تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن يتلقى العلم من الكتب ويتكبر عن الجلوس مع العلماء والتتلمذ عليهم ومعرفة كيف أخذ السلف؛ لأن هذا العالم الذي أخذ العلم عن العالم اتصل سنده إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فحري بك أن يتصل سندك إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أما أن تأخذ من الكتب، والأدهى والأمر من هذا أن يقول قال شيخنا فلان وهو لم يقرأ عليه؛ لكن قرأ كتبه، وهل كل شخص قرأ كتاباً أصبح صاحب الكتاب شيخاً له ويقول قال شيخي شيخ الإسلام ابن تيمية؟! هذا غش لذلك تجد بعضهم يقول: صححه شيخنا فلان وضعفه شيخنا فلان هذا تدليس ما يجوز؛ لأن الذي يسمعه يظن أنه جلس عند العالم وتربى على يد العالم، العلم لا يكفي فيه التلقي عن الكتب، لابد من أخذ العلم عن العلماء، ومن هنا قال العلماء-رحمهم الله- في قوله-عليه الصلاة والسلام-: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور العلماء، ولكن يقبضه بموت العلماء)) فقال: ((يقبضه بموت العلماء)) ما قال بذهاب الكتب، وهذا يدل على أن العلم كما قال بعض العلماء: في هذا الحديث دليل على أن العلم سنة يؤخذ من أفواه العلماء، يؤخذ من أفواههم بالتلقي المباشر، فطالب العلم الذي جلس مع العالم. انتهى

ويقول حفظه الله:

العلم الأمانة. انظر كيف أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال له بالحرف الواحد: لم يأمرني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بهذا مع أنه أفضل مما طلب، والنظر يقتضي أنه يأخذ لكنه ما اجتهد ولا استطاع أن يتجاوز ما أمر به، وهذا والله، هو عين العلم والورع وعين السلامة، فإذا أرادت عيناك أن ترى طالب علم بحق فهو الأمين على أداء ما علم دون زيادة أو نقصان، والله، هذا الذي بلغني، هذا الذي تعلمناه وهذا الذي نقوله، ومن هنا أدركنا العلماء والأئمة -رحمهم الله- لا يزيدون إذا جاءت مسألة يجتهد يقول والله ما أعرف لمشايخي في هذا قولاً ولا أعرف في هذا شيئاً، ثم إذا هو أهل للنظر قال لكن يحتمل كذا وكذا ويعطي لأنه عنده علم ما يكتمه وإذا كان أهلا للاجتهاد، أما ما نسمعه اليوم فالبعض يقرأ كتابا قال: والله من طلاب الشيخ فلان، ثم ينطلق إذا صار من طلاب الشيخ فلان معناه ما شاء الله فتح له الباب على مصراعيه، تعرض عليه المسائل لو عرضت على شيخه إن كان صادقا لجثا على ركبتيه خوفا من الله أن يفتي فيها، وهو لا أبدا مستعد أن يؤصل ويقعد وإذا يعني ما شاء الله صار فيه فرصة كما أن يقول هذا رأي شيخنا ورأينا كذا، هذا ما فيه مانع! حتى يثبت أنه ما شاء الله وصل إلى درجة!

ولكن والله لن يعرف حق هذا العلم إلا من أوقف نفسه بين الجنة والنار، لا يهمنا أن ننثر للناس العلم دون أن تكون هناك يعني وقفة مع كل سنة نبوية ترد في الزكاة في الصلاة تؤدب طالب العلم كيف يكون وقافا عند حدود الله، إذا كان هذا الذي يعلم الناس لا يقف عند حدود الله في أعظم شيء وهو القول على الله كيف يريد أن يوقف الناس عن حدود الله؟! كيف يريد أن يذكرهم وكيف يعلمهم التقوى؟! ولذلك انظر كيف الصحابة يقول: ما أمرني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بهذا مع أنه أحظ لبيت مال المسلمين، وكما ذكرنا الاجتهاد والنظر يقتضي جوازه، لكن اختار الله لنبيه -عليه الصلاة والسلام- أكمل الأمة وأفضل الأمة في الوعي عنه، ولذلك قالوا إن الله اختار لنبيه خير صحب كما اختار نبيه -عليه الصلاة والسلام- من بين الأنبياء اختار صحبه فهم أفضل وأكمل، وهذه الفضائل تظهر مما كان يفعله أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الورع.

يا أخي عندك أمانة ومسؤولية لا تزد على ما أمرت وائتمنت عليه، الناس ما تريد رأيك ولا تريد جرأتك، تريد ماذا علمت؟! تريد الشيء الموروث. فأثارة العلم هذه هي التي التزمها الصحابة -رضي الله عنهم- ويظن البعض أنه حينما يحفظ كتابا أو يقرأ كتابا بسيطا بالطهارة على شيخه أن الناس ما ينظرون له أنه شيخ حينما يأتي ويقول نفس الكلام الذي وجده في كتب المتقدمين يأتون ويحضرون عنده في الدرس فإذا لم يأت بالمسائل الغريبة ولم يأت بالاجتهادات والتأصيلات هذا والله درسه سطحي. في درس طبعا سطحي! وفي درس ... ! مشكلة الذي يجاوز السطوح يطيح؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير