تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإضافة إلى ذلك فإن المذكرة توجز عملية التبشير " بأنها واجب لا يمكن للمسيحيين التخلي عنه، وفى نفس الوقت أنها أحد حقوقهم التى لا نقاش فيها، وتعبير عن الحرية الدينية التي لها أبعادها الموازية للقيم الأخلاقية الإجتماعية والسياسية، وأن أية شهادة مسيحية تظل عاجزة ما لم يمكنها الإعلان بوضوح وبلا مواربة عن ربنا يسوع ". أى إن المسيحي الذى لا يشارك فى عملية التبشير، التى فرضها مجمع الفاتيكان الثانى على كافة الأتباع، يعد إيمانه بمسيحيته ناقصا!

ومن ناحية أخرى، إذا أخذنا فى الإعتبار الخطاب الذى سعى الفاتيكان إلى أن يكتبه بعض أعوانه من المسلمين، ووقّع عليه 138 مسلما من جميع أنحاء العالم، سواء ثقة أو حرجا ممن قدمه أو جهلا بكل تلك الخلفيات، لأدركنا فداحة الموقف: فقد إعتبره قادة الفاتيكان أنه يمثل إجماعا من المسلمين!.

وما هو مطلوب من المسلمين بموجب هذا الخطاب المشبوه هو: الإعتراف بأن الإرهاب من الإسلام، وبناء عليه لا بد من حذف آيات الجهاد من القرآن، وأننا نعبد نفس الإله الذى هو بالنسبة للمسيحيين "ربنا يسوع المسيح"، وبناء عليه لا بد من حذف كل الآيات التى تشير إلى الشرك بالله وتدين عملية تأليه المسيح وإختلاق الثالوث، وكلها آيات تعادل ثلث القرآن الكريم تقريبا!!

وما اقوله ليس ادعاءات على من كتبوه، فالخطاب منشور وله موقع على الإنترنت، لكنني أجزم بأنه مكتوب باسلوب غير أمين كمن يقول " لا تقربوا الصلاة " ويقسم بأن ذلك قرآنا، ويسقط باقي نفس الآية القائلة: " وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون "! ويتضمن بصورة ملتوية عملية التمهيد لتنفيذ كل مطالب البابا بنديكت السادس عشر الرامية إلى إقتلاع الإسلام!! مثلما سبق للفاتيكان وتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية، أيام ريجان، بالتعاون مع جورباتشوف لإقتلاع اليسار ولاهوت التحرر ـ وفقا لقرارات مجمع الفاتيكان الثانى التى تم تنفيذها فعلا، فكلنا عاصرنا إقتلاع اليسار ورأينا كيف تغوَّلت وفحشت تلك السياسة التى يتبعها البيت "الأبيض"!

ولقد تعمدت فى هذا المقال إبراز السبب الحقيقى الذى أدى إلى كتابة هذه المذكرة التفسيرية، لحسم موقف الخلاف بين كنيستين مختلفتين، ليرى المهروِلون من المسلمين كيف أن حتى الطوائف المختلفة من نفس العقيدة المسيحية يصعب عليها التخلى عن معتقداتها، فما بالنا نحن، المسلمون، المطلوب منا إقتلاع الإسلام بأيدينا و تواطؤنا، ـ علما بأن الإسلام جاء أساسا لتصويب ماتم فى رسالة التوحيد فى المسيحية من تبديل وتعديل وتحريف وشرك بالله، فكيف نطيح بأدينا بكل ما أنزله الله سبحانه وتعالى إرضاءً للفاتيكان وتواطؤا معه؟! إن النفس لتجذع اشمئزازا وغضبا من مجرد تصور هذا الهوان على بعض المسلمين!.

ولا يسعنى إلا أن أعرض هذه الوثائق والمعلومات على كافة المؤسسات الإسلامية فى جميع أنحاء العالم، وخاصة إلى اولئك الذين يساهمون فى عمليات الحوار المشبوه، المعروف بالحوار بين الأديان، والذي بات الغرض منه معلن بصريح العبارة، فتنصير العالم بات أمرا مفروغ منه فى نظر البابا بنديت السادس عشر!

إتقوا الله، أيها المسلمون، وأفيقوا من ثباتكم للدفاع عن الإسلام.

من موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة/

http://55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=1571&select_page=23

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير