تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رَحِيلُ عَالِمٍ َلا يَعْرِفُهُ إِلّا القَلِيلُ مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ

ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[23 - 01 - 08, 08:44 ص]ـ

قال الشيخ: صَلَاحُ الدِّينِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْمَوْجُودِ

رَحِيلُ عَالِمٍ َلا يَعْرِفُهُ إِلّا القَلِيلُ مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ

لَقَدْ رَحَلَ عَالِمٌ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ وَفَحْلٌ مِنْ فُحُولِ الحَدِيْثِ النَّوَادِرِ فِي هَذَا الزَّمَانِ

وَهُوَ الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الأَجَلُّ الكَرِيْمُ الحَيِيُّ العَلَّامَةُ النَّابِغَةُ الجَهْبَذُ المُتَوَاضِعُ بَقِيَّةُ السَّلَفِ الزَّاهِدُ ... مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ ...

ابْتَدَأَ طَلَبَ العِلْمِ فِي مُقْتَبَلِ شَبَابِهِ, فَكَانَ يَحْفَظُ مِنْ صَحِيْحِ الجَامِعِ وَأَجْزَاءِ السِّلْسِلَةِ الصَّحِيْحَةِ, وَكَانَ مَعْرُوفًا بِشَغَفِهِ بِالحَدِيْثِ يَومَ كَانَتْ مِصْرُ يُعَدُّ طَلَبَةُ العِلْمِ فِيْهَا نَوَادِرَ وَقِلَّةً حَيْثُ يُعَدُّونَ عَلَى الأَصَابِعِ ...

وَقَدْ كَانَ مِنَ المُحَدِّثِينَ الَّذِيْنَ لَهُمْ دَوْرٌ فِي نَشْرِ عِلْمِ الحَدِيْثِ بَعْدَ الشَّيْخِ أَحْمَدَ شَاكِرٍ وَالشَّيْخِ نَجِيْب المُطِيْعِيّ رَحِمَهُمَا اللهُ ....

وَاخْتَصَّ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمِرٍو بِالشَّيْخِ المُطِيْعِيِّ حَتَّى أَجَازَهُ بِصَحِيْحِ البُخَارِيِّ وَبِتَكْمِلَةِ المَجْمُوعِ لِلنَّوَوِيِّ ... , وَقَدْ عَكَفَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى دِرَاسَةِ كُتُبِ الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ وَكَانَ بِهِ مُغْرَمًا، مُحِبًّا مُعَظِّمًا، وَهَكَذَا كُلُّ طَلَبَةِ عِلْمِ الحَدِيْثِ فِي هَذَا العَصْرِ، مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ عَالَةٌ عَلَى الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ-رَحِمَهُ اللهُ- فِي فَهْمِ العِلْمِ وَحُبِّهِ وَالتَّعَمُّقِ فِيْهِ .. وَلَا أُعَدُّ مُغَالِيًا إِنْ قُلْتُ إِنَّهُ لَولَا مُؤَلَّفَاتُ

الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ وَمَا قَدَّرَهُ اللهُ تَعَالَى لِعَمَلِهِ مِنَ الانْتِشَارِ مَا كَانَ لِعِلْمِ الحَدِيْثِ أَنْ تَقُومَ لَهُ قَائِمَةٌ فِي هَذَا العَصْرِ الحَدِيْثِ ...

فَجَزَى اللهُ الشَّيْخَ الأَلْبَانِيَ خَيرَ الجَزَاءِ ... وَرَحِمَ اللهُ الشَّيْخَ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو ,وَدَرَّسَ الشَّيْخُ كَثِيرًا مِنَ الكُتُبِ، سَوَاءٌ فِي المُصْطَلَحِ، مِثْلُ نُزْهَةِ النَّظَرِ، وَعِلَلِ التِّرْمِذِيِّ وَغَيرِهِمَا أَوْ فِي غَيرِهِ

وَكَانَ فِي دُرُوسِهِ يُحَقِّقُ وَيَشْرَحُ وَيَتَوَسَّعُ حَتَّى تَخَرَّجَ عَلَى يَدَيْهِ الكَثِيرُ مِنْ طَلَبَةِ العِلْمِ إِلَّا أَنَّهُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ آثَرَ التَّفَرُّدَ وَالبُعْدَ عَنِ الظُّهُورِ, وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ -قَلِيْلَ التَّصْنِيْفِ, وَيَنْدَمُ عَلَى كُتُبِهِ الَّتِي خَرَّجَهَا وَرَعًا مِنْهُ وَدِيَانَةً لِمَا يَظْهَرُ لَهُ مِنْ نَقْصٍ أَوْ مَزِيْدِ كَمَالٍ.

وَقَدِ ابْتُلِيَ الشَّيْخُ بِالفَقْرِ وَالعَوزِ وَالضِّيْقِ وَلَا يَسْأَلُ أَحَدًا بَلْ كَانَ يَعْمَلُ مُحَقِّقًا فِي دَارِ التَّأْصِيْلِ ذِهَابًا وَإِيابًا عَلَى دَرَّاجَةٍ لَهُ مَعَ شِدَّةِ مَرَضِهِ الَّذِي أَلَمَّ بِهِ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، وَكَثِيرًا مَا كَانَتْ دُرُوسُهُ تُمْنَعُ لِأَسْبَابٍ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ.

وَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الحَدِيْثِ فِي مِصْرَ إِلَّا وَهُوَ يُقَدِّمُ الشَيْخَ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّطِيْفِ، وَخَاصَّةً فِي الحِفْظِ وَالاسْتِحْضَارِ.

وَالشَّيْخُ كَانَ شَدِيْدَ التَّوَاضُعِ، خَفِيْضَ الجَنَاحِ لِإِخْوَانِهِ، وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ كَانَ شَدِيْدَ الصَّرَاحَةِ قَوِيًّا فِي اتِّبَاعِ السُّنَّةِ، لَا تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَومَةُ لَائِمٍ، وَكَمْ جَنَتْ صَرَاحَتُهُ عَلَيْهِ مَعَ إِخْوَانِهِ، فَكَانَ يَظُنُّ البَعْضُ بِهِ الشِّدَّةَ فِي حِينِ أَنَّ الشَّيْخَ لَا يُبْغِضُ أَحَدًا، فَإِنَّهُ إِذَا نَبَّهَ أَحَدًا عَلَى سُنَّةٍ وَزَجَرَهُ، فَهَذَا مَعَ كَمَالِ حُبِّهِ لِلإِخْوَةِ وَشِدَّةِ تَوَاضُعِهِ لَهُمْ ...

وَكَانَ إِذَا رَأَى أَحَدَ الشَّبَابِ المُلْتَزِمَ يَبْتَسِمُ وَيُسَرُّ وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ عَالِمٌ مِنَ العُلَمَاءِ ...

وَكَانَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ الحُوَيْنِيُّ يُكْثِرُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ, وَيَقُولُ: كُنْتُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُرَوِّحَ عَنْ قَلْبِي أَذْهَبُ إِلَى الشَيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو فَأَعُودُ بِخَيرٍ كَثِيرٍ, وَقَدْ أَثْنَى الشَّيْخُ مُقْبِلٌ- رَحِمَهُ اللهُ -عَلَى عِلْمِهِ, وَشَهِدَ لَهُ بِالفَضْلِ وَالمَكَانَةِ, فَرَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ, وَغَفَرَ لَهُ, وَأَسْكَنَهُ فَسِيْحَ جَنَّاتِهِ- اللَّهُمَّ آمِينَ

.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير