[نقولات من كتاب: (آداب النفوس) لأبي عبد الله حارث بن أسد المحاسبي ت 240هـ]
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:26 ص]ـ
[نقولات من كتاب: (آداب النفوس) لأبي عبد الله حارث بن أسد المحاسبي ت 240هـ]
الشيخ محمد الحمد
1 - وإن إبليس إنما يُسَوَّرُ عليك في الآثام من وسوسة نفسك، وخراب قلبك. ص50
2 - ولا شيء أعجب إلى إبليس من ظلمة القلب، وسواده، وانطفاء نوره، وتراكب الرَّين عليه، ولا شيء أثقل على الخبيث من النور، والبياض، والنقاء، والصفاء، وإنما مأواه الظُّلمة، وإلا فلا مأوى له، ولا قرار في النور والبياض. ص51
3 - ومن أراد الزهد فليكن الكثير مما في أيدي الناس عنده قليلاً، وليكن القليل عنده من دنياه كثيراً، وليكن العظيم منهم إليه من الأذى صغيراً، وليكن الصغير منه إليهم عنده عظيماً. ص55
4 - ولو استغنيت بالله وحده، وبإطلاعه عليك، وبجزيل ثوابه لأهل طاعته، ومحبته لهم، وتوفيقه لهم، وتسديده إياهم، وراقبته - لأغناك ذلك عمن لا يملك لك ولا لنفسه ضراً ولا نفعاً. ص60
5 - فاحذر - رحمك الله - من قَرُبَ منك وقَرُبْتَ منه، فإن الذين بَعُدوا منك وبَعُدْتَ منهم سلموا منك، وسلمت منهم. ص74
6 - فإن العبد إنما يؤتى من قبل التهاون باليسير، وهو الذي يوقع في الإثم الكبير، والتهاون باليسير هو الأساس الذي يبني عليه الكثير؛ فيكون أوله كان تحفظاً، ثم صار انبساطاً، ثم صار من الانبساط إلى ذكر اليسير، ثم صار من اليسير إلى ما هو أكثر منه، فلا تشعر حتى ترى نفسك حيث كنت تكره أن ترى فيه غيرك، ففي ترك اليسير ترك اليسير والكثير. ص86
7 - وأقوى الناس على ذلك، وأصدقهم عزماً هو الذي إذا عزم أمضى عزمه ولم يلْوِ، وأضعف الناس في ذلك أضعفهم عزماً، وهو الذي يعزم ثم يحل عزمه، ولا يكاد يمضي عزماً. ص86
8 - وبعض الأمور تركها أشد على العبد من بعض، وصاحب الإرادة لا ينبغي أن يغلط في هذا، ولكن يفاتش أموره كلها مفاتشة شديدة، بالعناية وغائص الفهم، ودقائق لطائف الفِطَن، حتى يعلم ما هو أشد عليه في الترك، ويعلم ما هو أسلم له، وأنفع له، فيجعل جِدَّه وجديده، ومعرفته وعلمه، وفهمه وكياسته، وعنايته وفطنته فيما هو أشد عليه في الترك، وأكثر ضرراً عليه.
والناس في ذلك مختلفون، فرب رجل يهون عليه ترك شيء يشتد على غيره، ويشتد عليه ترك شيء يهون على غيره تركه، ويشتد عليه طلب ما يهون على غيره، ويهون عليه طلب ما يشتد على غيره؛ لأنه حُبّب إلى هذا من الأشياء ما لم يُحَبّب إلى غيره، وبُغّض إليه من الأشياء ما لم يُبَغّض إلى غيره. ص114
9 - وأما باب النصح فتكون نيته وسيرته ومذهبه في السر والعلانية: أن أمور الأمة كلها لو أجريت على ما في ضميره وسريرته لأحب أنها رشَدَتْ أمورها، وأطاعت ربها، وصار إلى كل واحد منهم حظه من الحق والعدل.
فإن كانت هذه سيرته في خاصته، وعلى هذا نيته في العامة - رجوت أنه في كل أمر جليل، ونعمة عظيمة، لا يعلم قدرها إلا الله - تعالى -.
وإن خالفت سيرته في خاصته وعامته هذا الوصف، فلا حظ له في النصح الخاص ولا العام، وكان ما يدعي أنه يضمر وينوي في سريرته، من نصح الخاصة والعامة مردوداً عليه، غير مقبول منه. ص125
10 - واعرف صمتك عند الخوف من سقوط جاهك عند من لك عنده الجاه والقدر. ص129
11 - واعرف صدقك عند الحالة التي يتصنع ويتزين في مثلها المتزينون والمتصنعون. ص129
12 - واعرف صبرك عند ترك شهوة قد ملَكتها، هل تستطيع تركها على ذلك أم لا؟.ص129
13 - واعرف عقلك عند ترك ما لا نفع لك فيه في الدنيا ولا في الآخرة، ولا ثواب لك فيه عند الله - تعالى - هل تستطيع ترك ذلك أم لا؟.ص130
14 - إن الناسك إن لم يقبل الحكمة، ولا الموعظة، ولا النصيحة من العدو والصديق، والسفيه والحليم - فنُسكه نُسُك الملوك. ص138
15 - واعلم أن لذتك فيما تجد من حلاوة طعم الحلوى، وغير ذلك، إنما تجدها عند أكلك إذا أكلتها، وحلاوة الهوى والشهوة في الفكر إذا تابعته على ما تريد، ليس له طعام ولا شراب، إنما لذته من الأشياء أن يتابع في فكره وأصله. ص146
16 - واعلم أن لذة الرياء وحلاوته لذة تخالط القلوب، وتجري في العروق، فاحذر ذلك في ابتداء أول العمل، وفاتش الهمة، وتقصَّ تصحيح الإرادة، وكن في ذلك كله مراقباً لله وحده. ص146
17 - وعلامة النصح للناس: أن تحب لهم ما تحب لنفسك من طاعة الله-تعالى- وأن تكره لهم ما تكره لنفسك من معصية الله - تعالى -.ص151
18 - وعلامة الصبر: ألا تشكو من جميع المصائب إلى أحد من المخلوقين شيئاً.
والصبر هو: الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على كتمان المصيبة، وهو من كنوز البر، والصبر على كتمان الطاعة، والصبر: حبس النفس عن ذلك كله. ص151
19 - ومن علامة التواضع: ألا يدعوك أحد إلى حق إلا قبلته ولم ترده، ولا ترى أحداً من المسلمين إلا رأيت نفسك دونه. ص152
20 - والحزم: الفرار من كل موضع فيه محنة. ص154
21 - احذر شهوة لا تبقى، وندامة لا تفنى. ص176
22 - احفظ الله عند هواك، يحفظك عند لقاك. ص179
23 - اجتهد ولا تيأس، ولا تقل عند ذكر الصالحين: لولا ذنوبي لرجوت طريقة الصالحين، فيُفَتِّرك ذكرُ ذنوبك عن العمل، فإن صاحب الحمل الثقيل أولى أن يجتهد في إسقاط ما قد حملَ من المُخِفِّ الذي ليس على ظهره شيء. ص179
24 - إن أردت أن ينظر الله إليك بالرحمة - فانظر أنت إلى الصالحين بالغبطة، وإلى العاصين بالرأفة. ص176
25 - ما ظنك بمن يكره أن يطلع الناس منه على ما يكره الله، ولا يستحي أن يطلع الله منه على ما يكره. ص186