تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مَن الذي مات؟ ... الشيخ أبوعَجَلَة!

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 11:21 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وصحبه والتابعين

أما بعد

فلقد كانت جنازة العلامة الشيخ محمد عمرو آية من آيات الله تعالى فجميع جيران الشيخ وأقاربه لم يكونوا يتصورون هذه المكانة العظيمة للشيخ في قلوب أهل السنة دون غيرهم من عامة المسلمين

وأذكر هنا وقائع الجنازة من قبل تغسيل الشيخ وتكفينه إلى دفنه وتوديعه.

1 - ذهبتُ أنا وابن الشيخ الأخ أنس وصهره الأخ هاني وسائق الشيخ الأخ رامز الذي وهب نفسه وسيارته لتوصيل الشيخ في آخر حياته ومؤذن المسجد الذي يصلي فيه الشيخ العشاء الأخ محمد رفعت إلى المركز الطبي لاستخراج تصريح الدفن

2 - أول من حضر أمام البيت من الإخوة والمشايخ الفضلاء بالترتيب هم: الأخ الفاضل الشيخ الأزهري السلفي ثم الأخ الفاضل الشيخ هاني حلمي صهر الشيخ محمد حسين يعقوب ثم الأخ الفاضل الشيخ صبري عبد المنعم الشافعي من تلاميذ الشيخ القدماء ثم الأخ الفاضل الشيخ أبو معاذ طارق بن عوض الله تلميذ الشيخ وحبيبه ثم الوالد الشيخ د. مصطفى عبد المجيد جار الشيخ وحبيبه ثم تتابع الإخوة في الحضور.

3 - قامت زوج الشيخ أم عبد الرحمن بنت النوبي ومعها ابنه أنس بتغسيل الشيخ رحمه الله

4 - قام الدكتور الشيخ مصطفى عبد المجيد بتكفين الشيخ بمساعدة بعض الإخوة بناء على وصية الشيخ رحمه الله.

ودخل الحضور واحدا واحدا لتقبيل جبين الشيخ قبل ربط الكفن.

5 - تم نقل الشيخ في سيارة الموتى إلى مسجد السلام وقد ركبتُ بجوار نعش الشيخ مع ابنيه أنس وعبد الرحمن وبعض الإخوة

6 - بدأ حضور الإخوة والشيوخ من قبل صلاة الظهر قليلا قليلا وما إن أذن الظهر حتى بدأ الحضور يتزايد بأعداد لا تحصى

فائدة: سألني بعض الجيران لما رأى الحشود تحضر لمنزل الشيخ:

مَن الذي مات؟

فقلتُ له:

الشيخ محمد عمرو

فقال لي:

الشيخ أبو عَجَلَة.

فبكيتُ وقلتُ له:

نعم!

وحزنتُ أن يكون هذا تعريف الشيخ عند الناس

ثم قلتُ في نفسي:

ولمَ البكاء؟

هي عجلة إلى الجنة إن شاء الله.

هي عجلة مشتقة من قول الكليم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}

7 - أول من رأيتُه حضر للمسجد -وكان جالسا بين غمارة الناس لا يعرفه الكثير! - شيخي الأول وأستاذي ومعلمي سيدنا ومولانا شيخ السلفيين في مصر العالم الرباني فضيلة الشيخ أبو الفرج محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم حضر من الإسكندرية مسافرا، ثم فقيه مصر العالم الرباني ### فضيلة الشيخ محمد عبد المقصود، ثم الزاهد الصابر العالم الرباني فضيلة الشيخ نشأت أحمد ثم تتابع الإخوة والمشايخ في الحضور.

ومن عجيب ما أذكره لكم:

أن الشيخ في حياته كان يعظم ثلاثة لا يضاهي بهم أحدا ولا يذكر معهم رابعا، وهم: فضيلة الشيخ محمد إسماعيل المقدم -يبدأ به-، فضيلة الشيخ محمد عبد المقصود -يثني به-، فضيلة الشيخ نشأت أحمد يختم به.

فكان ترتيب حضورهم بترتيب فضلهم عنده، فسبحان مَن جعل كل شيء في هذا الكون بحكمة.

8 - أمّ الناس في صلاة الجنازة سيدنا الشيخ محمد بن إسماعيل حفظه الله بعد أن رفض رفضا شديدا، لكن بترجي الأخ أنس وإلحاح الشيخ نشأت أحمد والشيخ مجاهد حمادة وما ذكرتُه له من أن هذه كانت أمنية للشيخ رحمه الله رضي، ولمّا رأى الشيخ محمد حسين يعقوب حضر ذهب إليه ليصافحه ويعرض عليه أن يصلي مكانه فهوى الشيخ يعقوب ليقبل يد الشيخ محمد إسماعيل وأشار إليه إشارة يفهم منها أنه ما ينبغي أن نتقدم بين يديك، فصلى الشيخ محمد إسماعيل وأطال في الصلاة ليتمكن الإخوة من الدعاء للشيخ فكثر الدعاء المختلط بالنحيب وبالبكاء

9 - موقف يذكر هنا: حضر مع جنازة الشيخ ثلاث جنائز أخرى رجل وامرأتان وسقط، فصلى الشيخ محمد إسماعيل على الجنائز الأربعة معا وخلفه ما لا يحصيه إلا الله ووضع السقط في نعش الشيخ، فأحسب أن هذا من حسن ما ختم به لهؤلاء أن يصلى عليهم مع ذلك الولي من أولياء الله -أحسبه كذلك والله حسيبه-.

10 - حملنا نعش الشيخ إلى السيارة وركبتُ معه ومعنا ابنه عبد الرحمن وبعض الإخوة وذهب ابنه أنس ليحضر تصريح الدفن.

11 - أُغلق الطريق تماما من كثرة السيارات التي كانت تتبعنا غير تلك التي كانت تنتظر جنازة الشيخ على طريق المقابر ممن لم يتمكنوا من حضور صلاة الجنازة وظنّ بعض الناس أن هناك تشريفة لأحد الوزراء بل ظن أحدهم لعظم الأمر أنها تشريفة رئيس الدولة!

12 - أمطرت السماء وظلّت تمطر حتى وصلنا إلى مقابر 6 أكتوبر وما إن نزل الإخوة من السيارات للسير داخل المقابر حتى انقطع المطر تماما!

13 - أدخلنا الشيخ لمقبرته فدفن بجوار حميه أبي زوجه أم عبد الرحمن وكان قد مات قبله بسنتين وكان الشيخ يحبه جدا ويكثر من مرافقته في الدنيا فكتب الله له أن يرافقه في القبر.

وقد دخل القبر مع الشيخ ابنه أنس فحدثني أنه رأى جثة جده حبيب الشيخ كما هي!

14 - قام أحد الإخوة بالكلام طالبا من المشايخ أن يتكلموا ويعظوا

15 - بدأ الكلام الشيخ محمد حسين يعقوب فأبكى الحضور ثم تكلم الشيخ عمر بن عبد العزيز قريشي وهو حمو أنس فأبلغ في الموعظة ثم تكلم الشيخ سيد حسين عفاني فحكى بعض مواقفه مع الشيخ فأبكى وعلا البكاء والنحيب

رفض الشيخان محمد إسماعيل ومحمد حسان الكلام وقد امتلأت عيونهما بالدموع بكاء على الشيخ.

16 - تدافع الإخوة للانصراف بعد الدعاء للشيخ لإدراك وقت العصر وأقيمت عدة جماعات على جانبي الطريق للمقابر خوفا من فوت الصلاة وتدافع الإخوة على خزانات المياه للوضوء ولم يتكمن عدد كبير من الوضوء فتيمموا من تربة الأرض وصلوا

ووقف الناس في الطريق وداخل السيارات وهم يرون هذا المشهد الرهيب الذي لم يروا مثله قط في حياتهم وهذا الجمع الذي سدّ الأفق وهم يسألون في تعجب:

مَن الذي مات؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير