تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف نهجر المعصية نرغب في الطاعة .. ؟ الشيخ الشنقيطي]

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 11:11 ص]ـ

سئل الشيخ محمد المختار الشنقيطي. هذا السؤال:

فضيلة الشيخ: ما هي أفضل الطرق لهجر المعاصي والإقبال بالطاعات في نظركم يا شيخ. وأثابكم الله؟

الجواب:

بسم الله. الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

فهذا سؤال عظيم، من وفقه الله – عز وجل - لأفضل الطرق في هجر معصية الله، وأفضل الطرق لبلوغ مرضاة الله –عز وجل-؛ فقد أنجح وأفلح، وفاز فوزا عظيما، ونسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يجعل لنا ذلك بمنه وكرمه.

أولا: وقبل كل شيء الدعاء أن يدعو العبد ربه أن يصرف قلبه في طاعته، وأن يصرفه إلى محبته ومرضاته، وقد دلت السنة على ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)) فكان في أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وفي جوف الليل في قيام الليل وفي صلاته بالليل؛ كما ثبت في الحديث الصحيح عن أم المؤمنين عائشة ((أنها افتقدت النبي –صلى الله عليه وسلم- في الليل فجالت يدها فوقعت على قدمه ساجدا يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))، أن تسأل الله الذي لا يسأل غيره، وأن تدعو الله –عز وجل- الذي لا يدعى سواه، وأن ترجو الله –سبحانه وتعالى- الذي لا يرجى أحد عداه، أن يثبت قلبك على طاعته، وأن يجعل هذا القلب في محبته ومرضاته، وأن يصرف عنك الخواطر الردية، والوساوس المردية، وأن يجعلك من عباده الصالحين، فإن دعوت الله بصدق؛ فإن الله –عز وجل- هو وحده الذي يوفّق لأفضل الطاعات، وهو وحده الذي يصرف القلوب عن المعاصي والمنكرات، فأكثر من دعاء الله، فإن الله يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.

أما الأمر الثاني: فمن أصدق ما رأيت من توفيق الله للعبد أن يوفق لطاعته، وأن يعصم ويحفظ من معصيته إذا رزق قلبا متوجها لله – جل جلاله-. قلبك حتى يصبح أكبر همك وغاية رغبتك وسؤلك أن تكون في طاعة الله، وأن تصرف عن معصية الله، فمن كان عنده في قلبه هذا الشعور؛ فبإذن الله سيوفقه الله توفيقا عظيما.

هناك أمران: الأمر الأول يوفق لطاعته، ماذا يجعل في قلبه؟ إذا جعلت في قلبك وفي نفسك وفي فؤادك أن يصلحك الله، وطمعت من الله –عز وجل- أن تكون في خير المراتب عند الله في طاعته ومحبته، وصدقت مع الله في قلبك؛ صدق الله معك، كما قال تعالى: {إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا}.

كثير من الأخيار بلغهم الله الخير الكثير والنفع العظيم حينما توجهت قلوبهم إلى الله بصدق الرغبة في طاعته، ما يستطيع أن يطيع الله –عز وجل- مصروف القلب عن الطاعة، ولا يستطيع أن يبلغ أعالي المراتب والرتب في طاعة الله إلا من توجه قلبه بكليته إلى الله أن يجعله من أولئك السعداء الأتقياء الأخيار الصلحاء، فإذا كان قلبك متوهجا مشتاقا محبا لأن يكون في أفضل المراتب فإن هذا يؤثر في جوارحك، فأنت مثلا بمجرد أن تفتح عينيك وتصبح في يومك حملت هم كيف تكون أسعد العباد في ذلك اليوم، وإذا جلست في بيتك وأهلك وولدك حملتهم كيف تكون أفضل ما يكون الوالد مع ولده، وإذا خرجت من بيتك تريد أي مسجد أو بيت من بيوت الله حملت الهم أن تكون أسعد الناس في ذلك الممشى، إن ذهبت إلى صلاة الظهر ودخلت المسجد تمنيت من الله أن تكون أسعد من في المسجد، وأن تخرج من ذلك المسجد بأفضل ما خرج به من خرج في ذلك اليوم وتلك الساعة، يكون عندك قلب صادق ولذلك انظر إلى كثير من الأخيار والصالحين حينما كان عندهم شعور أنهم يعاملون الله وأنهم يريدون أن يكونوا في أفضل المراتب وجدت النفوس مستجيبة ووجدت الهمم عالية وهي تتجه إلى ربها إلى محبته وإلى مرضاته –سبحانه وتعالى-.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير