في الطريق ينعمه، وأشار لي في الورود إلى كرمه معرفتي بك دليلي عليك، وحبي لك شفيعي إليك.
وسمعته يقول: ما من أعطانا خير ما في خزائنه الإيمان به قبل السؤال، لا تمنعنا عفوك مع السؤال.
وسمعته يقول: إلهي إن إبليس لك عدو وهو لنا عدو، وإنك لا تغيظه بشيء هو أنكأ له من عفوك، فاعف عنا يا أرحم الراحمين.
وسمعته يقول: يا من يغضب على من لا يسأله، لا تمنع من قد سألك.
وسمعته يقول: لا تقع للمؤمن سيئة إلا وهو خائف أن يؤخذ بها، والخوف حسنة فيرجو أن يعفى عنها والرجاء حسنة.
وسمعته يقول: إلهي لا تنس لي دلالتي عليك وإشارتي بالربوبية إليك، رفعت إليك يداً بالذنوب مغلولة، وعيناً بالرجاء مكحولة، فاقبلني لأنك ملك لطيف، وارحمني لأني عبد ضعيف.
وسمعته يقول: هذا سروري بك خائفاً، فكيف سروري بك آمناً? هذا سروري بك في المجالس فكيف سروري بك في تلك المجالس، هذا سروري بك في دار الفناء فكيف يكون سروري بك في دار البقاء?
عبد الله بن سهل قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: من أحب زينة الدنيا والآخرة فلينظر في العلم ومن أحب أن يعرف الزهد فلينظر في الحكمة، ومن أحب أن يعرف مكارم الأخلاق فلينظر في فنون الآداب، ومن أحب أن يستوثق من أسباب المعاش فليستكثر من الإخوان، ومن أحب أن لا يؤذي فلا يؤذين، ومن أحب رفعة الدنيا والآخرة فعليه بالتقوى.
وسمعته يقول: من خان الله عز وجل في السر هتك سره في العلانية.
أبو محمد الإسكاف قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: لست آمركم بترك الدنيا، آمركم بترك الذنوب - ترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة، وأنتم إلى إقامة الفريضة أحوج منكم إلى الحسنات والفضائل.
الحسن بن علويه يقول: سمعت يحبى بن معاذ يقول: لا تكن ممن يفضحه يوم موته ميراثه، ويم حشره ميزانه.
الحسن بن علويه قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: الدنيا خمر الشيطان، من سكر منها لا يفيق إلا في عسكر الموتى نادماً بين الخاسرين.
محمد بن محمود السمرقندي قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول، وقال له بعض الملحدين: أخبرني عن الله ما هو? قال: إله واحد. قال كيف هو? قال: ملك قادر. قال: أين هو? قال: بالمرصاد. قال ليس عن هذا سألتك. قال يحيى: فذاك إذاً صفة المخلوقين، وأما صفة الخالق فما أخبرتك به.
سمع يحيى بن معاذ من إسحاق بن إبراهيم الرازي ومكي بن إبراهيم البلخي وعلي بن محمد الطنافسي، وتوفي بنيسابور سنة ثمان وخمسين ومائتين والسلام.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[21 - 12 - 07, 03:41 م]ـ
//// الله أكبـ ــــر ////
أي قلب نطق: (بهذه الحكم).
فعلا أنت محق أخي الفاضل: أحمد عفت.
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[22 - 12 - 07, 01:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد عفت إسماعيل]ــــــــ[22 - 12 - 07, 01:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..... و رزقك الله و إيي مثل هذا القلب ...
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[22 - 12 - 07, 01:47 ص]ـ
أحسن الله إليك،
لكن يحيى ليس من التابعين،
بل هو من تُبَّع أتباع التابعين.
ـ[أحمد عفت إسماعيل]ــــــــ[22 - 12 - 07, 02:32 م]ـ
أحسن الله إلي و إليك ....
لقد نعته بالتابعي إختصارا .... فتقبل مني عذري
ـ[توبة]ــــــــ[22 - 12 - 07, 03:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الانتقاء الطيب، و نفع بما كتبت.
عن أبي عمران قال: سمعت يحيى بن معاذ يدعو: اللهم لا تجعلنا ممن يدعو إليك بالأبدان ويهرب منك بالقلوب، يا أكرم من كل شيء علينا لا تجعلنا أهون الأشياء عليك.
وسمعته يقول: وقيل له من أي شيء دوام غمك? قال: من شيء واحد قيل: ما هو? قال: خلقني ولا أدري لم خلقني. لِلجنّة أم لِلنّار؟
قد سمحت لنفسي ببعض التصرف في العبارتين،لاختلال معناهما الأصلي.