تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفى 14 ديسمبر الحالي، عندما قام الفاتيكان بالإعلان عن تلك " المذكرة التوضيحية حول بعض ملامح التبشير"، فإنه قد تمت مراعاة عدم ذكر أن هذه الوثيقة بمثابة رد واضح صريح لرفض إتهامات موسكو، والاكتفاء بقول: " إن هذه الوثيقة قد تمت صياغتها قبل الإتهامات الحديثة التي أعلنتها الكنيسة الأرثوذكسية "!.

والمعروف أن الكاردينال وليم جوزيف ليفادا، رئيس لجنة توحيد الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما، لم يحضر حفل الإعلان عن هذه المذكرة، وأنه كان قد أعرب رسميا يوم 23 نوفمبر الماضي عن " ضرورة تحسين طريقة تقديم الوثائق العقائدية للكرسي الرسولي، خاصة عندما تكون هذه الوثائق قد تؤدى إلى جرح مشاعر المسيحيين الآخرين "!! وعلى الرغم من عدم موافقته على أسلوب المذكرة، فمن الواضح أن البابا قد مررها اعتماداً على باقي الأعضاء متخطيا رئيس اللجنة وإحتجاجه ..

فالمذكرة تنص على " أن التبشير يتم أيضا فى بلدان يعيش فيها مسيحيون غير كاثوليك، خاصة في البلدان التي لها تراث وثقافات مسيحية قديمة "، إشارة إلى البلدان التى بها أرثوذكس، وأن ذلك " يتطلب إحترام تراثهم وضرورة إيجاد روح التعاون بينهم" .. احترام، لكنه لا يمنع عملية إرتدادهم! لذلك تشير المذكرة بنفس الأسلوب الملتوي، الشبيه بتلك النكتة التى تكشف عن الديمقراطية والحرية في عالم الحيوان، حينما يسأل الأسد ضحيته: " أكلك مسلوق ولا مشوى؟! " .. إذ تنص المذكرة قائلة بوضوح:

" إذا تقدم أحد المسيحيين غير الكاثوليك، لأسباب ترجع إلى ضميره وقناعته بالحقيقة الكاثوليكية، طالبا التحول إلى الكاثوليكية، فلا بد من إحترام رغبته على إنها من عمل الروح القدس!.

كما تشير المذكرة إلى الميزة العقائدية للكنيسة الكاثوليكية، مستشهدة بأحد اقوال البابا بنديكت السادس عشر: " إن التبشير بالمسيحية والإعلان عن الإنجيل هي الخدمة الأولى التي يمكن للمسيحيين أن يقدمونها لكل إنسان وإلى الإنسانية جمعاء، بما أن ذلك مطلوب منهم للتعبير عن حب الله الذي تكشّف كلية فى ابنه، فالفادي الوحيد للعالم هو: يسوع المسيح "!!.

ولم أتناول هذه هذه الجزئية من المذكرة وما تحتويه من عبارات تؤكد أن عملية تبشير وتنصير العالم وفقا لكاثوليكية روما، بناء على قرارات مجمع الفاتيكان الثانى (1965)، هي مسألة محسومة ولا رجعة فيها ولا نقاش، إلا لأوضح للذين ينفونها مندهشين أو لا يتصورون إمكانية حدوثها، أو لا يستعقلونها، فهذا القرار من جانب الفاتيكان هو أمر واقع لا محالة، وغني عن القول الإشارة إلى ما يدور اليوم من عمليات تنصير إستفزازية فى كافة بلدان العالم الإسلامي، وهو ما يضع أمانة الإخوة المسيحيين تجاه البلد محل نظر!. وإذا أخذنا فى الإعتبار بعض العبارات الواردة بهذه المذكرة على سبيل المثال، وغيرها كثير:

" أن التبشير بالإنجيل لا يعنى المطالبة بتغيير الدين وإنما هو واجب كنسي، وإن التعبير عن الإيمان المسيحى والإعلان عن الإنجيل لا يعنى أنه القيام بعملية تبشير غير مشروعة، وإنما هي من صميم حق المسيحية "! وإن "دعوة الشخص بصورة أمينة، مع مراعاة ذكاءه وحريته، لأن يذهب طواعية للقاء المسيح وإنجيله، ليس تدخلاً في غير مكانه فى حقه، وإنما هي خدمة شرعية وجليلة تقَدَم له بحيث تجعل العلاقات بين البشر أكثر ثراء "!!. أو أنه " لا بد من الفهم بوضوح أن الإنضمام كاملا إلى المسيح، الذي هو الحق، والدخول في كنيسته، لا يقلل من الحرية الإنسانية وإنما يرفع من شأنها"! و " أن كل النشاط الكنسي له بُعد تبشيري أساسي ولا يمكن فصله أبداً عن الالتزام بمساعدة كل البشر على لقاء يسوع فى الإيمان " .. وأن المسيحية هي " الحقيقة الوحيدة التى يجب أن تنغرس فى قلوب البشر أو:" إن الإعلان عن المسيح، ابن الله الذي تجسد بشرا، وأنه المنقذ الوحيد، بصراحة وإخلاص تبشيري، دون خشية مخاوف لا أساس لها، إعتمادا على قوة الحق الناجم عن الرب شخصيا سيساند الحقيقة الوحيدة التى يجب أن تنغرس فى قلوب البشر " ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير