موقف لم أره من قبل أنظر حولي فإذا بالكل يكتب ويسجل، وسمعت كلاما علميا لم أسمع مثله في حياتي، وكان الشيخ يومها يشرح في منار السبيل وكان يتحدث عن الجنايات وتشعب فيها كثيرا، إلا أنني لم أنتبه للدرس بقدر ما كنت أنظر إلى الشيخ وإلى هذا العالَم الجديد الذي لم أر مثله.
وبعد أن فرغ الشيخ من الدرس رأيت الإخوة يتسابقون بشكل عجيب إلى الشيخ فتعجبت من ذلك تعجبا شديدا ولم أفهم ماذا يريدون؟ إلا أنني تسابقت معهم ومشينا مع الشيخ وحدث موقف والله لم أنسه ولن أنساه أبدا وهو أنني ونحن واقفون في الطريق مع الشيخ إذا بسيارة قادمة بسرعة فجذبني الشيخ من كتفي وقال لي: " خلي بالك " فأحسست بحب شديد لهذا الرجل وكانت هذه أول رؤية له.
بعد ذلك عدت إلى المنزل وعكفت على أشرطة الشيخ وسمعت كثيرا منها، وذهبت مرة أخرى إلى درس الشيخ وسألته وقلت له " حضرتك ذكرت في أشرطتك أن طلب العلم على التوالي أفضل من طلبه على التوازي فهل تفسير القراّن يطلب بالتوازي مع حفظ القراّن أم بعد الفراغ من الحفظ؟ " فابتسم الشيخ وقال لي: " انت عمال تستخدم مصطلحات الفيزياء عالعموم ركز هدفك في حفظ القراّن فقط حتى تستمتع بالقراّن لأنه سيكون في صدرك "
وهذه الدعابة من الشيخ جعلتني أزداد حبا لهذا الشيخ، ولله الحمد فالاّن أواظب على بعض دروس الشيخ وأسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك في شيخنا وأن يجعله للمتقين إماما.
2 - قصتي مع فقيه القاهرة الشيخ محمد بن عبد المقصود عفيفي
عرفتُه أول ما عرفتُه عن طريق شريط (معنى السلفية) وللعلم فقد توصلتُ إليه بمحض قدر الله دون أن يكون هناك أي ترتيب!
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=56212 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=56212)
وكان أولُ إصدارٍ أسمعه في حياتي عن تعريف لمعنى الدعوة السلفية، فأعجبتُ جدا بطرح الشيخ حفظه الله، وأزال بعض المفاهيم المغلوطة لدي عن الدعوة السلفية ومفهومها، مما دفعني إلى الاقتراب أكثر من أشرطة الشيخ، فسمعتُ بعض أشرطته الصوتية، وشاهدتُ مرئيات لفضيلته، وكان أكثر ما شدني في الشيخ حفظه الله:
أ - فقهه العالي وتأصيله المحكم الذي يقل وجود مثله.
ب - صدعه بالحق وجهره به.
ج - سمو أخلاقه واحترامه لأدب الخلاف.
د - الضبط اللغوي المحكم عند الشيخ حفظه الله.
ومع تعلقي بالشيخ حفظه الله إلا أنني لم أره في حياتي إلا يوم جنازة فضيلة الشيخ محمد عمرو رحمه الله رحمة واسعة، فوالله ما إن رأيته إلا شعرتُ بهيبة عظيمة، فوالله في وجهه نور ومهابة وبشاشة وتواضع.
3 - قصتي مع الفقيد الغالي محدث مصر الأول فضيلة الشيخ محمد عمرو رحمه الله
ما كنتُ أعلمه رحمه الله؛ حتى دخلتُ ذات يومٍ مكتبةً للاطلاع على ما لديهم من جديد، فأثناء بحثي وتفتيشي وجدت كتابا قديما قد علق التراب به، وتاّكل غِلافه، لكن العنوان شدني وهو: (تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة) فتصفحتُ الكتابَ، فإذا بي أرى اّية من اّيات الله عز وجل!
أُعجبتُ بفكرة الكتاب إعجابا شديدا، فالشيخ كان يذكر الحديث الضعيف ثم يذكر الشاهد الصحيح له من كلام الصحابة أو التابعين رضوان الله عليه.
ورأيتُ ضبطا وتحقيقا منقطعي النظير، ومما شدني أكثر أنني وجدتُ للمؤلف شخصية ظاهرةً، فكثير من المحققين اليوم قد تأثروا بالعلامة الألباني رحمه الله أو العلامة أحمد شاكر رحمه الله ..... إلخ حتى إنهم من فرط التأثر تضيع شخصيتهم في التحقيق وهذا وجدته كثيرا؛ لذلك سررت عندما وجدتُ اسما جديدا - أي بالنسبة إليّ - ذا شخصية مستقلة وضبط ونقد متينين.
وللأسف الشديد لم أر الشيخَ في حياته أبدا، بل لم أر حتى صورة له، ولم أره رحمه الله إلا محمولًا على الأكتاف، وللأسف أيضا لم أستفد الاستفادة المطلوبة من علمه، فلم أقرأ إلا الجزء الأول من تبييض الصحيفة!
لكن لعل الله عز وجل أن يوفقني إلى الاستفادة منه سواء عن طريق كتبه أو أشرطته أو تلاميذه الذين ألتمس منهم أن يبثوا علوم الشيخ رحمه الله، فإن كان الشيخ قد أحب الخمول - كما ذكر ذلك الشيخ الحويني والدكتور محمد يسري حفظهما الله تعالى - فلم تُبثَّ علومُه بالشكل المطلوب، فلنبثها نحن الاّن وفاءً لحق الشيخ، ورفعا لذكره، وتجرية لأجره وثوابه عند الله تبارك وتعالى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه والتابعين.
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[23 - 01 - 08, 11:59 ص]ـ
رحم الله الشيخ المحدث محمد عمرو بن عبد اللطيف و أسكنه فسيح جناته
و بارك الله لنا في الشيخ محمد بن عبد المقصود و الشيخ محمد بن إسماعيل المقدَّم
إن كنت أخي الكريم من الاسكندرية فبلغ سلامي للشيخ محمد بن إسماعيل المقدَّم
أشهد الله أني أحب هذا الرجل في الله