أي شيءٍ نقدم ... المال أم العلم؟
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[29 - 05 - 07, 03:32 م]ـ
الخروج من المال بسخاءٍ وبذل، ليس سهلا على كل أحد، ولا يستطيعه كلُّ إنسان، وكم من إنسان نُشِّط وحُثَ على بذل المال في الخير، فقام وقصد، ثم تراجع وقعد! قال أبو الطيب:
وما كلُّ هاوٍ للجميل بفاعلٍ ... وما كلُّ فَعَّالٍ له بِمُتَمِّمِ
والمال شقيقُ الروح كما يقولون، فبذله -من هذا الوجه- يدخلُ في صبر العلماء على الشدائد، وإنما كان العلماء الذين بيذلونه، رأوه رخيصًا لا يُسامي العلم، ولا يوازي المعرفة وتحصيلها، فجادوا به أسخياء فرحين إذ غنموا العلم وما ذلك لشذوذٍ في أنفسهم، وإنما لغلاء العلم لديهم، ومعزته في قلوبهم، ورَجاحته كلَّ الرجاحة على المال في موازينهم وأمانيهم.
ومن بان له عظم المطلوب، بذل في تحصيله كل مرغوب، وقد أرشد إلى ذلك الإمام ابن هشام النحوي -رحمه الله تعالى- عندما قال:
ومَنْ يَصْطَبِرْ للعِلمِ يَظْفَرْ بنَيْلِهِ ... ومَنْ يَخْطُبِ الحَسناءَ يَصْبِرْ على البَذْلِ
وقبله قال الإمام ابنُ حزمٍ -رحمه الله تعالى-:
مَنْ لم يَرَ العلْمَ أغلى ... من كلِّ شيءٍ يُصابُ
فليس يُفلحُ حتى ... يُحثى عليه الترابُ!
وكان الإمام يحيى بن معين قد خلَّف له أبوه ألف ألف درهمٍ فأنفقها كلها على الحديث، حتى لم يبق له نعلٌ يلبسه!
الحكاية عند الشيخ محمد سليمان -رحمه الله تعالى- في كتاب (من أخلاق العلماء) صـ 153
وفي ترجمة الإمام الفقيه المجتهد محمد بن الحسن الشيباني الكوفي، تلميذ أفمام أبي حنيفة قوله:
" ترك لي أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقتُ خمسة عشر ألفًا على النحو والشعر، وخمسة عشر ألفًا على الحديث والفقه".
"تاريخ بغداد" (2/ 173)
وقال محمد بن سلام -شيخ البخاري-: " أنفقتُ في طلب العلم أربعين ألفًا، وأنفقتُ في نشره أربعين ألفًا".
"سير أعلام النبلاء" (1/ 209)
الكلام نقلته من صفحات (من صبر العلماء) بتصرف.
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[30 - 05 - 07, 01:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
كما هي رخيصة تلك الأموال في سبيل تحصيل علم نافع
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[30 - 05 - 07, 01:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..
وما المال .. في ميراث الأنبياء .. !!