تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يا هذا! إن الدنيا فانية وليس لك من عمرك إلا ما كان من مرضاتك لربك، فابحث عن قلب يقربك إلى الله وعن قلب يحب الله –عز وجل- ويتجه إلى الله بالكلية، ولذلك تجد بعض الأخيار يجلس ساعات طويلة وهو ساكت وكان بالإمكان أن يعمر هذه الساعات بقراءة القرآن، فينال مئات الألوف من الحسنات، تجده يحفظ الجزء والجزءين بل هناك من يحفظ القرآن كاملا، ويمر عليه اليوم وما ختم منه جزءاً واحدا، غبن والله، ثم نريد أن نكون من الأخيار، ثم نكون من الصلحاء، اقرأ في سير العلماء، واقرأ في سير الصلحاء لتعرف أين منزلتك، واقرأ في أخبار الأولين والماضين الذين أمضوا أيامهم وأعمارهم وساعات العمر في مرضاة الله –جل لجلاله-، اقرأ عن قوم كانوا يخافون عن ذهاب الدقيقة فضلا عن الساعة، كانوا يخافون عن الغفلة في الساعة فضلا عن الساعات، كانت أعمارهم في ذكر الله ومحبته ومرضاته، حتى تعرف أين مكانك، نعم تسعى إلى أفضل الطاعات، وأفضل المرضاة إذا حرصت على هذا الحرص أن تكون مع الله بقلب صادق يطلبك ويحبك، ومن طلب الله؛ وجده، من طلب الله؛ وجده، فإن الله –سبحانه وتعالى- يقول: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} فليس هناك أيسر من سبيل الله، ولا أسهل من طريق يقودك إلى الله، ولا أكثر من أنس تجده حينما تأنس بالله –جل جلاله-؛ ولذلك تجد العبد الصالح الذي لا يفرط في أوقات عمره إلا وقد تمضي عليه أوقات عمر وقد أفناه في محبة الله لا يعرف الوحشة، نعم عرف الليل في ظلماته فتجده قائما بين يدي الله يتلو كتاب الله لم يشكُ وحشة يوما من الأيام، وتجده في صباحه في النهار بين الناس ما بين ذكر وشكر لم يقسُ قلبه فيما بينه وبين الله وعندها تهدى إلى أفضل الطاعات.

إذا صلح قلبك بهذا التوجه إلى الله ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله)) ملك الجوارح الذي يقودها إلى الله –جل جلاله-، فإياك أن تكون من الغافلين، إذا كنت تريد أفضل الطاعات فابدأ بقلبك، يصلح الله جوارحك، وإذا أصلح الله جوارحك هداك إلى أفضل الطاعات وأحبها إليه من: ذكره، وشكره، والإنابة إليه.

كذلك أيضا اعلم أن الكتاب والسنة دلا على أحب الأعمال وأزكاها عند ذي العزة والجلال، والنصوص في هذا واضحة، فتتعلم ما هي أحب الأعمال إلى الله، فتحرص على تطبيقه، ثم إياك وهذا التخاذل وهذا الضعف، والله ما أقدر، تعلم عن قيام الليل وفضله تقول: والله، ما أقدر أقوم الليل والله أنام والله ما أستطيع، هذا شأن المحرومين، هذا شأن الغافلين، هذا شأن الناقصين، أما أصحاب الهمم العالية والنفوس الزاكية لا يعرفون التقاعس، ولا يعرفون التواني، وإنما يجدون ويجتهدون، والله، ما أقدر والله ظروف يا سبحان الله! عليك أن تجتهد مع الله –عز وجل- في طاعته فإذا تعبت اليوم واليومين وفقك الله –عز وجل- حتى تتلذذ بالطاعات عمرا طويلا، فكم من أقوام تعبوا في قيام الليل أياما، ومنهم من تعب فيها أسابيع، ومنهم من تعب فيها شهور ومنهم من تعب فيها سنوات، ولكن بقت لذتها حتى توفاهم الله –جل جلاله- راضيا عنهم مرضيا لهم.

جعلنا الله وإياكم منهم، تجد وتجتهد. وأسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يجعلنا من عباده المفلحين وأن يعصمنا بعصمة الهدى والدين إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:56 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[07 - 06 - 07, 05:02 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

جزاك الله خيرا أخي، وهلا أعطينتنا المقطع الصوتي.

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[02 - 03 - 08, 10:50 ص]ـ

بارك الله فيك ..

ـ[نائف البضيعي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 01:12 م]ـ

بارك الله فيك

ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[05 - 03 - 08, 11:53 م]ـ

نقل موفق .. ، جزاكم الله خيرًا وكتب لكم الأجر والمثوبة ..

ـ[زاحم الشمري]ــــــــ[06 - 03 - 08, 12:20 ص]ـ

نقل موفق .. ، جزاكم الله خيرًا

ـ[أم معين]ــــــــ[23 - 03 - 08, 04:42 م]ـ

شيخنا المحمود أكرمك الله نريد المقطع الصوتي لهذه الإجابة ..

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 05:04 م]ـ

المقطع الصوتي ليس لدي , ولكن السؤال في شرح الشيخ لكتاب الوقف من عمدة الفقه.

ـ[أبو محماس]ــــــــ[24 - 03 - 08, 04:32 ص]ـ

جزاك الله خير

ـ[إبنة الخطاب]ــــــــ[20 - 04 - 08, 05:48 م]ـ

جزاكم الله خير

ـ[مستور مختاري]ــــــــ[21 - 04 - 08, 05:46 ص]ـ

أسعدك الله وبارك فيكم

ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 09:40 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[أبي عبدالله المكي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 11:23 ص]ـ

جزاك الله خير

ركز يابى زيد على مثل هذه الاسئلة

فنحن في حاجة لها وفقنا الله واياك لما يحب ويرضى

ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[22 - 04 - 08, 12:08 م]ـ

جراك الله خيرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير